تساؤلات: هل ستستمر واشنطن بضرب الفصائل الموالية لطهران أم ستكتفي؟
دمشق – نورث برس
بعد مقتل جنود أميركيين في الأردن، أُثيرت التساؤلات حول كيفية الرد الأميركي، تلا ذلك وعيد وتحذيرات من واشنطن وإيران، إذ تقول أميركا إن فصيل مرتبط بإيران استهدف جنودها، كما أن الطائرة إيرانية الصنع.
ومطلع الأسبوع الفائت، قًتل ثلاثة جنود أميركيين وأُصيب نحو 25 آخرين في هجوم بطائرة مسيّرة استهدفت قاعدة البرج 22 في الأردن بالقرب من الحدود السورية، وصف مسؤولون أميركيون أنه “الهجوم الأعنف” ضد قواتهم في الشرق الأوسط.
وعلى خلفيته اجتمع الرئيس الأميركي جو بايدن مع مسؤولين أمنيين لتحديد كيفية الرد، وخلصوا إلى أنهم سيردون بالطريقة التي يختارونها والتوقيت الذي يرونه مناسباً على الجماعات المرتبطة بإيران.
إثر الوعيد الأميركي، علّقت “المقاومة الإسلامية في العراق” هجماتها ضد القواعد الأميركية تجنباً لإحراج الحكومة العراقية، تلا التعليق تصريحات وتحذيرات للرئيس الأميركي من مسؤولين في “حزب الله” العراقي بعدم السعي للانتقام.
لكن، واشنطن ردت بقصف أهداف تقول إنها تابعة لفيلق القدس الذي تراه يشكل خطراً لاستقرار المنطقة، وجاء الرد الأميركي بقصف 85 موقعاً لفصائل إيرانية في سوريا والعراق، وخلّفت غاراتها نحو 40 بين قتيل وجريح.
وأمس السبت، كشفت واشنطن تفاصيل غاراتها الجوية في سوريا والعراق، وقال الرئيس الأميركي، جو بايدن، إنه بتوجيه منه ضربت القوات الأميركية أهدافا داخل منشآت في العراق وسوريا.
والخميس، أعلن مسؤولون أميركيون، أنه تمت الموافقة على خطط واشنطن لشن هجمات على مدى عدة أيام في العراق وسوريا على العديد من الأهداف، منها عسكريون إيرانيون ومنشآت إيرانية، وفق ما نقلته شبكة CBS News الأميركية.
وقال بايدن، إن “المنشآت المستهدفة في العراق وسوريا يستخدمها الحرس الثوري الإيراني وجماعات تابعة له لمهاجمة قواتنا.
والسؤال الأبرز بعد الضربات الأميركية، هل يرقى استهداف الجيش الأميركي بأن يكون رداً حقيقياً على مقتل جنودها؟
تعليقاً على ذلك، يقول، مستشار مركز العراق للدراسات الاستراتيجية، غازي فيصل، إن الجيش الأميركي استهدف ” العصب الحيوي” للفصائل المسلحة الموالية لإيران، وأضاف تم استهداف ” منشآت للقيادة والسيطرة والاستخبارات، ومخازن للطائرات المسيرة، ومرافق لوجستية لتوريد الذخائر للميليشيات الإيرانية”.
وتوقّع أن” الموجة الثانية من الاستهدافات ستشمل المقرّات والبنية التحتية للفصائل”.
ولفت، غازي فيصل، في تصريح لنورث برس أن هذه الضربات ستستمر “اليوم واشنطن أعلنت الحرب على الفصائل الموالية لإيران ويعني ذلك الحرب على طهران ولكن ليس في مسرح العمليات الايرانية بل في سوريا والعراق”.
وحول الرد الإيراني على الهجمات، يرى غازي فيصل، أن ذلك مرتبط بـ ” قدرة إيران على الاحتفاظ بالهدوء”
وبعد الاستهداف الأميركي، سارع فصيل “المقاومة الإسلامية في العراق”، بإعلان استهداف قاعدة “حرير” الأميركية في أربيل بالطائرات المسيّرة.
بينما يربط الباحث في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية، بكر البدور، الأمور بسير مجريات الاحداث في غزة، ويضيف” إذا ما استمر القتال في غزة يمكن أن يكون هناك رد لكن بمستوى العملية السابقة لأن جميع الأطراف لا ترغب على الأرجح بتوسيع رقعة المواجهة أكثر مما هو موجود الآن”.
وفيما يخص “رد أمريكي طويل” على مقتل جنوده على الحدود الأردنية يقول، بكر البدور، لنورث برس” أتوقع الاكتفاء بالضربة الحالية مالم يحدث قتل جديد لجنود أمريكيين”.
وأشار إلى أن الرد الأميركي مرهون بسياق استعداد جو بايدين للانتخابات من خلال إيصال رسالة للناخب الأمريكي مفادها ” أنه قادر على معاقبة خصوم الولايات المتحدة ومهددي مصالحها”.