حفاظاً على تراث عائلي.. شاب من القامشلي يستمر بتربية النحل
القامشلي – نورث برس
منذ أجيال عديدة، تمثلت مهنة تربية النحل لدى عائلة سليمان بريف القامشلي، شمال شرقي سوريا، كجزء لا يتجزأ من تراثهم.
بدأت هذه الرحلة قبل 15 عاماً، عندما قرر سليمان عبدالله (42 عاماً) استكشاف مناطق مختلفة للعثور على الأشجار والأزهار المناسبة لإنتاج العسل، وتطوير مهاراته في هذا المجال.
في لقاء مع نورث برس، شارك سليمان من قرية بياندور غربي تربه سبيه/ القحطانية، تفاصيل مشروعه الذي يديره برفقة ابن أخيه، حيث يعملان على تربية النحل في مزرعة قريبة من قريتهم.

ويعتبر هذا المشروع جزءاً من جهود سليمان للحفاظ على تراث عائلي قديم وتطويره، حيث تمكنوا من تحقيق هدفهم في تربية عدد كبير من خلايا النحل على مر السنين.
يقول: “في البداية كان والدي يملك 3 خلايا وبعد سنتين من الاهتمام صرت أملك 30 خلية، لكن 5 منها فقط نجت من الأمراض”.
ويسترسل ” 5 خلايا كانت كافياً للبدء من جديد في تربيتها، وأصبحت الآن أملك 140 خلية”.
يقوم سليمان وابن أخيه بمتابعة شؤون النحل بعناية لحمايتهم من الأمراض واختيار الخلايا القوية، كما ينقلون خلايا النحل إلى المراعي المناسبة وفقاً للفصول لضمان جني أكبر كمية من العسل والحفاظ على الطوائف النحلية.
ويصل إنتاج الخلية الواحدة من النوع الكبير في كل عام عادةً إلى نحو 10 كيلوغرامات من العسل، بينما تنتج الخلايا الأصغر ما بين 2 إلى 7 كيلو، وتحتاج معظم الخلايا لمؤونة النحل لكي تعيش وتستمر، حسب عبدالله.
ويقوم مربّو النحل بشراء المناحل الخشبية الفارغة مع تكاثر النحل من أجل زيادة عدد مناحلهم.
ويتراوح سعر الكيلو الواحد من العسل في الأسواق المحلية ما بين 200 إلى 300 الف ليرة سورية.
مع كل هذه الجهود، تشكو العائلة من ارتفاع مستلزمات التربية والأدوية، ناهيك عن انتشار الأمراض التي تلحق بالنحل كـ “نوزيما” وغيرها من الأمراض.
وعلى الرغم من التحديات الاقتصادية والمعيشية التي يواجهونها، يستمرون في إنتاج العسل الطبيعي، مما يساهم في دعم الاقتصاد المحلي وتعزيز التراث الزراعي للمنطقة.