محرومون من المياه.. مئات القرى تحت تأثير القصف التركي في كوباني وريفها
فتاح عيسى ـ كوباني
قال مسؤول في مديرية المياه في مقاطعة الفرات، إن القصف التركي الأخير على محطتي تحويل الكهرباء في مدينة كوباني وبلدة عين عيسى حرم سكان أكثر من 600 قرية من مياه الشرب، إضافة إلى تخفيض ساعات ضخ المياه في المدينة.
والأحد الفائت استهدفت تركيا عبر طائرات مسيرة محطتي تحويل الكهرباء في مدينة كوباني وبلدة عين عيسى ما أدى لخروجها عن الخدمة.
وأفاد مسعود بوزي وهو الرئيس المشارك لمديرية المياه في “مقاطعة الفرات”، (تقسيم إداري يضم عين عيسى، صرين، تل أبيض، كوباني)، أن هجمات الدولة التركية مؤخراً على مناطق شمال شرقي سوريا، واستهداف البنية التحتية والمؤسسات الخدمية، تعتبر “جرائم حرب، لأنها تحرم سكان المنطقة من خدمات الكهرباء والمياه”.
وأضاف “بوزي”، لنورث برس، أن “هدف تركيا ليس فقط ضرب مشروع الإدارة الذاتية، وإنما تهجير وتفريغ المنطقة من سكانها”.
وفيما يتعلق بالنتائج المباشرة للقصف على عمل مديرية المياه، قال المسؤول إن تدمير محطتي الكهرباء في عين عيسى وكوباني، وانقطاع الكهرباء عن أكثر من 600 قرية في ريف كوباني وريف عين عيسى، عطل عمل محطات المياه التي تعتمد بنسبة 90 بالمئة على الطاقة الكهربائية لضخ المياه.
وأشار “بوزي” أن محطات الضخ التي كانت تعتمد على الكهرباء أصبحت خارج الخدمة، وحتى مولدات الكهرباء الاحتياطية في بعض هذه المحطات والتي تعمل على الوقود تأثرت أيضاً لأن تركيا تستهدف منابع النفط ومحطات استخراج الوقود.
وتترتب تكاليف إضافية فيما يتعلق بتشغيل تلك المحطات بواسطة المولدات، إضافة لتكاليف الصيانة، كما أن هناك محطات مياه لا يوجد فيها مولدات، وبالتالي فإن عملها يتأثر بشكل كبير، بحسب “بوزي”.
وذكر المسؤول، أن أغلب القرى التي لا تصل إليها شبكة مياه الشرب، يوجد لدى سكانها آبار منزلية لتأمين مياه الشرب وهي تعمل على الكهرباء، وعندما تنقطع الكهرباء عن سكان هذه القرى فإنهم يحرمون من المياه.
وقال “بوزي”، إن نحو 120 ألف عائلة من سكان المنطقة (مقاطعة الفرات) يعانون هذه الأيام من انقطاع الكهرباء ومياه الشرب.
وأضاف أن محطات المياه في قرى بريف كوباني الشرقي والجنوبي وقسم كبير من القرى في الريف الغربي، إضافة إلى بلدة عين عيسى وريفها، خارج الخدمة، بسبب عدم توفر مولدات احتياطية فيها.
وأشار بوزي أن محطات المياه التي يتم تشغيل مولدات فيها، تكون بساعات قليلة، فعندما كانت تتوفر الكهرباء كان يتم تشغيل هذه المحطات من 16 إلى 18 ساعة يومياً، حيث كانت الكهرباء الخدمية تساعد في تشغيل محطات المياه من 6 إلى 8 ساعات، ويتم تشغيل المولدات لمدة 12 ساعة والمحصلة كانت 18 ساعة تشغيل لمحطات الضخ.
بينما حالياً، فإن عدد ساعات تشغيل تلك المحطات يتراوح بين 6 و8 ساعات، وهي لا تكفي السكان، وبالتالي أثر ذلك على تأمين مياه الشرب لسكان مدينة كوباني والقرى القريبة منها.
ويتم ضخ المياه من نهر الفرات بشكل مباشر عبر محطات مياه في قريتي “زور مغار والشيوخ” والتي تتعرض للاستهداف بشكل يومي، أو تحلق فوقها طائرات مسيرة، ما يدفع الموظفين لإيقاف تشغيل تلك المحطات كي لا يتم استهدافهم.
وذكر “بوزي” أن كمية المياه الواردة إلى مدينة كوباني انخفضت، كما انخفضت ساعات توصيل المياه للمدينة من عشر ساعات إلى ست ساعات، مشيراً إلى أنه من الممكن أن يتم خفض هذه الساعات أكثر بحسب الأوضاع، بسبب التحليق المستمر للطائرات المسيرة فوق محطات ضخ المياه.
وقال بوزي إن عدد القرى والمزارع في ريفي كوباني وبلدة عين عيسى يبلغ نحو 660 قرية ومزرعة، وإن 90 بالمئة من هذه القرى لا تصلها شبكة المياه، وهي محرومة من المياه بسبب انقطاع الكهرباء.
وأضاف “بوزي” أن القرى التي تصلها مياه الشبكة خفضت ساعات ضخ المياه فيها بنسبة تتراوح بين 40 و60 بالمئة.