سكان كوباني يرفضون تسليم عناصر “داعش” إلى بلدانهم دون محاكمة

فتاح عيسى – كوباني

يرفض سكان كوباني وخاصة ممن تضرروا بشكل مباشر من ممارسات عناصر تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، نقل هؤلاء العناصر من مناطق الإدارة  الذاتية إلى بلدانهم، دون محاكمة عادلة.

وتعود رغبة سكان كوباني في محاكمة عناصر التنظيم في المنطقة إلى المعاناة التي عاشوها خلال سنوات سيطرة التنظيم على مدينتهم وريفها.

وفي الخامس عشر من أيلول/سبتمبر، شن التنظيم هجوماً واسعاً على مدينة كوباني, واستخدم فيها كل ما أوتي من قوة للسيطرة على المدينة وريفها.

مطالبات بالمحاكمة والتعويض

يقول نبيل كجل، أحد سكان كوباني، وفقد شقيقه في حرب “داعش” وكذلك فقد والده ووالدته وشقيقته أثناء ارتكاب التنظيم مجزرة في قرية برخبطان، إنه “سمع مؤخراً أن بعض الدول التي جاء منها التنظيم، وممن ارتكبوا مجازر في مناطقهم سواء أكانوا أطفالاً أو نساءً أو رجالاً، يعودون إلى بلدانهم دون محاكمة”.

ويضيف كجل أنهم “كعائلات الشهداء، لا يقبل أن يتم أخذ هؤلاء العناصر دون محاكمة، لأنهم أضروا بهم، وارتكبوا جرائم بحقهم، وبالتالي يجب محاكمتهم وإنزال عقوبات شديدة بحقهم”.

ويطالب كجل بمحاكمة ومحاسبة عناصر “داعش” وإنزال أشد العقوبات بحقهم، أمام الرأي العام وبحضور منظمات حقوقية وإنسانية.

وكذلك يطالب “بتعويض عائلات الشهداء الذين فقدوا حياتهم على يد التنظيم والذين عانوا كثيراً من ممارسات عناصره، أسوة بالتعويضات التي حصل عليها اليهود الذين ارتكبت بحقهم محرقة من قبل ألمانيا”.

ويقول كجل إن “ألمانيا عوضت وربما مازالت حتى الآن تعوض العائلات المتضررة من المحرقة بملايين الدولارات”، مضيفاً أنه “يجب تعويض الكرد الذين عانوا من ممارسات داعش من قبل الدول التي جاء منها عناصر التنظيم أو من قبل الدول التي أرسلت هؤلاء العناصر”.

محاكمة دولية

وبدوره يطالب كردو قطي، وهو من سكان كوباني وشقيق مختطف مفقود لدى “داعش”، بمحاكمة عناصر التنظيم، عبر محكمة دولية، كي يعلم السكان مصير مفقوديهم من جهة، وكي يتم إحقاق العدالة لكل الأطراف من جهة ثانية.

ويقول قطي، لنورث برس، إن “شقيقه مع مجموعة من زملائه المدرسين تم خطفهم من قبل “داعش” على جسر “قره قوزاق” في عام 2014 وحتى الآن لا يعلم مصيرهم ومكان تواجدهم”.

ويضيف أن “كل عنصر من داعش ارتكب جرائم قتل بحق العشرات من السكان، وإن نقل هؤلاء العناصر بهذه السهولة إلى دولهم أمر غير منطقي، وإنما يجب محاكمتهم عبر محكمة دولية”.

ويرى أن عودة عناصر التنظيم إلى دولهم، “تعتبر كارثة”، وخاصة أنه في بعض الدول لن تتم محاكمتهم بعقوبات شديدة بحسب قوانين تلك الدول التي تنص على عقوبات مخففة، لأن الجرائم التي ارتكبوها لم تكن على أراضي دولهم، وبالتالي سيتم إطلاق سراحهم بعد مدة قصيرة.

ويشير قطي إلى أن “بعض الدول مثل تركيا قامت بدعم عناصر داعش، وأن هناك عناصر منه يعيشون في مناطق سيطرة تركيا بحرية ولا أحد يقترب منهم”.

ويذكر قطي إن “هؤلاء العناصر ربما يعودون إلى مناطقهم مجدداً، أو ربما يؤسسون منظمة إرهابية دولية تكون خطراً على العالم بأجمعه، لذلك يجب إيجاد حل لهم ومحاكمتهم لدى الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا شرط أن تكون المحاكمة دولية يشارك فيها قضاة من كل دول العالم”.

ولا تختلف معاناة عائشة محمد (50 عاماً)، عن معظم سكان كوباني، فهي فقدت ابنها في كانون الثاني/يناير من عام 2022، على يد عناصر “داعش” في سجن غويران بالحسكة، بينما كان يقوم بحمايتهم.

وترفض محمد أن يخرج عناصر “داعش” من منطقتها دون محاكمة، لأنهم ارتكبوا جرائم بحقهم، ففي “مجزرة كوباني” قتلوا سكان المدينة، وكذلك فعلوا بمدينة الحسكة.

وتطالب بمحاكمة عناصر “داعش” أمام أعين “أمهات الشهداء”، وترفض خروجهم من المنطقة دون محاكمة.

تحرير: محمد القاضي