ألمانيا ـ شرفان علو ـ NPA
أقيم في مدينة مانهايم الألمانية حفل تكريم لأشخاص من جنسيات عدة حصلوا على الجنسية الألمانية مؤخراً ومن هؤلاء الأشخاص شاب سوري.
محمد حسكوتو، مواليد /1991/ من مدينة عفرين (ريف حلب الشمالي)، لجأ إلى ألمانيا بداية عام 2013، تاركاً وراءه أحلامه ومستقبله بسبب الظروف التي تمر بها سوريا ليبدأ من جديد.
تحدث حسكوتو، لـ”نورث برس” إن قرار الخروج من سوريا كان صعباً لكن لم يكن لديه خيار آخر، لذلك خرج إلى تركيا ومن هناك براً إلى اليونان ليكمل مسيرته إلى ألمانيا.
يضيف أنه عند وصوله إلى ألمانيا لم يكن الوضع سهلاً، وخاصة أنه في ذاك الوقت لم يكن هناك بعد، هذا العدد الكبير من السوريين كما الحال الآن، لكن إصراره على البقاء دعاه لإكمال مشواره.
و قد استغرق /10/ أشهر حتى حصل على حق اللجوء، وهو ثلاث سنوات، وقبل ذاك الوقت لم يستطع فعل شيء لأنه لم يكن قد حصل حينها على حق اللجوء، وكان يقيم في كامب للاجئين لمدة /4/ أشهر في مدينة “Frieland”.
ثم تم نقله إلى قرية “Lachen dorf”، والتي تبعد عن المدينة الأساسية عدة كيلو مترات، لكن بعد الحصول على الإقامة انتقل إلى مدينة هانوفر، ليبدأ بالخطوة الأولى والتي تعتبر الأصعب لدى غالبية السوريين ألا وهي تعلم اللغة، بالإضافة إلى تعلم القوانين الألمانية وفهمها ومحاولة الاندماج بشكل جيد في المجتمع.
يكمل حسكوتو، إنه استطاع خلال سنة و/4/ أشهر إنهاء اللغة، ثم قام بالتسجيل في جامعة مانهايم، فرع الهندسة الطبية، وانتقل إلى جامعة كوبلينز، ويدرس حالياً في الفصل الثالث.
كما اندمج حسكوتو بسوق العمل بجانب دراسته، حيث عمل في عدة شركات ومنها شركة مرسيدس للسيارات وشركة فولكس فوكن، وفي معرض بهانوفر، وأيضا شركة لألعاب الأطفال.
واعتبر حسكوتو، إن العمل ساعده بالاندماج أكثر في المجتمع، وأن نظرة الألمان تختلف تجاه اللاجئين عندما يرون اللاجئ يعمل ويدرس في نفس الوقت.
وقام أيضاً بمساعدة اللاجئين الجدد في الدوائر الحكومية من خلال الترجمة ومساعدة الطلاب الجدد أثناء تسجيلهم في الجامعات.
وبعد كل هذا التعب حصل في عام 2016، على الإقامة الدائمة والذي يستطيع من خلاله العيش في ألمانيا لمدة مفتوحة وغير مقيد بأي قرار قد يصدر بحق السوريين أو فتح مجال العودة، وهو الآن قد حصل على الجنسية الألمانية.
ويقول حسكوتو لـ”نورث برس”: “على اللاجئين تعلم اللغة والاندماج في سوق العمل واحترام قوانين البلد المضيف واحترام شعبها والمحافظة على المنطقة التي يعيش فيها اللاجئ، وكأنها بلده وكل هذه الخطوات ستفتح المجال أمام اللاجئين للحصول على الجنسية وبناء مستقبل أفضل لهم ولأولادهم”.
و تم منح الجنسية لعشرين شخصاً من مختلف الجنسيات خلال حفل التكريم وسط حضور لشخصيات ألمانية ومسؤولين لمدينة مانهايم، وتخلل الحفل إلقاء كلمة لعمدة ناحية المنطقة وثلاثة أشخاص من الحاصلين على الجنسية تحدثوا فيها عن تجربتهم والعيش في ألمانيا.
بيتر كورز، عمدة مانهايم، تحدث لـ”نورث برس” إن ألمانيا تتميز بالاختلاف الثقافي وأن هناك جو من الديمقراطية والاحترام المتبادل، وهذا ما يجعل الكثير من الشعوب من بلدان وأديان مختلفة تطمح للجوء إلى ألمانيا، ومنهم من يسعى للحصول على الجنسية الألمانية، وبالتأكيد مرحب بكل من يريد المحافظة على هذا البلد.
ويقول كورز، إن “ألمانيا أعيد إعمارها على يد الكثير من الدول بعد تدميرها بشكل كلي، ولهذا يعيش فيها الآن أناس من جميع الألوان والأديان والقوميات، ويجب الحفاظ على هذا التنوع”.
ونشرت صحيفة “فيلت” الألمانية في شهر آب من عام 2018 وذلك استناداً إلى بيانات مكتب الإحصاء الاتحادي أنه لم يتخل أحد من بين السوريين والأفغان والمغاربيين والنيجيريين الذين حصلوا على الجنسية الألمانية العام الماضي عن جنسية وطنه الأم.
وبحسب البيانات، احتفظ /68918/ مجنساً من إجمالي /112211/ مجنساً، 61.4%.
كما ذكرت أن عدد الحاصلين على الجنسية هم /2497/ سورياً.