منبج هدف آخر لمعركة دير الزور

غرفة الأخبار – نورث برس

منذ عملياتها الثلاث في شمالي سوريا وشمال غربها، تستمر تركيا بمحاولات السيطرة على مدينة منبج، عبر فصائل المعارضة المسلحة التابعة لها.

تعرض ريفا مدينة منبج الغربي والشمالي، لقصف مستمر، منذ آخر عملية عسكرية لتركيا اقتطعت فيها مدينتي تل أبيض، وسري كانيه/ رأس العين، تعددت أشكال القصف بالطيران المسيّر والهاون والمدفعية ومحاولات التسلل لعناصر ضمن تشكيلات الفصائل الموالية لتركيا.

وتواجد في قرى خط التماس مجلس منبج العسكري المشكّل في العام 2016، ويتولى المجلس حماية خط التماس من توغّل القوات التركية والفصائل الموالية لها، وغالباً ما يصد هجمات ومحاولات اختراق المنطقة.

لكن طبيعة المواجهة بين المجلس العسكري والفصائل، تغيرت منذ ليل الجمعة الماضي، حيث هاجمت تلك الفصائل نقاطاً للجيش السوري، الذي دخل إلى المنطقة تنفيذاً لاتفاقية وقف إطلاق النار.

وجدت الفصائل في الفوضى والاشتباكات بدير الزور “حجة” لمهاجمة مدينة منبج في محاولة للسيطرة عليها، تحت غطاء العشائر.

في السابع والعشرين من آب/ أغسطس الفائت، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية “قسد” حملة أمنية “محددة الأهداف” بدير الزور، لملاحقة عناصر لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، وتطورت لتشمل قيادات من مجلس دير الزور العسكري وتجار مخدرات وتصبح عملية أمنية داخلية وخارجية. وبدأت باعتقال أحمد الخبيل الملقب “أبو خولة” قائد مجلس دير الزور العسكري، و4 من أتباعه.

صُدّر المشهد “إعلامياً” على أنه صراع قومي عشائري، وحاولت أطراف تجييش عشائر المنطقة ضد “قسد”، استثمرته الفصائل لمحاولة الهجوم على منبج، ومناطق التماس إلى تل تمر.

والجمعة الماضي، قصف الطيران الروسي مجموعة متحركة لفصائل المعارضة بعد سيطرتها على نقطة عسكرية للقوات الحكومية بريف منبج، وشهدت سماء المنطقة تحليقاً مكثفاً للطيران الروسي، بعد هجوم وقصف تسبب بفقدان خمسة مدنيين حياتهم.

يقول صحفي مقيم في إدلب رفض الإفصاح عن اسمه، إن ما يتم الترويج له على أنه أرتال عشائرية، هي أرتال للتصوير فقط دون أن يكون أي منها، ووصف الأمر بـ “الجعجعة”.

ويضيف أن تركيا استثمرت أحداث دير الزور وأرسلت مجموعات من هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وعناصر من الجيش الوطني ممن ينتمون لبعض العشائر إلى جبهة منبج تحت شعار أبناء العشائر.

والسبت الفائت، قال مصدر عسكري خاص لنورث برس، إن 75 عنصراً من لواء “العصائب الحمراء” مرتدين الزي المدني مستغلين الدعوات العشائرية، انطلقوا؛ عبر حافلات مدنية نحو جبهات منبج الغربية والشمالية، بحجة المشاركة في الأعمال العسكرية ضد مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، تحت مسمى” فزعة العشائر”.

ولواء” العصائب الحمراء” هو لواء مقاتل ضمن صفوف “تحرير الشام”، من مهامه تنفيذ عمليات الاقتحام بأشكال انغماسية، كأسلوب تنظيم الدولة الإسلامية” داعش” مستخدمين الأحزمة الناسفة والعبوات وحتى المفخخات.

وذكر المصدر أن هذا اللواء يعتبر الأكثر تشدداً في صفوف الهيئة ويضم عناصر أجانب كانوا ينتمون لتنظيم القاعدة، وتم تسهيل مرورهم عبر حواجز فصيل “العمشات” الذي فرضت عليه عقوبات أميركية.

وأشار إلى أن هؤلاء العناصر سيتم توزيعهم على محورين إلى جانب أحرار الشرقية و”العمشات”، من جهة معبر عون الدادات ونهر الساجور .

وصباح الأربعاء، قالت مصادر عسكرية معارضة لنورث برس، إن هيئة تحرير الشام أرسلت عصر أمس، رتلاً عسكرياً مؤلفاً من نحو 20 سيارة دفع رباعي، وعلى متنها أكثر من 80 عنصراً.

وأضافت أن معظم العناصر هم من قطاع الشرقية الذين ينحدر معظمهم من دير الزور والرقة، وأن تحرير الشام أرسلتهم إلى ريف منبج بحجة أنهم عشائر ذاهبين لمحاربة قوات سوريا الديمقراطية “قسد”.

وتأتي تعزيزات النصرة تزامناً مع اشتباكات تخوضها “قسد” ضد مسلحين في دير الزور، وهجمات تشنها فصائل معارضة موالية لتركيا منذ فجر الجمعة الفائت.

وقال مجلس منبج العسكري، فجر اليوم، إنه رصد تمركزاً لـ “مرتزقة” هيئة تحرير الشام في قرى ريف منبج بعد إفراغها من سكانها.

وظهر الأربعاء، أعلنت “قسد” سيطرتها بالكامل على بلدة ذيبان بريف دير الزور الشرقي، وهي آخر معاقل المسلحين المتمردين و”المتورطين” بالتنسيق مع فصائل تتبع لإيران، فيما قالت مصادر نورث برس، إن من ضمنهم عناصر يتبعون للدفاع الوطني.

وأشار الصحفي في تصريح لنورث برس، إلى أن التحركات على جبهة منبج بضوء أخضر تركي، رغبة منها بالسيطرة على مدينة منبج، قائلاً: “بدون موافقة تركيا لا تجرؤ الفصائل على إطلاق رصاصة واحدة”.

لذا فإن تركيا وجدت بـ”فزعة العشائر” مظلة لتنفيذ هجمات على مدينة منبج، دون الصدام مع روسيا التي تعتبر ضامناً في المنطقة، وفق ما يرى.

وتعتبر منبج البوابة الاقتصادية لمناطق الإدارة الذاتية، وفيها سد تشرين، لذا تتوالى التصريحات التركية حول الاستيلاء على المدينة.

إعداد وتحرير: أحمد عثمان