مع دخول شهرها التاسع.. احتجاجات السويداء تحافظ على سلميتها

السويداء – مرهف الشاعر

مع دخول احتجاجات السويداء شهرها التاسع، لا يزال الحراك الذي بدء قبل ثمانية أشهرٍ سلمياً ومستمراً بشكل يومي في ساحة الكرامة وسط المدينة التي باتت رمزاً للتعبير عن مطالبهم بشكل خاص ومطالب السوريون بالتغيير بشكل عام.

وفي 20 آب/أغسطس، أعلن بدء عصيان مدني وأغلقت المؤسسات الحكومية والمحال التجارية وقطعت الطرق وتوقفت حركة النقل في المحافظة بنسبة عالية وخرجت مظاهرات في 36 نقطة في السويداء كانت أكبرها في ساحة الكرامة وسط المدينة.

ومنذ ذلك اليوم، استمرت المطالب وعلا سقفها وخاصة المطالبة بالقرار 2254، إضافة إلى دعوة المجتمع الدولي للوقوف عند مسؤولياته تجاه شعب عانى الأمرين من رحلات اللجوء والتهجير والقتل، والتغير السلمي، و”إسقاط النظام”.

وتزداد وتيرة المظاهرات ويكثر عدد المشاركين فيها أحياناً، ويقل أحياناً أخرى، وذلك بحسب الظروف المحيطة مثل مصادفة ذكرى بعض الأحدث المتعلقة بالسويداء خاصة أو الاحتجاجات السورية عامة.

والأسبوع الماضي، أحيا سكان السويداء ذكرى وفاة سلطان باشا الأطرش قائد “الثورة السورية الكبرى”، وتجمع عشرات في ساحة الكرامة وسط المدينة، وجددوا مطالبهم، بعدها توجهوا إلى بلدة القريا في ريف الجنوبي، واحتفلوا بذكرى وفاة سلطان الأطرش.

هدف أساسي

يقول نزار أبو فخر، وهو ناشط سياسي، لنورث برس، إن الحراك في السويداء انطلق من أجل هدف أساسي وهو الانتقال السياسي.

ويبين أن هذه المظاهرات جاءت “بعد انسداد أفق الحل على مدار ثلاثة عشر عاماً من ثورة الشعب السوري والعبور بالشعب السوري إلى بر الأمان بعد عقود طويلة من القمع والإرهاب ونهب الثروات وتهميش المجتمع السوري والهيمنة على كل مفاصل الحياة من قبل أجهزة النظام الأمنية”.

ويلفت أبو فخر إلى أن الحكومة السورية تحاول أن تظهر عدم اكتراثها باحتجاجات السويداء، إلا أنه تبين عجزها، وناشد أبو فخر بقية المناطق السورية أن يقوموا كما هم في حراكهم لتحقيق الهدف المنشود.

إصرار على السلمية

يقول الناشط السياسي ناصر أبو مغضب، لنورث برس، إنه بعد ثمان أشهر من الحراك في السويداء ما زلنا مصرين على سلميتنا وعدم الانجرار لحمل السلاح مهما كلف الأمر.

ويبين أنهم ما يزالون مصرين على بناء بلدهم بأيدهم وبناء مستقبلهم بأيديهم وليس بيد أحد مخالف لعادتهم وثقافتهم.

ومنذ بدء الحراك في السويداء حدثت بعض الأحداث الدامية، خلف آخرها قتيلاً وجريحاً، حيث قُتل محتج وأصيب آخر نهاية شباط/فبراير الماضي برصاص القوات الحكومية.

ويذكر أبو مغضب، أنه ليس هناك مفردات تشرح ظلم دول العالم لسوريا وشعبها بكل طوائفها ومكوناتها، وكذلك بسبب سياسات السلطة المدمرة لهذا الشعب.

فيما تقول الناشطة المحلية أمينة أبو عساف، لنورث برس: “ثمانية أشهر وما نزال سلميين، وبالورود ولافتات نعبر عن مطالبنا بالحرية والكرامة وتطبيق القرارات الأممية، وتشير إلى أن “سلاحنا هو سلميتنا”.

وتبين أنه من المهم الإشارة إلى أن الانتفاضة وحراكها السلمي المدني أنتج تيارات سياسية واجتماعية تؤكد على ضرورة إيجاد توافق سياسي وفتح شراكات وطنية مع السوريين لأجل إيجاد صيغ ومقاربات للحل وإنهاء الواقع الاقتصادي والمعيشي والسياسي السيء. 

تحرير: محمد القاضي