كهرباء “الأمبيرات” تحت التقنين.. سكان القامشلي يتخوفون من تفاقم الأزمة
نالين علي ـ القامشلي
تضطر لعمة، لتشغيل مولدتها الخاصة في المنزل, بعد تعطيل مولدة الاشتراك, وسط انقطاع تام للكهرباء النظامية, نتيجة القصف التركي الاخير على منشآت الطاقة في شمال شرقي سوريا.
وبعد استهداف تركيا لمصادر الطاقة وغياب الكهرباء، اعتمدت لعمة أحمد (35 عاماً) من سكان القامشلي, على كهرباء مولدة الاشتراك.
لكن وبعد يومين من ذلك الاعتماد، تعطلت المولدة، “بسبب الضغط الكبير والحمولة الزائدة عليها”، لذلك تلجأ “أحمد”، لتشغيل مولدة المنزل الخاصة، وسط صعوبة في تامين المحروقات، حسبما تقول لنورث برس.
ويحمل حسين محمد (50 عاماً) من سكان حي ميسلون في القامشلي, “الإدارة الذاتية مسؤولية تأمين وتحسين وضع المحروقات وصيانة العنفات التي تغذي المنطقة بالكهرباء النظامية, ومنع أصحاب المولدات من استغلالهم والتحجج بعدم وجود محروقات لتشغيل المولدة”.
ويشدد على ضرورة أن تقوم الإدارة “بمراقبة ومتابعة أمور مولدات الاشتراك ومنع أصحابها من استغلال السكان, والتحجج بالأعطال وعدم الحصول على محروقات كافية لتشغيلها”.
ويوضح “محمد”، أن القصف التركي الأخير، زاد الوضع الخدمي سوءاً في المنطقة، لأن تلك الهجمات استهدفت المراكز الخدمية والطاقة وحقول النفط.
ويضيف لنورث برس: “ذلك الوضع أدى لاستغلال أصحاب المولدات، ورفع أسعار الأمبيرات، أو التحجج بعدم حصولهم على المحروقات لتشغيل المولدة”.
ويتسأل الرجال الخمسيني: كيف سيكون وضعنا في حال انقطعنا من مولدة الاشتراك, ولم يجد المسؤولون حلاً؟
ومنذ بداية العام الجاري تشهد مناطق شمال شرقي سوريا، حالة من عدم الاستقرار بسبب استهداف تركيا 89 موقعاً، خلال النصف الأول من هذا الشهر, بـ 122 ضربة,62 منها عن طريق المسيرات و22 منها عن طريق الطيران الحربي.
وتركز القصف التركي على مواقع إنتاج وتحويل الكهرباء والوقود، ومراكز وحواجز لقوى الأمن الداخلي (الأسايش)، وشمل 4 مواقع أمنية وعسكرية تابعة للقوات الحكومية.
ويصف حمد عارف عمر (67 عاماً)، من سكان القامشلي، أصحاب المولدات الذين يستغلون الوضع الراهن ويتحكمون بالسكان، بأنهم “لا يملكون ضميراً ولا إنسانية”.
ويشدد “عمر”, على ضرورة أن تقف الإدارة الذاتية على الأمر، وتتدخل “لإنهاء هذه المشكلة ومنع أصحاب المولدات من استغلال الوضع الراهن والتحكم بالسكان الذين يعتمدون على كهرباء الأمبيرات بشكل كامل بعد غياب النظامية”.
وعن فقدان المازوت وغيرها من موارد الطاقة، قالت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في تصريح سابق لنورث برس، إن “تركيا قصفت أغلب محطات النفط والكهرباء ومحطة الغاز الوحيدة في المنطقة، الأمر الذي تسبب بفقدان المواد”.
ووصفت الإدارة، القصف التركي بـ”جرائم حرب”، مطالبة المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والإنسانية بالقيام بواجبها ووقف الهجمات التركية.
ويقول عبدالعزيز برازي، وهو صاحب مولدة اشتراك في حي العنترية بالقامشلي، إن أصحاب المولدات ومنذ أشهر يعانون بشكل كبير من نقص المحروقات، ولكن القصف التركي الأخير على منشآت وحقول النفط زاد الوضع سوءاً.
ويشير “برازي”، لنورث برس، إلى أنه كان يستلم مستحقات المولدة من المازوت عن طريق دائرة المحروقات، بكمية 18 ألف لتر, “لكن منذ 6 أشهر انخفضت الكمية لنستلم 13 إلى 14 ألف لتر مازوت, وهذه الكمية غير كافية لتشغيل المولدة شهراً كاملاً”.
ويرى أن استمرا الأزمة وفقدان المحروقات، خاصة بعد الهجمات التركية على حقول النفط، “سيتسبب لنا بمشكلة كبيرة, وقد نضطر لتوقيف مولداتنا”.
وفي حال نقص مادة المازوت، يضطر “برازي”، وغيره من أصحاب المولدات لشراء المازوت الحر بأسعار باهظة، “والمتضرر الأول يكون صاحب المولدة, لذلك نجبر على رفع أسعار الأمبيرات لتجنب الخسائر”، بحسب الرجل.