الهجرة في شمالي سوريا.. منتدى حواري بالقامشلي يبحث الأسباب والتداعيات

غرفة الأخبار – نورث برس

يقبل شبان وسكان من سوريا عموماً وشمالي سوريا بالأخص على الهجرة من البلاد وقصد إحدى الدول الأوربية، ورغم أن الكثير من الحالات انتهت بالغرق عرض البحر أو الموت وسط الغابات والاختناق داخل شاحنات النقل، إلا أنهم يفضلون الخروج لأسباب اقتصادية وأمنية ونتيجة للحرب المستمرة في سوريا منذ 13 عاماً.

عقد مركز “روج آفا” للدراسات الاستراتيجية، في مدينة القامشلي بشمالي سوريا، منتدىً حوارياً يبحث أسباب وتداعيات الهجرة، والحلول والإجراءات الكفيلة بتخفيف الهجرة والمساهمة في “الهجرة المعكوسة” بحسب القائمين على المنتدى.

وشارك في المنتدى مسؤولون في الإدارة الذاتية وكتاب وباحثون وسياسيون، وأشاروا أيضاً إلى التهجير من المناطق التي سيطرت عليها تركيا خلال عمليات عسكرية في أوقات سابقة وتهديداتها المستمرة بشن عمليات جديدة.

وقال عضو اللجنة التحضيرية للمنتدى، دليل دوغان، إن الفئة الشابة بالأخص تبحث عن مستقبل وفرص جديدة للدراسة والعمل بحجة أن المنطقة تعاني العديد من المشكلات الأمنية والاقتصادية.

وأضاف لنورث برس أن الحصار المفروض على المنطقة والهجمات التي تتعرض لها تزيد من الهجرة، وقال أيضاً إن “سوء الإدارة من قبل السلطات الحاكمة وبعض الأخطاء الإدارية والفردية” هي أيضاً من مسببات الهجرة في المنطقة.

ويسلط المنتدى في محاوره الضوء على “الاغتراب النفسي وضعف الانتماء” كمحفز للهجرة، والأزمة الاقتصادية والحصار ودورهما في ذلك، إضافة إلى سياسية التهجير التي تمارسها الجهات المعادية للإدارة الذاتية من خلال الاعتداءات العسكرية.

والعام الفائت، فقد عشرات اللاجئين السوريين حياتهم في حوادث غرق على الشواطئ الجزائرية واللبنانية، وحذرت الإدارة الذاتية والدول الإقليمية التي يتواجد فيها لاجئون سوريين من مخاطر الهجرة غير الشرعية لا سيما عبر البحر.

ورأى عضو مركز “روج آفا” للدراسات الاستراتيجية، كرديار دريعي، بأن الهجرة ظاهرة عالمية لكنها في شمالي سوريا اتخذت طابعاً آخراً وهي “سياسة ممنهجة ضد المنطقة للتهجير بغض النظر عن الظروف الأمنية والاقتصادية”.

وقال إن الهدف الأساسي من عقدهم للمنتدى هو وضع الحلول لظاهرة الهجرة من قبل الإدارة الذاتية والمجتمع المحلي والأحزاب السياسية.

وأشار إلى أن المخرجات ستكون من نقاشات المشاركين وستهدف بالدرجة إلى الأولى إلى الحد من الهجرة في المنطقة، وبالنسبة للتهجير قال دريعي  إنهم سيواصلون الضغط على الجهات الدولية المؤثرة من أجل تأمين عودة كريمة للمهجرين من مناطقهم في شمالي سوريا.

بينما تحدثت عضو الاتحاد النسائي السرياني، صباح شابو، عن هجرة الشعب السرياني والآشوري وقالت إنها “سياسة قديمة لتهجيرنا كشعب  أصيل من المنطقة”.

وأشارت إلى هجمات تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” على قرى الآشوريين في 2015، والهجمات التركية الحالية التي تطال كافة مناطق شمالي سوريا وتأثيرها على هجرة السريان والآشوريين من قراهم وأماكنهم.

إعداد: نالين علي – تحرير: عكيد مشمش