اقتتال واستنفار أمني كبير في مدينة مارع الخاضعة للسيطرة التركية

غرفة الأخبار – نورث برس

لليوم الثاني على التوال يستمر الاقتتال والاستنفار العسكري في “فرقة المعتصم” التابعة للجيش الوطني في مدينة مارع الواقعة تحت سيطرة تركيا، شمالي حلب.

ومساء أمس الأربعاء، نشبت خلافات داخل “فرقة المعتصم” العاملة ضمن الفيلق الثاني في الجيش الوطني الموالي لتركيا، ما أسفر عن إصابة القائد العام للفرقة المعتصم عباس ومقتل شقيقه، تزامناً مع إعلان عزل عباس.

وقالت مواقع وصفحات مقربة من المعارضة السورية، إن هناك طرفين رئيسين للصراع داخل الفرقة، الأول يتمثل بقائد الفرقة وإخوته، والثاني بمدير المكتب السياسي مصطفى سيجري، والقيادي علاء الدين أيوب الملقب بـ”الفاروق أبو بكر”.

وذكرت المواقع إن قائد فرقة المعتصم معتصم عباس قال قبل قليل: “لاتزال فرقة المعتصم قائمة بقواتها و معسكراتها وقياداتها ولا صحة للأنباء التي تتحدث عن السيطرة على الفرقة من قبل من يسمون أنفسهم مجلس قيادة الفصيل بل قاموا بسفك الدماء في سبيل نيل المال والسلطة بطريقة غادرة”.

وأضاف: “القضاء سيأخذ مجراه في محاسبة هؤلاء المجرمين القتلة الذين يدعون الثورية وهم بعيدين عنها بسفكهم للدماء مقابل السلطة والمال”.

ومنذ عدة أيام، خرج “سيجري” من الفرقة وأعلن تشكيل كتلة مستقلة، وسعى “عباس” إلى مهاجمة مواقع “سيجري” لمنعه من تنفيذ مخططه، بحسب الصفحات والمواقع.

وتفجرت الأزمة بعد أن نشر “سيجري” تغريدة على حسابه في منصة “إكس” تتعلق بجزء من الواردات المالية القادمة للفصائل العسكرية، وحصة كل عنصر منها.

والشهر الماضي، كشف مصطفى سيجري، أن راتب الفرد الواحد من الجيش الوطني السوري يجب أن يكون 3800 ليرة تركية شهرياً، حيث ذكر في منشور على منصة “إكس”، أن المنحة المالية المقدّرة بـ3800 ليرة تركية تُسلّم لقادة الفصائل في الجيش الوطني عن كل عنصر واحد، علماً أن العناصر لا يتسلّمون نصف المبلغ المذكور في أحسن الأحوال.

وأمس الأربعاء نشبت مواجهات بين الطرفين داخل مقر أركان “فرقة المعتصم” في قرية أرشاف قرب بلدة أخترين شمالي حلب، ما أدى إلى اعتقال قائد الفرقة المعتصم عباس من قبل الطرف الآخر.

وأفادت المواقع المقربة من المعارضة بأن الطرفين اجتمعا داخل المقر، ومن المقرر أن تكون الجلسة للصلح بين الجانبين، إلا أن الأمور توترت بينهما، ما دفع “المعتصم” لمحاولة اعتقال “سيجري” ومن معه، إلا أنه لم يفلح، إذ جرى اعتقال قائد الفرقة نفسه برفقة عدة عناصر.

وأدّت المواجهات إلى إصابة قائد الفرقة بيده، ومقتل شقيقه أحمد عباس، وفي وقت لاحق، أشار “سيجري” إلى تسليم “المعتصم” وجميع الموقوفين إلى قيادة الفيلق الثاني.

وأعلن “سيجري” على حسابه الشخصي، عن عزل قائد الفرقة “المعتصم عباس”، وإحالته للتحقيق بتهمة “الخيانة والفساد” بحسب وصفه.

ونشر “سيجري” بياناً قال فيه: “استناداً إلى صلاحيات المجلس العسكري للفرقة الثالثة في الفيلق الثاني (فرقة المعتصم)، والمنصوص عليها في النظام الداخلي تقرر عزل المدعو معتصم عباس من قيادة الفرقة وتجريده من جميع الصلاحيات العسكرية والأمنية والإدارية، وإحالته للتحقيق الداخلي بتهمة الخيانة والفساد وإساءة استخدام السلطة وسرقة أموال الثورة والمال العام”.

ولم يصدر تعليق رسمي من الطرف الذي يمثّله المعتصم عباس رداً على التهم الموجهة له من قبل “سيجري”، لكن المكتب الإعلامي للفرقة -المحسوب على “عباس”- نشر بياناً على مجموعات للصحفيين.

وجاء في البيان: “بيان توضيحي من قبل قيادة فرقة المعتصم بحادثة الغدر التي حدثت مع مجموعة انقلابية بقيادة مصطفى سيجري والفاروق أبو بكر ضد قيادة فرقة المعتصم”.

وأضاف البيان: “نحيطكم أنه وبعد عدة جلسات للتفاهم بين كل من الأسماء التالية (علاء أيوب الملقب بالفاروق أبو بكر) و(مصطفى سيجري) لحل معظم المشكلات التي جرت بالفترة السابقة تم دعوتنا نحن قيادة فرقة المعتصم من قبل ياسر الحجي مسؤول العلاقات الخارجية في الحكومة المؤقتة للجلوس وتصفير جميع المشكلات السابقة”.

وأضاف: “بعد وصولنا لمبنى قيادة أركان الفرقة، تفاجأنا بوجود عناصر داخل الحمامات والغرف وعلى أسطح المبنى، وباقتحام البناء وإطلاق النار علينا دون سابق إنذار.. مما أدى لإصابة خفيفية لقائد فرقة المعتصم واستشهاد أخيه أحمد عباس أبو حازم”.

وتابع: “جرى الاشتباك مع عناصر المرافقة للقائد العام وإثر ذلك قامت المجموعات الغادرة باعتقال من بقي على قيد الحياة وعند وصول خبر عملية الغدر التي حدثت لقيادة الفرقة بالكمين المجهز مسبقاً، قامت كتائب وألوية من فرقة المعتصم والجيش الوطني بتوجيهات من الإخوة الأتراك بمحاصرة بناء الأركان وإخراج جميع المعتقلين من البناء المذكور، وعليه نؤكد نحن قيادة فرقة المعتصم بأننا سنقوم بمحاسبة هؤلاء المجرمين وتقديمهم للقضاء”.

ويذكر أن “فرقة المعتصم” تعمل ضمن الفيلق الثاني في الجيش الوطني، بقيادة المعتصم عباس، ويتركز وجودها بشكل رئيسي في مدينة مارع شمالي حلب.

ولم تتضح بعد مآلات الخلاف، ولا يمكن القول إن كفة طرف ما رجحت على حساب الطرف الآخر، خاصة أن مقتل شقيق قائد الفرقة قد يفاقم الأزمة بين الطرفين، وبدا ذلك واضحاً من خلال صوتية نشرها “عباس”، يقول فيها إن دم شقيقه لن يضيع سدى.

تحرير: محمد القاضي