غرفة الأخبار ـ نورث برس
يرى محللون سياسيون وعسكريون، بأن استهداف مستشاري إيران في سوريا، ما هو إلا دليل على اختراق مخابراتها، وبالتالي فإن إيران لن ترد على تلك الضربات.
وفي العشرين من هذا الشهر، أعلن الحرس الثوري الإيراني، مقتل أربعة عناصر له في الغارة الجوية الإسرائيلية على منطقة المزة بدمشق.
قالت وكالة رويترز إن 4 من الحرس الثوري الإيراني -بينهم رئيس وحدة المعلومات- قُتلوا في الغارة الإسرائيلية.
وجاءت تلك الهجمة بعد 4 أسابيع من مقتل رضي موسوي، وهو مسؤول في فيلق القدس التابع للحرس الثوري، في هجوم بحي السيدة زينب في ريف دمشق.
يرى مصطفى النعيمي، وهو محلل مختص بالشأن الإيراني، أن “النظامين السوري والإيراني باتا مخترقين وبشكل كبير، وهو ما يؤكد نظرية هشاشة الدولة الأمنية”.
ويضيف لنورث برس: “الدليل على تلك الهشاشة، هو استهداف شخصيات كبيرة من قيادات فيلق القدس والحرس الثوري الإيراني، وكان آخرهم رئيس جهاز استخبارات الفيلق صادق زاده”.
وبناء عليه، فإن الضربات الإسرائيلية، من وجهة نظر المحلل السياسي، “كانت في منتهى الدقة من حيث القدرة على تحديد الهدف والتوقيت الزمني الأنسب لتوجيه الضربة”.
“النظام السوري وضباطه وأجهزته الاستخباراتية مخترقين، فبالأصل كلها تدور في فلك مخابرات إقليمية ودولية”.
ويشدد العقيد عبد الجبار العكيدي، على أن تلك الضربات كانت موجعة ومؤلمة لإيران، “إلا أنها لن تتأثر بها كثير، فالعديد من جنرالاتها قتلوا في سوريا، ولم تهتم للأمر، ولكن تتأثر معنويا وسياسياً”.
ويوافق “العكيدي”، في حديث لنورث برس، سابقه، في أن “النظام السوري وضباطه وأجهزته الاستخباراتية مخترقين، فبالأصل كلها تدور في فلك مخابرات إقليمية ودولية”.
ويشير إلى أن “هناك الكثير من ضباط المخابرات السورية لديهم ارتباط مع المخابرات الإسرائيلية، وهذا يؤدي لوجود اختراقات في بنية المخابرات الإيرانية نفسها”.
ويشدد “العكيدي”، على أن مسؤول المخابرات في الحرس الثوري الإيراني غير قادر على حماية نفسه، وهذا أكبر دليل على اختراق بنية المستشارين الإيرانيين الموجودين في سوريا”.
ورغم الاستهدافات الإسرائيلية لشخصيات بارزة من إيران، إلا أن المحلل المختص بالشأن الإيراني “النعيمي”، يرى أنها “لن تحد من اندفاع إيران باتجاه المنطقة العربية”.
واستدرك بالقول: “لكنها في الوقت نفسه قيدت إيران، ووقفت في أمام مشروعها في السيطرة على كامل الجغرافية السورية، وكان النظام السوري أصبح عبارة عن بوابة لسياسة التمدد الإيراني”.
وأعرب “النعيمي”، عن اعتقاده أن “إيران ستزيد من ميليشياتها في سوريا، خاصة في دير الزور وقاعدة الإمام علي، بريف مدينة البوكمال على الحدود مع القائم العراقية، وهي نقطة استراتيجية أولى، وتستخدم كمصدٍّ عسكري للتمدد في المنطقة”.
وبغض النظر عن التصريحات الإيرانية بالرد واستهداف إسرائيل، إلا أن “النعيمي”، يرى بأنها لا تتعدى الكلام، وتقتصر على استهداف بعض الأبنية والقصور في إقليم كردستان العراق، واستهداف مماثل في إدلب السورية.
ويشير إلى أن تلك العمليات الغاية منها “ذر الرماد في العيون”.