تضرر /100/ تل أثري في الجزيرة السورية

القامشلي – إبراهيم إبراهيمي/عباس علي موسى –  NPA
من بين عشرة آلاف موقع ومعلم أثري يوجد /1100/ موقع أثري في منطقة الجزيرة (محافظة الحسكة) وحدها، وهي تلال أثرية لم يتم تنقيبها أو العمل فيها إلا بنسبة قليلة لا تصل إلى /5/ في المائة،.
يُشيد الباحثون عن الأثار بهذه المواقع وما تخفيها من حقائق وتاريخ وحضارة، إذ قال أحد المنقّبين في تل بري بحوض الخابور ” تلال الجزيرة أغنى من ثرواتها الباطنية [ويقصد النفط]”، إلا أن الحرب والصراع السوري كان لهما كلمة أخرى، فهو صراع لم يتوانى عن قتل البشر والانتهاكات بحق المدنيين ناهيك عن المواقع الأثرية.
و نسبة الانتهاكات في التلال الأثرية في الجزيرة لم تتجاوز 4.3 في المائة (التي تعد أدنى بكثير من مناطق أخرى في سوريا) وذلك بحسب آخر تقرير صادر في العام 2018 عن “هيئة السياحة والآثار في الجزيرة” في الإدارة الذاتية الديمقراطية.
 
تعديات وأضرار
تضرر /100/ تل أثري من أصل /1100/ في عموم الجزيرة، بحسب الدكتور سليمان إلياس، الخبير في الآثار الذي قال لنورث بريس “إنّ حوالي /30-40/ تلاً أثرياً, في كامل شمال شرق سوريا, حولتها المعارضة المسلحة السورية إلى تحصينات عسكرية ونسبة التضرّر في هذه التلال تقدر بـ/30/ في المائة”.
وكانت وحدات حماية الشعب قد أصدرت بياناً في 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2018، تحدّثت فيه عن حماية قواتها للآثار والمواقع الأثرية، وأقرّت فيه باستخدامها لبعض التلال الأثرية كأماكن لتحصينات دفاعية والتي هي “إنشاءات عسكرية بحتة فرضتها طبيعة وظروف المرحلة والمعركة التي نخوضها”، وبحسب الدكتور سليمان هي من (4 إلى 5 تلال) تحوّلت إلى نقاط وتحصينات عسكرية.
 وبحسب القوانين العالمية وأهمها قانون لاهاي 1954 وبروتوكولها الثاني 1999 فإنه “يمنع تحويل المواقع الأثرية إلى نقاط وتحصينات عسكرية.”
ويؤكّد الخبير الأثري سليمان إلياس أنّ “من واجب جميع المواطنين والسلطات الأثرية والسياسية والاجتماعية العمل على الحفاظ على الآثار وحمايتها”. إذ تتميّز بها منطقة الجزيرة و”تعدّ إرثاً تاريخياً وثقافياً للبشرية جمعاء وليس إرثاً لشعب أو أمة محدّدة”.
وتقول المسنّة غالية حسين من قرية هيمو “لم نرى أحداً يقرب هذه التلال، فقد أصبحت أغلبها مرعى للحيوانات وأماكن يلعب الأطفال فوقها”، فيما تستخدم جلّ القرى في الجزيرة التلال الأثرية كمقابر يدفنون فيها موتاهم.
 
بعثات إلى إشعار آخر
وكانت هناك في عموم سوريا /140/ بعثة أثرية أجنبية أو بعثات أجنبية وسورية مشتركة أو فرق تنقيب سورية، منها عشرون بعثة بمناطق الجزيرة، وبحسب رستم عبدو, نائب الرئاسة المشتركة لهيئة الثقافة في شمال وشرق سوريا, (وهي هيئة تعنى بالآثار والثقافة) فإنّ “جميع البعثات بعموم سوريا وليس في الجزيرة وحسب غادرت منذ اندلاع الأحداث بداية 2011”.
رستم عبدو – نائب الرئاسة المشتركة لهيئة الثقافة لشمال وشرق سوريا

ويؤكّد عبدو, وهو كاتب له العديد من الأبحاث في مجالات الآثار, أنّ “الانتهاكات والتعديات بحق الآثار والمواقع الأثرية بسوريا اقتصرت على البناء غير المشروع ونقل أتربة، بالإضافة إلى التنقيب السري في بعض المواقع البعيدة عن الرقابة قبل عام 2011″ إلا أنّ ” أمهات المواقع الأثرية في سوريا تعرّضت للتدمير والتخريب والتعديات”.