لاجئون سوريون كرد يواظبون على تعلم لغتهم الأمّ في بيروت

بيروت ـ ليال خروبي – NPA
تواظبُ مجموعةٌ من اللاجئين الكرد السوريين وكرد لبنانيين في لبنان على حضور دروس اللّغة الكرديّة التي تنظمها “رابطة نوروز الثقافية” منذ ما يقارب ست سنوات, بمنطقة “بشارة الخوري” في العاصمة بيروت. 
إلى حضن لغتهم الأمّ يعودُ الجيلُ الشابّ من كرد لبنانيين ولاجئين سوريين، فللهويّة روافدْ، على رأسها اللغة، وللبعدِ عن الوطنْ حنين عزاؤه في الالتحام بالهويّة. 
وتهتم  “رابطة نوروز” بنشر وتطوير الثقافة الكردية والتواصل مع مختلف الثقافات في لبنان، بالإضافة إلى تنظيم نشاطات فنية وثقافية ودورات تربوية وتوعوية وتعليم اللغة الكردية لأبناء الجالية الكردية في لبنان.
زارت “نورث برس” إحدى الحصص التعليمية في “رابطة نوروز”، والتقت بالطلّاب ومعلّم اللغة، الذين أكدوا جميعهم على أهميتها في حياتهم خارج سوريا، وكونها تمثّل خيطاً متيناً يصلهم بأرضهم وحياتهم التي يتوقون لاستئنافها هناك.
أحمد معلم اللغة الكرديّة يستذكر سنينه التعليمية الأولى في مدينة  ديار بكر التركية مسقط رأسه حين تعرّف على أكثر من /4/ لغات وهي الإنكليزية والفرنسية والألمانية والعربية، في وقتٍ كانت لغته الأصلية ممنوعة عليه، وكان تعليمها مقتصراً على مدارس خصوصية لم تسلم من الإغلاق والملاحقة.
يقول  أحمد لـ”نورث برس”: أعطي دروس اللغة الكرديّة هنا في بيروت منذ ثماني سنوات وأنا أرى أنه من الضروري على الجيل الجديد أن يتعلم لغته الأمّ، فجيلنا واجه صعوبات جمّة في سوريا وإيران وتركيا في تحصيل اللغة الكردية واستخدامها”.
جيندا عزّو (16عاما), نازحة من الحسكة  السورية، منذ بداية الحرب فيها عام 2012, تؤكد لـ”نورث برس” أن السبب الرئيس الذي دفعها لتعلّم لغتها الأم هو رغبتها بإظهار هويتها بكل ثقة.
وأضافت: “في سوريا كنا ممنوعين من تعلم اللغة الكردية، وبالنسبة لي لا يكفيني أن أتعلم لغات العالم ولم أتعلم لغتي، وعند عودتي إلى سوريا سأكون أقوى وأنقل اللغة إلى غيري لتبقى للأجيال القادمة”.
أما خالد خالد من مدينة عفرين الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة المسلحة المدعومة من تركيا، فيقول: “في الأيام الغابرة كان حقنا ضائعاً، بينما اليوم في شمال شرق سوريا بات بإمكان الشعب الكردي تعلّم لغته، وعندما أعود إلى سوريا أريد أن أتواصل مع شعبي هناك بلغتي”.
يذكر أن مؤسسات اللغة الكردية في شمال سوريا عقدت مؤتمرها الثالث في مدينة عامودا عام 2012 بعد أن كانت قد عقدت مؤتمرين سريين الأول في مدينة كوباني عام 2007، والثاني في مدينة حلب عام 2009، وتم الإعلان عن تشكيل مؤسسة اللغة الكردية في سوريا بشكل علني وافتتحت مراكز لتعلم اللغة الكردية في كافة مدن الشمال السوري  وقراها حتى عام 2011.