قرار دون فائدة.. سكان منبج يشتكون نقص مخصصات الخبز

فادي الحسين – منبج

معاناة مستمرة لـ مازن مع النقص في مادة الخبز، حيث يحصل الرجل على مخصصات لعائلته المكونة من خمسة أشخاص على ربطة واحدة، لا تكفيهم لوجبتين، والأمر ينسحب على عموم سكان منبج.

يقول مازن محمد (46 عاماً) من سكان منبج، شمالي سوريا، إن النقص الحاد في مخصصاته من الخبز، ذاته؛ بعد إصدار الإدارة الذاتية قراراً يقضي بزيادة المخصصات، إذ لم يطرأ عليه زيادة تُذكر في المخصصات.

وفي نهاية تموز/ يوليو الماضي، أقرّ المجلس العام في الإدارة الذاتية في اجتماع طارئ عقده لمناقشة الأوضاع الاقتصادية لسكان شمال وشرق سوريا، زيادة مخصصات الأفراد من مادة الخبز بنسبة 25 بالمئة.

يشتكي سكان من عدم تطبيق القرار، علاوة على انتقادهم لنسبة الزيادة في المخصصات والتي لا تتجاوز نصف رغيف للفرد الواحد، إذ تخصص الإدارة الذاتية رغيفين لكل شخص.

يقول “محمد” إن الزيادة التي أقرّتها الإدارة الذاتية، لم يصل منها إلى مدينة منبج سوى 5 بالمئة، رغم إنه طالب وقدم شكاوى للكومين ومديرية الأفران، إلا أن مطالبه تلك بقيت دون استجابة.

حال الرجل ينسحب على عموم سكان منبج، إذ يشتكون من قلة كميات الخبز المخصصة للعائلات، ويلجأ الكثير منهم لشراء الخبز السياحي لتغطية النقص، الأمر الذي يزيد أعباء السكان في ظل ظروف اقتصادية ومعيشية يعانون منها.

إذ أسهم انهيار قيمة العملة السورية بفقدان القدرة الشرائية للسكان وسط محدودية دخلهم، فيما أثقل قرار زيادة أسعار المحروقات والخبز كاهلهم، إذ طال الغلاء جميع السلع والمواد الغذائية.

زيادة غير مُطبقة على أرض الواقع

يضيف “محمد” لنورث برس، أن زيادة مخصصات الخبز “غير حقيقية” على أرض الواقع، إذ بلغت الكمية التي مُنحت للحي الذي يقطن فيه 50 ربطة لـ 150 عائلة، أي بواقع ثلاثة أرغفة لكل عائلة دون النظر لعدد الأفراد.

كذلك تشتكي منال الخالد (40 عاماً) من سكان منبج، من نقص مخصصات الخبز، وتطالب بزيادة كمية المادة للسكان، في ظل “الغلاء الفاحش” الذي طال جميع المواد، خاصة في أسعار الخبز السياحي حيث وصل سعر الرابطة الواحدة لـ 4 آلالف ليرة.

ويبلغ سعر ربطة الخبز السياحي 4000 ليرة، فيما تباع ربطة الخبز المكونة من 9 أرغفة بالسعر المدعوم 1000 ليرة.

ترى “منال” أن كل ثلاثة أو أربعة أشخاص بربطة خبز واحدة “قليل”، فـ هذا الأمر يزيد عليهم مصاعب الحياة على السكان، وتأمل بإيجاد حل لمشكلة الخبز.

بينما تصف رابعة بكرو (38 عاماً) وهي من سكان منبج، الزيادة التي وصلت لكمية الخبز في منبج بـ “الشيء الرمزي”، أي أن الكمية التي أُضيفت لمخصصات الأفراد “تكاد لا تُذكر”، وتراها بأنها “غير منطقية”.

تقول: إن “توزيع الخبز على السكان بمعدل كل خمس أشخاص بربطة لا يكفي لسد احتياجات السكان”، وتتساءل إذا ما كانت المخصصات تكفي المسؤولين في الإدارة الذاتية، وإذا ما كانوا يحصلون على ذات المخصصات التي يحصل عليها العوام.

واتبعت الإدارة الذاتية نظام “المناديب” في توزيع الخبز على السكان أواخر 2020، حيث يشتري شخص مفوّض من كل حي، الخبز من فرن معين، ثم يبيعه على سكان حيّه ويُخصّص لكل فرد من العائلة رغيفي خبز في اليوم الواحد.

ومندوب الخبز”، هو شخص مفوض بتوزيع الخبز على سكان حيه، ولكل حي مندوبه، ويعتبر المنفذ الوحيد لبيع الخبز المدعوم.

جودة سيئة ومخصصات تتناقص

علاوةً على قلة المخصصات تشتكي “بكرو” من جودة الخبز السيئة، إذ إن حالة المادة التي يستلمونها لا تضاهي سعره، الذي ارتفع مؤخراً، رغم تأكيدات تحسين جودة المادة بعد رفع أسعارها.

وما يُجبر السكان على اللجوء إلى الخبز المدعوم، ارتفاع أسعار الخبز السياحي، حيث لا يستطيع الغالبية منهم شراؤه، بسبب الأحوال المادية المتردية.

وفي آب/ أغسطس الماضي، ارتفع سعر كيلو الخبز من 500 ليرة إلى 1000 ليرة، بقرار رسمي من قبل الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا.

تطالب “بكرو” بتحسين جودة الخبز وتطبيق “زيادة حقيقة” في مخصصات الخبز، لا أن تكون الزيادة “حبر على ورق”، وفق وصفها.

ويقول عبد المجيد الحسن (30 عاماً) من سكان منبج، إنه في بداية العمل على الإحصاء كان كل ثلاثة أشخاص على ربطة خبز واحدة، أما اليوم فـ ذات الكمية تحصل عليها عائلة مكونة من خمسة أشخاص.

كـحال سابقيه وعموم سكان منبج، يشتكي من النقص بكمية الخبز، إذ إنه وعائلته البالغ عددهم ستة أشخاص يستلمون ربطة خبز لا تكفيهم لوجبة واحدة، “أصغر طفل في العائلة يأكل قرابة الثلاثة أرغفة في اليوم، فكيف لعائلة كاملة أن تستلم ربطة واحدة في اليوم؟ يتساءل الرجل.

ويشتكي سكان في منبج من نقص كميات الخبز وسوء جودة المادة، الأمر الذي يزيد أعباء السكان في ظل ظروف اقتصادية ومعيشية يعانون منها.

تحرير: أحمد عثمان