في ذكرى مقتل جينا.. واشنطن تتعهد بمواصلة اتخاذ الاجراءات ضد “حملة القمع” الإيرانية

أربيل- نورث برس

فرضت الولايات المتحدة عقوبات على أكثر من عشرين فردًا وكياناً إيرانياً مرتبطين “بالقمع العنيف” للاحتجاجات بعد مقتل الفتاة الكردية جينا أميني قبل عام.

والعقوبات الجديدة هي أحدث رد فعل على حملة القمع التي شنتها طهران على المتظاهرين الذين خرجوا إلى الشوارع في أعقاب وفاة أميني في حجز “شرطة الأخلاق الإيرانية” بتاريخ 16 أيلول/سيبتمبر الفائت.

وكانت رواية السلطات تقول إنه تم القبض على الفتاة البالغة من العمر 22 عاماً، بسبب ارتدائها الحجاب بشكل غير لائق، و توفيت في الحجز، على عكس رواية ذويها والناشطين الذين أكدوا إنها قتلت.

وبحسب بيان صحفي صادر عن وزارة الخزانة الأمريكية، فإن العقوبات التي فرضت أمس الجمعة تستهدف “18 عضواً رئيسياً في قوات الأمن التابعة للنظام، وفيلق الحرس الثوري الإسلامي وأخرى رديفة، ورئيس منظمة السجون الإيرانية، وثلاثة أفراد وشركة واحدة وثلاثة مسؤولين كبار في شؤون الرقابة المنهجية التي يفرضها النظام ومنع الوصول إلى الإنترنت؛ وثلاث وسائل إعلام تابعة للحرس الثوري الإيراني والنظام  وهي” فارس نيوز، وتسنيم نيوز، وبريس تي في”.

وفي بيان منفصل، أعلن وزير الخارجية أنتوني بلينكن أن وزارته تتحرك “لفرض قيود على التأشيرات على 13 مسؤولاً إيرانياً وأفراداً آخرين لتورطهم في اعتقال أو قتل متظاهرين سلميين أو قمع حقوقهم في حرية التعبير”.

وقال بلينكن:”منذ وفاة مهسا أميني والاحتجاجات التي تلت ذلك، قمنا بفرض قيود على التأشيرات على 40 مسؤولاً إيرانياً وأفراداً آخرين لتورطهم في هذه الأعمال التي تستهدف المتظاهرين السلميين”.

قبل ذلك، قال الرئيس جو بايدن في بيان إنه وعقيلته جيل بايدن “ينضمون في هذه الذكرى إلى الناس في جميع أنحاء العالم وكل مواطن إيراني شجاع قُتل أو جُرح أو سجن على يد النظام الإيراني لمطالبته السلمية بالديمقراطية وكرامتهم الإنسانية الأساسية”.

 وقال بايدن: “لقد ألهمت حركة تاريخية (المرأة والحياة والحرية ) التي أثرت على إيران وأثرت على الناس في جميع أنحاء العالم، كل الذين يدافعون بلا كلل عن المساواة بين الجنسين واحترام حقوق الإنسان الخاصة بهم”.

وتأتي الدفعة الجديدة من العقوبات التي تم الإعلان عنها عشية ذكرى وفاة أميني، في الوقت الذي تبدو فيه الولايات المتحدة في المراحل النهائية من صفقة مع طهران تهدف إلى تأمين إطلاق سراح خمسة أميركيين تم تصنيفهم على أنهم محتجزون بشكل غير مشروع في إيران.

وكجزء من الصفقة، سيتم تحويل 6 مليارات دولار من الأموال الإيرانية التي كانت في حسابات مقيدة في كوريا الجنوبية إلى حسابات مقيدة في قطر.

وتتضمن الصفقة أيضًا عنصرًا لتبادل السجناء، حيث تفرج الولايات المتحدة عن خمسة مواطنين إيرانيين محتجزين لدى الولايات المتحدة مقابل إطلاق سراح الأمريكيين الخمسة في إيران.

لكن لا يبدو أن مواقف الإدارة الأميركية الأخيرة مما ووصفته “القمع الوحشي” التي تمارسه طهران، ستؤثر على الصفقة الدبلوماسية المنفصلة.

وانخرطت الحكومة الإيرانية في حملة قمع شديدة ضد المتظاهرين بعد وفاة أميني في حجز الشرطة في 16 أيلول/ سبتمبر 2022، راح ضحيتها على مدار الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام نفسه ما لا يقل عن 416 شخصاً من بينهم 51 قاصراً دون سن 18،  وفقاً لتقارير منظمات حقوق الإنسان الإيرانية غير الحكومية.

وأمس الجمعة كشفت ناشطة في مجال حقوق الإنسان بإيران، لنورث برس إن المدن الكردية ولا سيما مدينة سقز( مسقط رأس أميني) تشهد انتشاراً أمنياً كثيفاً، واجراءات أمنية كنصب كاميرات على مفارق المدينة، واستجواب ذويها، حيث يستعدون مع سكان المنطقة لإحياء ذكراها في مراسم اليوم السبت.

وقالت الناشطة أفين مصطفى زادة إن المناسبة تتداخل أيضاً مع ذكرى الاحتجاجات التي اندلعت في البلاد أعقاب وفاتها، حيث فقد الكثير من العائلات أحبائهم في حملة القمع، ما يعني أن الانتشار الأمني قد يهدف إلى قمع أي حراك قد يحصل يوم غد، على حد توقعها.

الأربعاء الفائت، وافق مجلس النواب الأميركي بأغلبية على مشروع قانون “مهسا” ضمن سلسة اجراءات تستهدف المرشد الإيراني وأفراد آخرين في إطار العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران.

وقالت وزارة الخزانة إن العقوبات الأمريكية الصادرة أمس، فرضت بالتنسيق مع شركاء من بينهم المملكة المتحدة وكندا وأستراليا.

إعداد وتحرير: هوزان زبير