التعليم في مناطق الإدارة الذاتية.. ما المستقبل؟
سامر ياسين – نورث برس
يستمر الحديث في مناطق شمال شرقي سوريا عن العملية التعليمية التي تقدمها هيئة التربية والتعليم التي تتبع للإدارة الذاتية في مناطقها، وإلى أي حد سيكون طلابها ناجحون في دراستهم أو المجال العملي بعد إنهاء الدراسة.
فيرى بعض السكان في شمال شرقي سوريا، أن المستوى التعليمي جيد إلى حد ما، رغم حداثة المناهج وعدم وجود كادر تدريسي كفؤ تماماً في المنطقة، بينما يرى آخرون بأن المستوى التعليمي تدنى لنسبة كبيرة في مدارس الإدارة الذاتية بسبب عدم إخضاع الكادر التدريسي لفحوصات واختبارات تخوله البدء بالعملية التربوية والتعليمية، وإعطاء دروس للطلاب.
وهناك أكثر من 860 ألف طالب، موزعين على حوالي 4200 مدرسة، يدرسون المناهج التي تعتمدها الإدارة الذاتية، والتي ترفض دمشق الاعتراف بها.
وحول مستوى التدريس والتعليم في مناطق الإدارة الذاتية، صرّح مصطفى فرحان، الرئيس المشترك لهيئة التربية والتعليم في مقاطعة الجزيرة، بأنه ونتيجة الظروف التي تمر بها المنطقة، لا شك بأن مستوى التعليم “ليس بالمستوى المطلوب”.
وأشار إلى أن ذلك يعود للحرب والدمار والهجرة والقصف شبه اليومي للمناطق، مما يؤدي إلى تعطيل قسم كبير من المدارس.
ويضيف في حديث لنورث برس: “كل هذه العوامل تؤثر بشكل سلبي على مستوى التعليم في مناطق شمال وشرق سوريا”.
ومنذ بداية تأسيسها وحتى الآن، تحاول هيئة التربية والتعليم، أن تؤمن مستوى تعليمياً مقبولاً إلى حد ما لأبناء المنطقة، وذلك بفتح المدارس وتأمين الكادر التدريسي وتأمين الكتب المدرسية، والعمل على ترميم المدارس، وتأمين وسائل التعليم، بحسب المسؤول.
وأوضح “فرحان” أن المعلمين ما زالوا حتى الآن يخضعون لدورات خاصة في العطلة الصيفية، بالإضافة لدورات ميدانية للمدرسين ضمن اختصاصات محددة، ودورات خاصة بتقييم المعلمين والطلاب.
وخضوع المعلمين لدورات خاصة أكاديمية لرفع مستوى التربية والتعليم في المنطقة، يشير إلى أنهم “مستمرون ببناء قدرات المعلّمين في المنطقة”، حسب قوله.

وتمتلك هيئة التربية والتعليم في منطقة الجزيرة السورية، 4 أكاديميات خاصة بإعداد المدرسين، وتقوم بإرسال المدرسين الذين يكون لديهم ضعف في العملية التدريسية أو التربوية إليها، وذلك لتحسين قدراتهم وزيادة كفاءتهم في طريقة إعطاء المعلومة المنهجية للطلاب، حسب تصريح الرئيس المشترك للهيئة.
وعبّر بعض الطلاب عن استيائهم من وجود بعض الأخطاء في المناهج التي تدرسها الإدارة الذاتية في مدارسها، حيث وردت عدة طبعات من الكتب المدرسية تحوي بعض الأخطاء في أرقام الصفحات وتنسيق المعلومات داخل الكتب.
وبيّن الرئيس المشترك لهيئة التربية والتعليم، بأن “القسم الخاص بإعداد وتطوير المناهج يعمل لتحسينها وتطويرها أو لتصحيح الأخطاء الموجودة فيها في الوقت الحالي”.
وفي بداية عام 2025 “سيكون هناك طبعات جديدة للكتب المدرسية، مع تعديلات تساهم في تحسين مستوى الطالب وتكون في مصلحة أبناء المنطقة”، بحسب “فرحان”.
وأشار أيضاً إلى “وجود معاناة كبيرة بخصوص الوسائل التعليمية، وبالأخص بما يتعلق باللغة الكردية، فاللغة العربية والإنكليزية لها مراجع وكتب ووسائل منذ السابق ويمكن الاعتماد عليها إلى حد ما، ولكن باعتبار تدريس اللغة الكردية جديد في المنطقة وفي العالم، فهناك نقص لوسائل التعليم باللغة الكردية”.
وكشف المسؤول عن مشروع خاص وضعته الهيئة في ميزانية العام الدراسي الحالي 2023 – 2024 لتأمين قسم من الوسائل التعليمية الخاصة بالمرحلة الابتدائية باللغة الكردية.
وحول موضوع الاعتراف الرسمي بالمنهاج التي تدرسه الإدارة الذاتية، قال فرحان: “نحن في هيئة التربية والتعليم نقوم بطرق كافة الأبواب على المستوى الإقليمي أو الدولي للتعامل معهم والاعتراف بالمنهاج الخاص بالإدارة الذاتية”.
واستدرك: “لكن مع الأسف، دعم هذا المنهاج ضعيف ولا يرقى للمستوى المطلوب، ونحاول تطوير العلاقات الموجودة حالياً مع بعض الجامعات الأوروبية ولكن لا يوجد أي تواصل بروتوكولي بيننا وبين أي جهة تعليمية رسمية في الدول الأخرى”.
من جانبه صرّح المهندس فرحان حسن، نائب الرئاسة المشتركة لجامعة روجآفا، لنورث برس، حول المستوى التعليمي للطلاب، بالقول: “مستوى تعليم طلاب جامعة روجآفا جيد جداً، وينافس الجامعات الموجودة على الأراضي السورية والشرق الأوسط”.
واستدرك: “ولكن ليس بالمستوى العالمي، كون الجامعة جديدة ونحتاج لاعتراف دولي بمناهجها”.
وأضاف “حسن”: “هناك عدد لا بأس به من الدكاترة وحملة الماجستير والمجازين ككادر تعليمي في الجامعة، وهناك خطط لتطويرهم نحو الأفضل بإتاحة الفرصة أمام المجازين لاستكمال دراساتهم العليا ضمن الجامعة”.
وحول مستقبل الطلاب المتخرجين من الجامعات ومدى قدرتهم وكفاءتهم على العمل ضمن المجتمع، أشار “فرحان”: “مستقبل المتخرجين من الجامعة مستقبل مشرق، وأبواب مؤسسات الإدارة الذاتية مفتوحة لهم للتوظيف”.
وأوضح نائب الرئاسة المشتركة للجامعة فرحان حسن، بأنهم يواجهون صعوبات كبيرة بسبب القصف التركي على المنطقة، مما أثر على الجانب العملي من ناحية الزيارات الميدانية للمعامل والمصانع ومنشآت توليد الكهرباء كمنشأة السويدية على وجه الخصوص”.
ويقوم الطلاب بين فترة وأخرى، بزيارات مستمرة للمنشأة من قبل طلاب الهندسة البتروكيميائية، “ولكن القصف اضطرنا لتقليل الزيارات المشابهة لهذه، وبالتالي التقليل من القدرات العلمية للطلبة”، حسب قوله.
وأشار المسؤول إلى وجود تنسيق بين جامعتهم والجامعات الدولية، “هناك تنسيق مع عدة جامعات على الصعيد الدولي، وهناك اتفاقيات مع عدة جامعات أمريكية وألمانية وإيطالية، وعلى المستوى المحلي هناك تنسيق عال بين الجامعات الثلاث (روجآفا – الشرق – كوباني) ضمن إطار عمل منسقية جامعات شمال وشرق سوريا”.
وأردف “حسن”: “هناك خطط ونقاشات واتفاقيات ضمن إطار إرسال بعثات من طلاب جامعتنا إلى الجامعات الأوروبية والأمريكية ونحن نأمل خيراً من طلابنا بأنهم سيعودون بالفائدة على مجتمعاتهم ومؤسساتهم في حال إكمال دراستهم في تلك الجامعات”.