الرقة.. آثار دمار في مدارس تهدد حياة طلبة

قيس الحمود – الرقة

يتخوف علي من إرسال بناته إلى المدرسة القريبة من منزله، نظراً لاحتمالية تعرضهن لأذى نتيجة قرب المدرسة من الطريق العام.

علي الحمود (40 عاماً) من سكان قريبة رطلة جنوب شرقي مدينة الرقة، شمالي سوريا، يقول إن مدرسة بناته دون أسوار؛ رغم أنها لا تبعد عن الطريق العام سوى بضعة أمتار.

وتعاني قرى في ريف الرقة الجنوبي من قلّة المدارس المؤهلة، بسبب تعرّض الكثير منها للدمار جزئياً أو كلياً، ما يسبب ازدحاماً في الغرف الصفية في الأجزاء المؤهلة من المدارس.

وتضرّرت مدارس الرقة وريفها أثناء طرد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) من الرقة، على يد قوات سوريا الديمقراطية، وبحسب تقارير إعلامية، فإن حجم الدمار الذي لحق بالمدينة بلغ 80 في المئة.

أمام ذلك، بات “الحمود” يفكر بالتوقف عن إرسال بناته إلى المدرسة التي يتلقن فيها تعليمهن، نظراً لمخاطر افتقاد المدرسة لأسوار.

يقول إنه يداوم على نصيحتهن بالابتعاد عن الطريق وعدم الذهاب إليه، “بدي أضل واقف حرس إلهن وغيرهن”.

يصف الرجل حالة المدرسة بـ “تعبانة من الداخل والخارج”، مطالباً الجهات المعنية بترميمها بحسب الإمكانيات، “أقل ما يمكن بناء سور يحمي الطلاب من السيارات التي تمر على الطريق العام”.

وتتبع مدارس ريف الرقة الجنوبي لمكتب الكسرات التربوي، والذي يضم 46 مدرسة، منها؛ ثمانية مدارس إعدادية، وروضتين، و3 مدارس مدمرة كلياً، ومثلها دمار جزئي ومدرستين غير مفعلتين.

فيما يبلغ عدد المدارس المؤهلة كلياً 6 مدارس، و13 أخرى مرممة بشكل جزئي، ويبلغ عدد الطلاب نحو 11500 طالب/ة، فيما يتبع للمكتب 637 معلماً/ة.

من جهته، يقول نوري التركان، وهو متحدث (مدير) مدرسة الغوطة في كسرة عفنان جنوب مدينة الرقة، إن المدرسة لا تقي الطلاب برد الشتاء، بسبب بنيتها التي تتآكل من الرطوبة والتصدعات في أعمدتها الإنشائية والنوافذ.

ويضيف أن المدرسة بحالة “سيئة” نتيجة تضررها في الحرب، كما أثر الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا مطلع شباط/ فبراير الماضي عليها بشكل كبير.

يرى المدير أن المدرسة “مصدر خطر” على الطلاب، وتحتاج للترميم أكثر من غيرها، خاصة مع دخول فصل الشتاء، إذ لم ترمم منذ عام 2017، وفقاً لقوله.

ويطالب “التركان” بإعادة ترميم المدرسة التي تستقبل أكثر من ألف طالب/ة في كل عام، وتسليط الضوء عليها لا سيما أنها تقع على طريق في ظل افتقارها لسور يحمي الطلبة.

ويضيف، أن المدرسة تفتقر العديد من الوسائل الترفيهية والتعليمية الضرورية لإكمال المرحلة التعليمية.

وتفتقر مدارس في الرقة إلى الوسائل التي تستخدم في العملية التعليمية، فضلاً عن تردي واقع المرافق الصحية في غالبية المدارس.

ويتخوّف أحمد الخليل، وهو معلم في مدرسة جول جمّال في قرية رطلة، من تضرر الطلاب في المدرسة التي يعمل بها، والتي تحتوي على كتلتي بناء، إحداها مدمرة بشكل شبه كلي.

يقول إن المخاوف التي لديه تنبعث من عدم السيطرة على العدد الكبير للطلاب في “باحة” المدرسة”، ووقوع الطلاب عرضة لسقوط بقايا ركام من الكتلة المدمرة.

ويشير على ضرورة الحاجة لترميم المدرسة وإدخال كتلتيها حيز العمل، نظراً للازدحام الكبير في الغرف الصفيّة، فضلاً عن الحاجة لفتح مدرسة للمرحلة الإعدادية في القرية.

وفي ذات القرية، يطالب عبد الكريم الحمود، وهو مدير مدرسة الزبير من العوام، ببناء سور للمدرسة لوقوعها بين أربع طرقات أحدها الواصل بين حلب ودير الزور.

ويقول إن المدرسة بحاجة إلى ترميم بشكل شبه كامل من أبواب ونوافذ وتمديد أسلاك كهرباء، المقطوعة عنها منذ 2017، بالإضافة لطلاء الجدران، وتزويدها بمقاعد ووسائل مساعدة وتقديم جميع اللوازم المدرسية.

والعام الماضي، قال خلف المطر الرئيس المشارك للجنة التربية والتعليم في مجلس الرقة المدني، إن 27 مدمرة بالكامل في المدينة، و31 في الريف، و122 مدرسة أخرى تحتاج إلى ترميم.

وأضاف لنورث برس، حينها؛ أن هناك ازدحاماً في الصفوف المدرسية، يعيق العملية التعليمية، حيث يصل عدد الطلاب في الصف الواحد إلى 70 طالب/ة.

تحرير: أحمد عثمان