“منكوبون”.. نازحو مخيم في دير الزور يشتكون نقص الدعم مع دخول الشتاء

إيمان الناصر – دير الزور

يتخوّف فواز من الشتاء الذي بدأ بطرق الباب، مع ضعف الدعم له ولأقرانه النازحين، في الوقت الذي يتوقعون فيه شتاءً قاسياً.

فواز الخلف ويلقب أبو مهدي، نازح في مخيم محيميدة منذ 2017، يشتكي وأقرانه من قلة الدعم لمخيمهم العشوائي.

ويشتكي النازحون في مخيمات دير الزور من نقص الدعم، مع إقبال فصل الشتاء وصعوبة الظروف المعيشية نتيجة التضخم الذي ضرب الاقتصاد السوري، بعد تدهور قيمة العملة المحلية بمئات الأضعاف.

يصف “الخلف” الدعم الذي تقدمه المنظمات الإنسانية لهم بـ”البسيط”، حيث تقدم لهم حاجيات لا تساعدهم على تأمين قوت يومهم ومواجهة برد الشتاء.

ويقول لنورث برس، إن المنظمات تدعم المخيم بـ”مرايات” وغيرها من الأمور، في حين يحتاجون لخيام وشوادر تمنع تسرب مياه الأمطار لها، كما يحتاجون بطانيات، إذ يفتقرون لها في المخيم.

ويضيف الستيني، أنهم بحاجة “دعم حقيقي”، فعلاوة على ما سبق يحتاج النازح لخزان مياه عوضاً عن خزان لديه لا يصلح لتخزين المياه، ويشابهه في الحال مئات النازحين، ممن يشتكون من عدم توفر خزانات مياه.

ويضم مخيم محيميدة أكثر من 500 عائلة، تعاني من عدم توفر نقطة طبية، في الوقت الذي يعاني فيه نازحون من أمراض مزمنة، وانتشار للأمراض والأوبئة، لا سيما مع دخول فصل الشتاء، “أبسط مقومات الحياة غير موجودة في المخيم”، يقول “الخلف”.

ويعاني النازحون في دير الزور من ضعف المساعدات الإنسانية المقدمة لهم، نقص مياه الشرب والنقاط الطبية القريبة، إذ تشهد المخيمات “واقعاً سيئاً”.

وفي دير الزور يوجد 9 مخيمات عشوائية منتشرة في الريف الغربي، ويقطن فيها النازحون من مناطق سيطرة حكومة دمشق وفصائل المعارضة، وهي 3 مخيمات في منطقة الجزرات تضم نحو 1700عائلة ومخيم محيميدة يضم نحو 610 عائلات.

فيما يقطن في مخيم حوايج بو مصعه، ما يقارب800 عائلة، ويضم مخيم حوايج ذياب حوالي 380 عائلة، أما مخيم الصغير يضم 100عائلة، و50 عائلة في مخيم الصعوة، بينما يضم مخيم الحريجي 50 عائلة، بحسب إحصائية سابقة حصلت عليها نورث برس من لجنة الشؤون الاجتماعية في دير الزور.

وتشتكي وضحة المحمد، نازحة تقيم في مخيم محيميدة، وهي أرملة وأم لأربعة أولاد، من الدعم القليل، وتقول إنها بحاجة لمدفأة خلال فصل الشتاء وشوادر وبطانيات.

وتصف حال النازحين في مخيم محيميدة بـ “المنكوبين”، وتتخوف المرأة من فصل الشتاء، لا سيما أن العام الماضي ضرب مخيمهم سيل جرف الخيام، لذا بنت المرأة هذا العام غرفة طينية، إلا أنها لا تقيها البرد بسبب عدم امتلاكها وسائل تدفئة.

كما أن الغرفة الطينية، عرضة للانهيار في الأمطار الغزيرة، والعام الماضي تسبب انهيار أسقف غرف طينية بإصابة ومقتل أشخاص في دير الزور والرقة.

وتشتكي المرأة من ضعف المساعدات في ظل صعوبة الظروف المعيشية وقلة فرص العمل، حيث يعمل النازحون في الأراضي الزراعية القريبة منهم، وفي الغالب تكون أعمالهم موسمية.

بينما تشتكي صبحة الحمد، وهي نازحة في مخيم محيميدة، من الغلاء، في الوقت الذي تفتقد فيه المرأة المسنة للمعيل.

تقول لنورث برس، إنها مريضة وتحتاج للأدوية بشكل مستمر وتواجه صعوبة في شرائها بسبب ارتفاع أسعارها.

وتضيف أنها لا تملك قوت يومها وتعتمد على مساعدات يقدمها أشخاص لها، “أصبحت الحياة صعبة. الغلاء ضرب كل شيء”، مناشدة المنظمات الإنسانية مساعدتها وأقرانها.

تحرير: أحمد عثمان