حضور لافت لشمال شرقي سوريا في مؤتمر بروكسل الثامن
بروكسل – نورث برس
شهدت أعمال وتجهيزات مؤتمر بروكسل الثامن الذي ينظمه الاتحاد الأوروبي لدعم مستقبل سوريا، والذي بدأ بـ “يوم الحوار” أول أمس الثلاثاء حضوراً لافتاً هذه المرة لعدد كبير من ممثلي منظمات المجتمع المدني ومسؤولين بالإدارة الذاتية وشخصيات أخرى هامة من شمال وشرقي سوريا.
وانطلقت، الاثنين الفائت، اجتماعات تمهيدية وتحضيرية لمؤتمر بروكسل بمشاركة عشرات الشخصيات المؤثرة والهامة من سوريا والعالم، وتلاه يوم الحوار والذي كان بمثابة الخطوة الأولى للمؤتمر الذي سيعقد في الفترة المقبلة.
وقال منسق تحالف منظمات المجتمع المدني ناصر حاج منصور بتصريح خاص لنورث برس، الأربعاء، إن مشاركات منظمات المجتمع المدني بشمال وشرقي سوريا كانت بشكل عام كبيرة نسبياً هذا العام.
وأردف قوله أنه يجب الإشارة إلى أنه في الأعوام الماضية كان المؤتمر الوزاري يعقد هذه النقاشات بشكل مباشر أي الاجتماع العام يسمى بيوم الحوار وبعده يكون اليوم الوزاري الذي يجتمع فيه ممثلي الدول المانحة وتبدأ الحديث عما قررته مساعدات تم تخصيصها لسوريا.
وينطلق “يوم الحوار” الذي يسبق الاجتماع الوزاري الذي سينعقد في 27 من أيار/ مايو، برئاسة الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي، نائب رئيس المفوضية الأوروبية جوزيب بوريل، والذي يجمع بين الجهات الفاعلة الحكومية ولا سيما الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، والدول المجاورة لسوريا، ودول ثالثة، بالإضافة إلى ممثلين عن الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى لحشد الدعم المالي الحيوي لتلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحا للسوريين والمجتمعات المضيفة لهم في البلدان المجاورة.
وتابع حاج منصور أن هذا العام الأمر كان مختلفاً فالاجتماع الوزاري سيكون بعد شهر من دراسة هذه النقاشات والدراسات التي حصلت في الاجتماعات التمهيدية.
وأوضح حاج منصور أن الاجتماع هذه السنة كان مختلفاً من ناحية الحضور فقد كان واسعاً لمنظمات المجتمع المدني ولشخصيات أخرى هامة وكان العدد الأكبر من المشاركين من مناطق شمال وشرقي سوريا ففي الأعوام السابقة كان يتواجد نحو 10 أشخاص في حين ارتفع هذا العام إلى 30 شخصاً.
وأضاف أن ممثلي شمال وشرقي سوريا لم يكتفوا بهذا العدد فقط بل طالبوا بزيادته لأن عدد من المدعوين لم يتمكنوا من الحضور بسبب عدم القدرة على الحصول على الأوراق المطلوبة، ولكن رغم ذلك نلاحظ أن تمثيل مناطق شمال وشرقي سوريا كان كبيراً بالنسبة للأعوام السابقة.
ولفت حاج منصور إلى أنه ليس المهم هو العدد وإنما المهم هو المشاركة في صنع جدول الأعمال المشاركة في إدارة هذه الجلسات والمشاركة في توجيهها بشكل أكبر فهذا هو ما كان ينقص شمال وشرقي سوريا وهذا ما طالب به الزملاء الحضور في أكثر من لقاء جانبي.
وبين أيضاً أن الحضور الجانبي في الاجتماعات التمهيدية كان كبيراً خلال يومي الاجتماعات فكان هناك الكثير من المنظمات التي توافقت فيما بينها وعقدت ما يسمى بالاجتماعات الجانبية وكان هناك اجتماعات حول الحقوق وحول المرأة والإرهاب وحول مخيم الهول والكثير من المواضيع الهامة كل هذه المسائل قامت بها ممثلي مناطق شمال وشرقي سوريا.
وقال حاج منصور، “أنا الآن لست بصدد الحديث عن أية منظمة لكن كان هنالك حضور وتعاضد وتعاون مشترك بين منظمات المجتمع المدني، والاجتماعات كانت على مدى يومين وتم استغلالها بشكل جيد وبشكل عام القضايا كانت حساسة وحضر فيها مسؤولين كبار فكان هناك ممثلين من وزارات خارجية وممثلين دوليين هامين.
وأضاف أن الشيء اللافت أيضاً بالنسبة لتمثيل شمال وشرقي سوريا هذا العام في بروكسل هو حضور ممثلين من الإدارة الذاتية الديمقراطية بأكثر من اجتماع وقاموا بعقد عدة اجتماعات جانبية.
وتابع تصريحه قائلاً، “أعتقد أن النقاشات والاتصالات التي جرت بين المنظمات سلطت الضوء على الكثير من النقاط والمشاكل التي تعاني منها مناطق شمال وشرقي سوريا والتي يُفترض أنها ستكون في موقع اهتمام الآخرين والمجتمع الدولي هذا العام”.
وأوضح حاج منصور في نهاية حديثه أن الشيء الأهم في هذه الاجتماعات التي انتهت أن جميع الحاضرين والممثلين من مناطق شمال وشرقي سوريا بكل أقسامهم ومكوناتهم أجمعوا على عدم الاكتفاء بهذا المستوى من التمثيل وضرورة تنشيطه وتطويره في السنوات المقبلة ليكون أكثر تنظيماً وأكثر فاعلية.