“ناقصنا وسائل تدفئة”.. دخول الشتاء يثير مخاوف نازحين بريف الرقة

فياض محمد/ أحمد الناصر – الطبقة

يصف محمد حاله وأقرانه النازحين في مخيم الطويحينة بـ”التعبان”، مستدركاً في حديثه “سيء لدرجة”، خاصة مع إقبال فصل الشتاء وتردي الأوضاع المعيشية.

ويفتقد محمد الخليف (60 عاماً)، وأقرانه في المخيم الواقع غربي الرقة، شمالي سوريا، للكثير من مقومات الحياة، حيث المساعدات “قليلة”، والدعم يكاد يكون “شبه معدوم”.

ويعاني النازحون في مخيم الطويحينة من نقص في المساعدات الإنسانية، ووسائل الدفء وتلك التي تمنع تسرّب المياه إلى داخل خيامهم، مع دخول موسم هطول الأمطار.

ويشتكي “الخليف” من عدم تقديم المساعدات الغذائية له وأقرانه “ما سلمونا شي”، يقول النازح.

خيام مهترئة

ويضيف لنورث برس، أن خيامهم مهترئة لا تمنع تسرب مياه الأمطار، إذ لم يستلم النازحون شوادر لخيامهم منذ سنوات، الأمر الذي يفاقم معاناتهم خلال فصل الشتاء.

ويعاني الرجل المسن من صعوبة الظروف المعيشية، في ظل فقدانه لولد يساعده على تأمين المعيشة، إذ إنه لا يمتلك أي أولاد، فقط ابنة واحدة، ففي كل شهر يخرج بديون تفوق 600 ألف ليرة.

ويتخوّف “الخليف” وأقرانه من برد الشتاء، حيث تكثر الأمراض المعدية، “ناقصنا بطانيات واسفنجات وشوادر ومازوت للتدفئة”، يقول النازح.

ذات المعاناة، لدى ريّة المضحي، النازحة من منطقة تدمر، إذ تتخوّف كما سابقها من برد الشتاء، في ظل انعدام وسائل التدفئة.

وتأمل المسنة بتوزيع شوادر وبطانيات مع دخول فصل الشتاء، في الوقت ذاته تتمنى العودة لديارها الواقعة ضمن مناطق سيطرة الفصائل الإيرانية والتي تمنع عودة آلاف النازحين.

ومنذ نحو عام ونصف، وهي الفترة التي نزحت فيها رشا الدندل، من حمص إلى ريف الرقة، تعاني المرأة من قساوة العيش في خيمتها التي لا تقي برد الشتاء ولا حرارة الصيف.

وتشتكي النازحة من تلوث مياه الشرب، ومشكلة الحمامات المشتركة في المخيم والبعيدة عن خيمتها، وتصف أوضاعهم بـ “حالتنا بالويل والله”.

معاناة زائدة

تقول “الدندل” لنورث برس، إنها منذ قدومها إلى المخيم سجّلت لدى إحدى المنظمات التي تقدم دعماً للمخيم، لكنها طيلة تلك المدة ما تزال تنتظر “الكشف”، وهو شرط لتقديم الدعم من قبل المنظمات بناءً على ما يُقدره العاملون فيها أثناء جولتهم.

ويثير الشتاء مخاوف النازحة لا سيما أن لديها طفلاً لا يتجاوز عمره العامين، كما أن صعوبة الظروف المعيشية تحول دون قدرتها على شراء المازوت للتدفئة.

ويزيد شرائها لمادة الكاز، من أجل استخدامها بعملية الطبخ، معاناتها، حيث تشتري الليتر الواحد منه بـ 7 آلاف ليرة، وهو مبلغ باهظ وثقيل عليها وأقرانها، في ظل انعدام مصدر الدخل، وقلّة فرص العمل.

ويصف حمّي الحمدو، النازح من ريف حماة، أوضاع النازحين في مخيم الطويحينة بـ “مو زيادة”.

ويشتكي النازحون في شمال شرقي سوريا، من قلّة المساعدات، ويعود السبب لتراجع عدد وعمل المنظمات في مناطق الإدارة الذاتية، التي أطلق مسؤولوها نداءات إلى الأمم المتحدة بتحمّل مسؤولياتها تجاه النازحين.

وتضم مناطق الإدارة الذاتية عشرات المخيمات، التي تضم آلاف النازحين، الذين يعانون أوضاعاً إنسانية ومعيشية صعبة.

ويزيد من معاناة “الحمدو” وأقرانه تدهور قيمة العملة السورية، وقلّة فرص العمل في المنطقة، في الوقت ذاته يعمل بعضهم في الأراضي الزراعية القريبة منهم بأجور متدنية.

ويأمل كما حال أقرانه، تسليمهم مازوت التدفئة وبطانيات وشوادر لمواجهة برد الشتاء، الذي يُتوقع أن يكون شديد البرودة.

تحرير: أحمد عثمان