مخاوف من أن يتحول اتفاق أمني بين إيران والعراق إلى تصعيد عسكري
أربيل- نورث برس
بحث وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين خلال لقائه نظيره الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، الأربعاء، الاتفاقية الأمنية التي تتعلق بالمعارضة الكردية الإيرانية في الأراضي العراقية، في الوقت الذي نشرت وسائل إعلام إيرانية تقارير تفيذ بتوجه أرتال عسكرية إلى الحدود مع إقليم كردستان العراق.
وأعلن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره العراقي في العاصمة طهران، أن العراق اتخذ إجراءات “جيدة” لإخراج الجماعات المسلحة من المنطقة الحدودية التي ترى إيران إنها تشكل تهديداً لها.
و قال عبداللهيان إن السلطات العراقية اتخذت خطوات أولية لإخراج ما وصفه بـ”الجماعات الإرهابية” في إشارة إلى المعارضة الكردية من المناطق القريبة من الحدود الإيرانية ونقلها إلى عمق الأراضي العراقية ومحاولة نزع سلاحها.
وأعلن أنه سيتم تنفيذ المرحلة التالية بالكامل في الأيام المقبلة.
وبالتزامن مع هذا الأجراء الدبلوماسي، ظهرت تقارير إيرانية تفيد بأن أرتال من القوات الإيرانية تتوجه إلى الحدود مع العراق.
وفي نبأ آخر نشرته وكالة تسنيم المقربة من الحرس الثوري الإيراني، جاء:”أنه مع اقتراب انتهاء المهلة الإيرانية للعراق لنزع سلاح الجماعات المسلحة في إقليم كردستان، بدأت صباح اليوم عملية تفكيك مقرات تلك الجماعات”.
وتقصد إيران بالجماعات المسلحة تلك الأحزاب الكردية المعارضة بما في ذلك “كومله وباك والحزب الديمقراطي الكردستاني وبجاك”، التي تتخذ من مناطق حدودية مقاراً لها.
وتعرضت هذه المقار العام الفائت لسلسلة هجمات صاروخية، وذلك بعد أسابيع قليلة من مقتل مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق الإيرانية في 16 أيلول/سيبتمبر 2022 ، الحادثة التي دفعت إلى اندلاع احتجاجات واسعة واستمرت حتى نهاية العام نفسه.
وقال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، أمس الثلاثاء قبيل توجهه إلى طهران، إنه يتوقع من الجانب الإيراني عدم استخدام العنف ضد إقليم كردستان العراق واحترام سيادة بلاده.
في أواخر شهر آب/ اغسطس الفائت، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي إن العراق تعهد القيام بنزع أسلحة “المجموعات المسلحة الانفصالية” وإخلاء مقارها مشيراً إلى أن السقف الزمني لإنجاز هذه التعهدات هو تاريخ 22 سبتمبر/أيلول المقبل.
وإذا لم الالتزام بهذا الاتفاق، فإن إيران “ستعمل وفق مسؤولياتها في إطار أمنها”، حسبما ذكر المتحدث في إشارة إلى أحتمالية تدخل عسكري.
وقالت وكالة تسنيم اليوم، إنه سيتم نزع سلاح “المجموعات الانفصالية” بشكل كامل “وإلا سنعود إلى الوضع الذي كان عليه قبل الاتفاق ونحن سنقوم بواجبنا في حماية أمن البلاد.”
ونقلت الوكالة عن مصادرها أن القوات البرية التابعة للحرس الثوري أرسلت جزءاً من معداتها المدرعة إلى هذه المنطقة الشمالية الغربية.
وجرى خلال لقاء بين الوزيرين العراقي والإيراني بحث عملية التنفيذ الكامل للاتفاقية الأمنية بين الجانبين من قبل العراق.
وكان رئيس إقليم كردستان نيجرفان بارزاني صرح أمس رداً على سؤال يتعلق بالتهديدات الإيرانية والاتفاق الأمني مع العراق، أنه وباعتبار أن الاقليم جزء من العراق الفيدرالي فإن أربيل تلتزم بالاتفاقيات، وأن كردستان ترفض أن تكون منطلقاً لتهديد دول الجوار، معرباً عن أمله بأن يتم حل هذا الملف بالحوار و الدبلوماسية.
وذكرت الخارجية الإيرانية أن عبداللهيان وحسين ركزا في لقائهما على الاتفاقية الأمنية التي توصلت إليها بغداد و طهران في شهر آذار/ مارس الفائت، حول ما يتعلق بأمن الحدود المشتركة.