تناقض مواقف المعارضة مع مطالبات محتجي السويداء
هاني السالم ـ إدلب
تشابه في المظهر العام وتناقض في المضمون، هي الصفة للفرق بين احتجاجات السويداء جنوبي سوريا واحتجاجات المعارضة السورية شمالها، هذا ما عكسته تحركات وآراء الشارع المعارض في مناطق سيطرة المعارضة السورية.
وبحسب الناشط براء الحمود، وهو أحد أعضاء فريق تنسيق المظاهرات في إدلب، فإنه “رغم دعمنا لمظاهرات السويداء، إلا أن احتجاجاتهم تأخذ طابعاً أكثر حرية وديمقراطية من المظاهرات التي ننظمها في الشمال السوري، من حيث الرايات المرفوعة والمطالب المكتوبة والشعارات المطروحة”.
وأضاف لنورث برس: “مظاهراتنا محكومة بضوابط وإرشادات تمنع رفع شعار حقوق الأقليات أو الحق في المشاركة بالحراك الثوري بحكم العقلية المتطرفة التي تدير مفاصل الحراك في إدلب فلا يوجد أي مشاركة للدروز أو المسيحيين رغم تواجدهم في المنطقة”.
تحجيم دور النساء
بالإضافة لتحجيم الدور النسائي في الاحتجاجات، “فحضور النساء يكاد يكون معدوماً وإن وجد فبأعداد قليلة مع التزام النقاب ومنع مشاركتهن صوتاً أو صورة في هذه الاحتجاجات، وهو ما يعاكس تماماً الاحتجاجات في السويداء التي تشارك فيها المرأة دورها الثوري جنباً إلى جنب مع الرجل وبشكل يعكس بالفعل مستوى الوعي الذي يحكم احتجاجات الجنوب”.
من جانبه المحامي، وسيم حاجولة، وهو أحد نشطاء المعارضة في مدينة أعزاز شمالي حلب، قال إن “احتجاجات الدروز جنوبي سوريا تتناقض مع احتجاجات المعارضة في الشمال السوري بشكل كبير وإن كانت في مظهرها العام تشترك معنا في محاربة الأسد”.
وأضاف لنورث برس: “نلاحظ أن حراك السويداء يضم الدروز بشكل أساسي وأطياف أخرى بصورة تعكس مستوى الديمقراطية التي يعيشونها خلافاً لحراك الشارع المعارض المحكوم بعقلية متطرفة تقيد حتى نوعية الشعارات المرفوعة، خصوصا تلك التي تعارض السياسة التركية”.
تعيش هدى الشعراني (34 عاماً) من الطائفة الدرزية، في قرية حربنوش شمال إدلب، وتعمل في منظمة محلية 12 عاماً على الحراك الشعبي للمعارضة.
وتقول: “لا زالت العقلية المتطرفة والمتخلفة تحكمها وهو ما يفسر سبب تراجعها المستمر، في حين أوصل الحراك الشعبي في السويداء صورة واضحة عن الحراك الثوري الحقيقي البعيد عن العقلية المتخلفة والقريب من كافة مكونات الشعب في المنطقة”.
وفي مقارنة بسيطة، قالت “الشعراني”، إن “رقي احتجاجات السويداء وتراجع احتجاجات المعارضة، أحد أسبابها مشاركة المرأة يداً بيد مع الرجل في تنسيق وتفعيل ومراقبة المظاهرات والأنشطة الثورية الأخرى، إضافة لحقها في الخطاب وتوجيه الرسائل عبر الإعلام، الأمر الذي يعتبر مفقوداً في مناطق المعارضة التي تحكمها عقلية (المرأة عورة)”.
غياب احترام الأقليات
وأضافت: “مظاهرات المعارضة لم تشهد منذ انطلاقها أي دعوات أو نشاطات لاحترام وحماية الأقليات الدينية والقومية رغم تعددها في سوريا، وهو ما يعكسه بشكل حقيقي غياب أي مشاركة للمكونات الأقلية عن مظاهرات المعارضة”.
بينما عكست مظاهرات السويداء جوانب مختلفة “حيث رفعت شعارات وحدة الشعب بكافة أطيافه ومكوناته الدينية والقومية، إضافة لحق المرأة في المشاركة بالحراك الثوري والسياسي بالتساوي مع الرجل وهو الأمر الذي افتقرت له مظاهرات المعارضة السورية”، بحسب “الشعراني”.