فتاح عيسى ـ كوباني
ما أن تنهي نارين مسكو زادة، دوامها اليومي في الوظيفة، حتى تتوجه إلى دورة افتتحتها جامعة كوباني مؤخراً، حاملة معها دفتراً وأقلاماً، لبدء رحلة جديدة لتعلم لغتها الأم “الكردية”.
تقول “مسكو زادة”، لنورث برس، إن تعلم اللغة الكردية لم يكن متاحاً عندما كانت طالبة في المدرسة، بينما حالياً أطفالها يتعلمونها في مدارسهم، وتعجز عن تقديم المساعدة لهم في حل الوظائف، الأمر الذي دفعها للالتحاق بدورة مخصصة لكبار السن لتعلم اللغة الكردية.
وتتعلم الأم، الأحرف الأبجدية والكتابة والقراءة وتتدرج بالتعلم بحسب مستواها، وتشير إلى أنها باتت قادرة على مساعدة أطفالها في الصف الأول والثاني حالياً.
وكسابقتها، تجهد إيلاف عثمان أحمد، في تعلم اللغة لتستطيع القراءة والكتابة بلغتها، ودفعها للمشاركة في هذه الدورة كي تستطيع مساعدة أطفالها في التعلم أيضاً.
وترى “أحمد” أن قدرتها على مساعدة أطفالها في التعلم بالمنزل “يساهم في تفوقهم الدراسي وتحقيق أحلامهم وأمنياتهم”.
والفائدة الثانية التي ترجوها “أحمد” من هذه الدورة، معرفة قراءة الأوراق الرسمية التي تصدر عن الكومين في الحي أو من جهة رسمية، حتى تتمكن من فهم محتواها.
اللغة في العمل
وبخلاف مقصد سابقتيها، التحقت باكيرة سنجار(45عاماً) بالدورة من أجل قراءة وكتابة الطلبات والأوراق الرسمية المطلوبة في عملها كرئيسة لكومين الحي.
“سنجار” رفقة 17 امرأة بدأن تعلم اللغة الكردية، بعد أن كانت ممنوعة قبل عشر سنوات، واليوم باتت الفرصة سانحة لتعلم لغتها الأم.
ولا ترى “سنجار”، بحسب ما تروي لنورث برس، أي صعوبات في تعلم لغتها الأم قراءة وكتابة رغم كبر سنها، فالتعلم يحتاج إلى بذل جهد فكري فقط.
دورة مخصصة لكبار السن
إلى ذلك تقول هيفا محمد علي وهي نائب رئاسة الشؤون الإدارية في جامعة كوباني، إن الدورة التي تم افتتاحها مؤخراً من قبل جامعة كوباني بالتعاون مع مجالس الكومينات، مخصصة للأمهات وللنساء من أعمار كبيرة فوق 35 عاماً.
وتشارك 17 امرأة في هذه الدورة التي تبدأ بتعلم الأحرف، والتدرج بالتعلم إلى مستوى تكون فيها النساء قادرات غلى القراءة والكتابة باللغة الكردية الرسمية، بحسب “علي”.
وتشير إلى أن النساء المشاركات في الدورات لهن هدفين من تعلم اللغة الكردية، “الأول، كي يستطعن مساعدة أطفالهن الذين يتعلمون في مدارس شمال شرقي سوريا، والثاني هو عملهم في وظائف كأعضاء ورؤساء في الكومينات، وبالتالي تعلم اللغة الكردية ضروري للقراءة وكتابة الطلبات والأوراق الرسمية”.
ومدة الدورة هي خمسة أيام في الأسبوع، ولمدة ساعة يومياً، وتضيف “علي” لنورث برس: “ربما تستمر الدورة لمدة ستة أشهر، إلى أن يتحسن مستوى النساء في القراءة والكتابة، كي يستطعن المشاركة في الاجتماعات والقيام بأعمالهن باللغة الكردية الرسمية عبر كتابة القرارات والتقارير التي يحتاجونها في عملهم”.