التدفئة في درعا يقابلها بيع مفروشات المنازل

مؤيد الأشقر ـ درعا

يعرض معتز الفالوجي مفروشات منزله بشكل تدريجي للبيع عبر صفحات مخصصة لبيع الأغراض المستعملة في محافظة درعا بهدف تأمين ثمن مواد تدفئة بالتزامن مع انخفاض درجات الحرارة.

معتز الفالوجي (47 عاماً) من سكان مدينة درعا، قال لنورث برس، إنه يعمل في مجال طلاء المنازل، لكن في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة لم يعد يهتم أحد في تجديد الطلاء إلى جانب توقف حركة الأعمار بشكل شبه تام وباتت مهنته من المهن غير المستمرة في هذه الأيام.

وتتألف أسرة “الفالوجي”، من 6 أشخاص وهو غير قادر على تأمين الحاجات الأساسية لهم في هذه الظروف. ومع بداية فصل الشتاء ازدادت الأعباء حيث يتوجب عليه تأمين مواد للتدفئة.

وبناء على ذلك، اضطر “الفالوجي” إلى بيع قسم من مفروشات منزله بهدف شراء الحطب لتدفئة عائلته، خاصة أن سعر الطن الواحد وصل إلى ما يزيد عن 3 ملايين ليرة سورية وتحتاج العائلة خلال فصل الشتاء لما لا يقل عن 2 طن.

وأول ما خطر ببال الرجل بيعه هو غرفة النوم، إذ قام بعرضها على صفحات التواصل الاجتماعي المختصة في مثل هذه الأمور، وتمكن من بيعها بخمسة ملايين ليرة سورية نظراً لقدمها.

وبعد أن حاول إقناع نفسه بأنه ليس بحاجة لها، باع “الفالوجي” الكثير من مفروشات منزله، ومن ضمنها 3 سجادات وعدد من الأغطية وفرش.

وتتمنى مريم العقايلة (34 عاماً)، من مدينة درعا، أن لا يأتي الشتاء أبداً، بسبب التكاليف المرتفعة، إذ يتوجب عليها تأمين ثمن مواد تدفئة في ظل ظروف اقتصادية صعبة.

و”العقايلة”، اسم مستعار لأرملة تسكن في مدينة درعا، لديها ثلاثة أطفال أكبرهم يبلغ من العمر اثنا عشر سنة وليس لها معيل بعد غياب زوجها منذ سبع سنوات أثناء قصف القوات الحكومية لأحد أحياء مدينة درعا بقذائف المدفعية.

وتضيف لنورث برس: “هذا العام اضطررت لبيع بعض المفروشات في منزلي من بينها غرفة النوم، التي أم أكن أتوقع في يوم من الأيام أن أبيعها، ولكن برودة الشتاء أقوى”.

وتتساءل: بيع غرفة النوم قد يساعدنا لشراء مواد تدفئة هذا العام، ولكن العام المقبل ماذا سأفعل؟

وازداد عمل عماد الفاعوري (40 عاماً) أحد تجار المفروشات المستعملة في مدينة درعا مؤخراً نتيجة توجه الكثير من السكان إلى بيع مفروشات منازلهم.

وقال “الفاعوري” لنورث برس، إن عمليات بيع و شراء المفروشات المستعملة شهدت انتعاشاً كبيراً في الآونة الأخيرة بالتزامن مع بداية فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة واشتداد البرد.

وأوضح “الفاعوري” أن عمليات البيع اليوم تكون لسبب واحد وهو “تأمين ثمن مواد للتدفئة، وتعتبر فئة الأرامل هي الأكثر التي تعرض بعض مفروشات منازلهن للبيع في هذه الأيام”.

وأشار “الفاعوري” إلى أن صعوبة الأوضاع الاقتصادية تشتد يوماً بعد يوم، “دخلت إلى منازل لمعاينة المفروشات التي تم عرضها للبيع لأتفاجأ بأنه لا يوجد بديل في حال بيعها سوى بعض الأغطية والسجاد المهترئ”.

وفي مفارقة بين عمليات البيع، تحدث “الفاعوري” بأنه سابقاً كانت فئة الذين يقبلون على بيع مفروشاتهم للسفر هي الأكبر حيث كنت تشاهد الفرحة على وجههم بعد اتخاذهم هذا القرار، وبيع المفروشات لأن سفرهم بعد أيام قليلة، بينما اليوم الفئة الأكبر هي الأرامل وذوي الدخل المحدود والتي تشاهد الحزن في وجههم لأنهم أجبروا على اتخاذ قرار بيع مفروشاتهم.

ويعتمد سكان محافظة درعا بالتدفئة بشكل أساسي على المازوت حيث وصل سعر اللتر الواحد ما يقارب من 13 ألف ليرة سورية، وبعد تراجع الأوضاع الاقتصادية اعتاد السكان على الحطب والذي تعتبر تكلفته ليست ببعيدة عن المازوت حيث يصل سعر الطن لـ 3 ملايين أو أكثر.

تحرير: معاذ المحمد