هاوار هبو ـ ديرك
بعد أسبوعين من القصف التركي للمنشآت الحيوية، لا يزال الظلام الدامس سمة الحياة لسكان عشرات القرى في منطقة كوجرات في ريف ديرك أقصى شمال شرقي القامشلي،
وانقطع التيار الكهربائي عن أكثر من 100 قرية في ريف ديرك، جراء الغارات التركية والحملة الجوية التي أطلقتها تركيا في الخامس من هذا الشهر واستهداف محطة التحويل وتوليد الكهرباء لمناطق متفرقة من شمال شرقي سوريا.
الطائرات التركية استهدفت عشرات المواقع الخدمية، ومرافق بنى تحتية، ما أسفر عن قطع التيار الكهربائي عن آلاف السكان وخرجت منشآت الغاز والكهرباء عن الخدمة في محطة السويدية التي تغذي كافة مناطق الجزيرة.
تجاوزات تركيا
علي رشيد عبدالله من سكان قرية كركندال بمنطقة كوجرات قال لنورث برس، إن “الكهرباء لم تكن تقطع عن القرية أبدا قبل القصف التركي، ولكن الهجمات الجوية التي طالت المحطات والمنشآت قطعت عنا الكهرباء بشكل تام، وكانت لهذه المشكلة تداعيات وتأثير حول توفر المياه وأبسط مقومات الحياة”.
وأضاف “عبدالله” أنهم يعيشون في قرى آمنة ولم يعتدوا على أحد، وقد عاشوا لحظات عصيبة أثناء الغارات التركية بسبب قوة الضربات وصوت الطيران الحربي على المنطقة، وحمَّل الأمم المتحدة مسؤولية إيجاد حلول لإنهاء التجاوزات التركية.
وعن الدور التركي في المنطقة، أوضح سليمان درويش، من سكان قرى كوجرات بأن “تركيا دولة تعادي الشعب ولا يمكنها أن تكون صديقة، بعد استهداف محطات الكهرباء والنفط وقطع الكهرباء عن مئات القرى والمدن، وتسببت هجماتها بحالة من الذعر أثناء تنفيذ غارات جوية مكثفة”.
وطالب “درويش” أن يتم العمل على إعادة صيانة الكهرباء لتأمين الغاز والمياه أيضا، وخلق بيئة توفر للمواطن جواً من الارتياح بدلاً من اتخاذ خطوات الهجرة.
إمكانيات محدودة
وفي تصريح سابق للرئيس المشارك لمكتب الطاقة في الإدارة الذاتية، أكرم سليمان، لنورث برس، إن البنى التحتية في شمال شرقي سوريا لا يمكن صيانتها جراء الهجمات التركية العنيفة كون الإمكانات المتوفرة “بسيطة جداً” وأن المدة الزمنية لصيانة المنشآت غير معروفة لأن كلفتها “تقدر بملايين الدولارات”.
وقال المهندس عكيد عبد المجيد، وهو مدير معمل الغاز السويدية، الذي تعرض لقصف تركي، إن 4 عنفات من أصل 7 في الخدمة، وهي بحاجة إلى صيانة، وبسبب الضرر الكبير الذي خلفته الهجمات التركية “جميع العنفات بحاجة إلى قطع تبديل وتأمينها صعب”.
وأضاف لنورث برس: “العنفات الحالية في الخدمة تكفي حاجة بلدة رميلان فقط لأن الكثير من المحطات لا تزال بحاجة إلى إصلاح وقسم بسيط آخر يتم تشغيله لخدمة المدنيين، وهذه البدائل مؤقتة إلى حين إصلاح العنفات بالكامل”.
وكغيره من سكان منطقة كوجرات، انعكس انقطاع الكهرباء على الحياة اليومية لـ يعقوب سليمان، إذ يقول لنورث برس: “نحن في العصر الحديث وكل اعتمادنا على الكهرباء، فانقطاعها أشبه بانعدام الحياة”.