إيران تزيد نفوذها.. الجنوب السوري على خط النار
إحسان محمد ـ درعا
يرى خبراء وقياديون سابقون في صفوف المعارضة السورية، أن تزايد النفوذ الإيراني في الجنوب السوري، قد يجعل الجنوب على خط المواجهة مع إسرائيل بالتزامن مع الحرب الدائرة بين تل أبيب والقدس.
وتعتبر إيران من أبرز اللاعبين والمؤثرين في الملف السوري ليس فقط في الجانب السياسي بل انخرطت بشكل مباشر في القتال إلى جانب القوات الحكومية في مواجهة المعارضة السورية من خلال فصائل أفغانية وعراقية ولبنانية تحت قيادة الحرس الثوري الإيراني، وكانت محافظة درعا هي الهدف الأبرز لها بسبب الموقع الجيوسياسي للمحافظة.
قال علي الحريري وهو اسم مستعار لقيادي سابق في المعارضة السورية، لنورث برس، إن إيران تواصل إرسال تعزيزات لمجموعاتها في محافظة درعا، وازدادت خلال الفترة الماضية بشكل ملحوظ، “خاصة بعد التقارب العربي مع الأسد”.
وأضاف أن التعزيزات التي تصل إلى درعا “على شكل أفراد ومجموعات صغيرة جداً وليس بشكل ارتالٍ كي لا يتم كشفهم، كما يتنقلون بسيارات مدنية لا تحمل أي علامات عسكرية”.
وكل دفعة تصل إلى درعا “يتم نقلهم على دفعات لأكثر من مركز تجمع لهم، مثل نقطة الري بالقرب من بلدة اليادودة بريف درعا الغربي والجمرك القديم جنوب درعا والكتيبة المهجورة غرب بلدة خربة غزالة بريف درعا الشرقي” بحسب القيادي السابق في المعارضة.
وأوضح أن مراكز التجمع في محافظة درعا، هي “مؤقتة قبل أن يتم نقلهم على دفعات إلى محافظة القنيطرة في نقاط قريبة من الجولان المحتل”.
وبين أن إيران قامت بنقل مجموعات من فصيل فاطميون من منطقة السخنة في البادية السورية إلى محافظة درعا.
وهذه المجموعات لديها معرفة بطبيعة الأرض في درعا، “لأنها شاركت إلى جانب النظام السوري في معارك ضد المعارضة السورية خلال صيف العام 2018 وما قبلها”.
وكانت إيران عملت بعد التسوية الأولى صيف العام 2018 في محافظة درعا على تجنيد مجموعات للعمل لصالحها أبرزها مجموعات الغيث بقيادة العميد غياث دلة، أحد قادة الفرقة الرابعة في قوات الحكومة.
القنيطرة.. نقاط ارتكاز
وذكر القيادي السابق أن إيران عملت خلال الفترة الماضية، على تجنيد أعداد كبيرة من محافظة القنيطرة للعمل لصالحها وتكون دليلاً لفصائلها القادمة من خارج المحافظة”.
ونواة هذه المجموعات “بدأت تتشكل في ريف القنيطرة الجنوبي، حيث تم تجنيد أربعين شخصاً تحت قيادة شخص يدعى قريان أبو ليث”، بحسب “الحريري”.
ونوه أن مهمة هذه المجموعة هي مرافقة عناصر المجموعات الإيرانية، ومساعدتهم في تجهيز مقرات لهم، وتسهيل تنقلهم خلال عمليات الاستطلاع على طول الحدود مع الجولان.
ويعتقد “الحريري” أن إيران عملت هذه الخطوة “خوفا من استهداف مجموعاتها التي كانت تتخذ من معسكرات جيش النظام مقرات لها كما حصل في معسكر نبع الفوار بريف القنيطرة الشمالي”.
ويشير إلى أن “إيران باتت تتخوف من وضع المقاتلين التابعين لها في معسكرات جيش النظام السوري، لأنها لا تثق بهم وتتهمهم بتسريب تحركاتهم وأماكن تواجدهم ليتم قصفهم من قبل إسرائيل”.
مصير الجنوب السوري
على إثر التحركات الشعبية داخل الجنوب السوري وفي ظل التواجد الإيراني وما يحدث من تصعيد عسكري في دول الجوار، يرى العميد عبد الله الأسعد مدير مركز رصد للدراسات الاستراتيجية، أن هذه التحركات الموجودة في الجنوب السوري والمتعلقة بما يحدث في فلسطين “ستؤدي إلى ترتيب جديد للمنطقة وترتيب جديد لهذه الرقعة الجغرافية المحددة في سوريا بمحافظاتها الثلاث”.
ويخص العميد حديثه عن محافظتي درعا والسويداء، “اللتين انتفضتا في الآونة الأخيرة بشكل كبير جداً في وجه نظام بشار الأسد، وما زالتا حتى الآن تقاومان حزب الله والفصائل الإيرانية”.
ويشدد “الأسعد” على أنهم “يريدون أن يجعلوا من هذه المنطقة عبارة عن مركز انطلاق لعمليات المناوشات إيران وحزب الله مع إسرائيل”.
ونتيجة هذه التحركات يتوقع العميد الأسعد، أن يكون هنالك رد فعل من أبناء المنطقة الجنوبية بعد أن كانت المنطقة “هدفاً كبيراً للفصائل الإيرانية في التشبيح على سكانها”، على حد قوله.
ويتوقع “الأسعد” أن تعزيزات الفصائل التابعة لإيران وحزب الله في الجنوب، كما هو في اللواء 313 في منطقة اللجاة، تتقابل برد فعل وقصف تلك المناطق من قبل إسرائيل.
ويقول: “ربما ينال الجنوب السوري نصيب من الحرب كما يجري الآن في الجنوب اللبناني”.