دار أيتام في كوباني تجمع أطفالاً شرَّدتهم الحرب

كوباني/عين العرب – فتاح عيسى/جهاد نبو – NPA
تحوي دار الأيتام في كوباني/عين العرب أطفالاً فقدوا عوائلهم نتيجة الحرب الدائرة في سوريا، فمنهم من قدم من حلب ومنهم من عفرين والجزيرة السورية (أقصى شمال شرق سوريا).
افتتحت دار “قوس قزح آلان” للأيتام في آب/اغسطس 2018 من قبل منظمة “رابطة المرأة الحرة”، (منظمة مدنية معنية بشؤون المرأة) بدعم من رجال أعمال وعدة منظمات خارجية. 
في هذه الدار، يعيش الطفل أحمد خلف الصالح/9/ أعوام، مع أخيه ماهر/14/ المنحدران من مدينة القحطانية/تربه سبي، انقطعت أخبار والديهما بعد رحلة إلى دمشق قبل خمس سنوات، ويعيشان الآن مع /11/ طفلاً آخرين في دار للأيتام.
يقول أحمد خلف لـ”نورث برس” إنه يعيش في الدار مع أقرانه كإخوة، فيذهبون إلى نفس المدرسة، ويقضون طوال اليوم معا.
نشاطات 
ويمارس الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين العامين و/15/عاماً، النشاطات التعليمية والترفيهية داخل الدار وخارجها بإشراف معلمين وإداريين.
يمارس أحمد هواياته الموسيقية والفنية في مركز الثقافة والفن بالمدينة، حيث تتكفل الدار بإيصالهم، وفق برنامج مدروس يتلاءم مع دوامهم المدرسي وممارستهم لنشاطات أخرى.
في غرفة أخرى تعيش الطفلة زيلان /9/ أعوام، المنحدرة من مدينة عفرين مع زميلاتها، حيث تمارس هوايتها في الرسم والغناء بشكل يومي، وتتابع تعليمها بإشراف معلمة خاصة بعد عودتها من المدرسة.
وتقول زيلان، لـ”نورث برس”، إنها سعيدة بوجود مجموعة من الفتيات والأطفال في نفس الدار، فـ”أجد من ألعب معهم بشكل دائما، كما أن المعلمات يساعدونني في دراستي بشكل يومي”.
زركة طيار, معلمة الأطفال تقول لـ”نورث برس” بأنها تراجع الدروس مع الأطفال بعد عودتهم من المدرسة، وتعلمهم اللغات “الكردية والعربية والإنكليزية”، إضافة إلى الاهتمام بمادة الرياضيات في سبيل تنمية وتطوير قدراتهم الذهنية، فتقسم الأطفال إلى عدة مجموعات حسب أعمارهم.
وتشرف على الاهتمام بالأطفال، ثمانُ نساء تقمن بدور الأم، فتجهزن لهم الطعام، وتشرفن على نظافتهم ونومهم وغسل ثيابهم.
 
وتوضح جيهان بوزان, إحدى المشرفات، أنهم ينادونها بـ”ماما”، مشيرةً إلى أنها وزميلاتها يلازمون الأطفال بشكل دائم، فيقمن بإيقاظهم في الصباح وتحضرن الفطور لهم، ومن ثم إرسالهم إلى المدرسة، ومرافقتهم في الذهاب إلى السوق والحدائق.
الدار..
تم افتتاحها بشكل رسمي في الـ/22/ من تشرين الأول/أكتوبر عام 2018، بحضور مجموعة من الداعمين للمشروع.
أما تسمية دار الأيتام بـ “قوس قزح آلان” تعود إلى الطفل الكردي آلان كوباني، الذي فقد حياته بداية أيلول/سبتمبر 2015، على شاطئ مدينة بودروم التركية أثناء محاولة عائلته الوصول إلى جزيرة كوس اليونانية هرباً من الحرب في سوريا.
ويتضمن المركز المؤلف من بناءين منفصلين، أحدهما مخصص للأطفال ونشاطاتهم وغرفهم المعيشية، فيما خصص المبنى الثاني لنشاطات منظمة “رابطة المرأة الحرة”.
وعلى الرغم من أن الدار تستوعب نحو /50/ طفلاً، إلا أن عدد الأطفال تناقص تدريجياً، فكان يؤوي /26/ طفلاً حين افتتاحه، إلا أن رغبة أقربائهم بإخراجهم ورعايتهم بعد التعرف عليهم أدت إلى تناقص عددهم لـ/13/ طفلاً حالياً من الكرد والعرب من مناطق الجزيرة وحلب وعفرين.
وتوضح الإدارية في منظمة “رابطة المرأة” التي تشرف على الدار, أمينة محمد, لـ”نورث برس” أن الأطفال هم من اليتامى الذين فقدوا ذويهم بسبب الحرب، أو فقدوا من يهتم بهم ويرعاهم نتيجة التفكك الأسري “حالات الطلاق”، وجميعهم من مناطق خارج كوباني.
وتضيف محمد أن أهالي كوباني يرفضون فكرة وضع الأطفال اليتامى في الدار، فأغلبهم يعيشون في منازل إخوتهم أو أعمامهم أو أجدادهم، لتمسكهم بالعادات والتقاليد والترابط الاجتماعي والأسري.
 
رابطة المرأة الحرة
تقوم منظمة “رابطة المرأة الحرة” بتنظيم عدة نشاطات أخرى ضمن المبنى المخصص للمنظمة، حيث تستقبل المنظمة نحو 30// طفلاً من الذين فقدوا أباءهم أو أمهاتهم في هجمات تنظيم “الدولة الإسلامية”  بشكل يومي في روضة خاصة لهم.
بالإضافة لتوعية النساء عبر محاضرات وندوات اجتماعية بشكل أسبوعي، وتنظيم دورات محو الأمية باللغة الكردية لنحو /30/ امرأة، وافتتاح قسم خاص للدعم النفسي لأطفال دار الأيتام.