ازدياد حالات الإصابة بسرطان الثدي في شمال وشرقي سوريا.. هل يكون التلوث البيئي العامل المساهم؟
أفين يوسف- القامشلي
ارتفعت حالات الإصابة بسرطان الثدي في شمال شرقي سوريا خلال العقد الأخير بنسبة 5 بالمئة، بحسب مختصين.
والعام الفائت، بلغ عدد حالات الإصابة بسرطان الثدي 35 حالة من أصل 1850 حالة اشتباه في منطقة الجزيرة بحسب إحصائية منظمة الهلال الأحمر الكردي.
يرى أطباء ومختصون أن التلوث البيئي في شمال شرقي سوريا، قد يكون من الأسباب الرئيسية لارتفاع حالات الإصابة بسرطان الثدي.
ويشير الأخصائي في أمراض الدم والأورام، دانيش محمود حاج ابراهيم، إلى أن ازدياد التلوث البيئي والانبعاثات النفطية خاصة بعد الحرب السورية زادت من نسبة الإصابة بالسرطان.
ويقول لنورث برس، إن “الأسباب الرئيسية للتلوث البيئي تكمن في الانبعاثات التي تتسبب بها المولدات والسيارات التي تعمل محركاتها على المازوت إضافة إلى الطرق البدائية لتكرير النفط وقربها من المناطق السكنية”.
قدّم الطبيب الذي يعتبر من المختصين القلائل في أمراض الدم والأورام الخبيثة بالمنطقة، حصيلة ارتفاع نسبة الاصابات بالسرطان، إذ كانت 3% من مجمل الأمراض الأخرى المنتشرة في المنطقة، بينما ارتفعت إلى 8% في العام الفائت.
ويشير إلى أن هذا الارتفاع “كبير” مقارنة بالأمراض السارية.
خدمات صحية ولكن
تتسم الجهود الحالية بالنقص، حيث افتتحت منظمة الهلال الأحمر الكردي مشفى للأورام الخبيثة في القامشلي عام 2019، معتبراً ذلك مشروعاً رائداً وهاماً في المنطقة.
يهدف المشفى إلى توفير تكاليف السفر للمصابين وذويهم إلى العاصمة دمشق، حسب مسؤولي المشفى.
يقدم المشفى معظم الطرق التشخيصية مثل ماموغراف والأيكو والخزعات والطبقي المحوري لتقييم مرحلة الورم ومدى انتشاره.
ويركز أخصائي الأورام، دانيش ابراهيم، على نقص تقنية “ومضان العظام” في المشفى، وهي تقنية مهمة لتشخيص سرطان الثدي في المراحل المتقدمة.
وتوضح فنية الأشعة في مركز ماموغراف واربين ابراهيم، أن المركز يقوم بتصوير الحالة بناءً على إحالة طبية من الطبيب المعالج، ويرسل تقرير التشخيص للطبيب لاتخاذ الإجراءات الطبية اللازمة.
وتضيف أن المشفى يوفر الإقامة وبعض الأدوية، وتسرب الجرعات للمرضى عن طريق طبيب أخصائي مجاناً.
ولكن الأخصائي دانيش إبراهيم ينوه لنورث برس إلى ارتفاع تكلفة العلاجات الجديدة وضيق توفرها. إذ يحتاج 80% من مرضى سرطان الثدي إلى علاج شعاعي، الذي لا يتوفر في المنطقة، وتكون بعض العلاجات متاحة ولكن بتكلفة عالية.
وينصح أخصائي الأورام باتباع طرق وقائية مثل التنحيف والابتعاد عن الحبوب الهرمونية، إضافة إلى إجراء تحليل BRCA1) ) مسبق ابتداء من عمر 25 عام، وهو فحص جيني يجرى للنساء اللاتي لديهن تاريخ عائلي لحالات سرطان الثدي.