كيف تعاطت واشنطن مع التوتر في دير الزور؟

غرفة الأخبار ـ نورث برس

لم تتعاطَ الولايات المتحدة الأميركية مع الأحداث التي تجري في دير الزور على محمل الجد، وبصفتها شريكاً لقوات سوريا الديمقراطية في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.

واكتفت واشنطن في بياناتها وتصريحاتها بالتشديد على ضرورة الحفاظ على الأمن والاستقرار في شمال شرقي سوريا، ومواصلة دعمها لقوات سوريا الديمقراطية في حربها ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

وقبل عشرة أيام، أطلقت “قسد” حملة أمنية لملاحقة خلايا تنظيم “داعش”، بدير الزور، وتطورت لتشمل قيادات من مجلس دير الزور العسكري وتجار مخدرات وتصبح عملية أمنية داخلية وخارجية.

تركيز على الدعم

وبعد أيام من حملة “قسد”، اكتفت القيادة المركزية الأمريكية، بتجديدها التأكيد على دعم قوات سوريا الديمقراطية السورية لهزيمة “داعش” في سوريا.

وأضافت أن قواتها ستواصل مراقبة الأحداث عن كثب في شمال وشرقي سوريا، ولا تزال تركز على العمل مع قوات سوريا الديمقراطية لضمان الهزيمة الدائمة لـ”داعش”، دعماً للأمن والاستقرار الإقليميين”.

وأوضحت أن الانحرافات عن هذا العمل المهم بمواجهة “داعش” ستؤدي إلى عدم الاستقرار وتزيد من خطر عودة ظهور التنظيم.

وأشارت إلى أنه يجب أن يتوقف العنف في شمال وشرقي سوريا، وأن تعود الجهود إلى إحلال السلام والاستقرار في تلك المناطق.

وفي الثالث من هذا الشهر، دعت قوة المهام المشتركة – عملية العزم الصلب، إلى عدم الانجرار وراء “الجهات الخبيثة” بدير الزور التي تجلب المعاناة لسكان دير الزور.

دعوات محدودة

ودعت العزم الصلب إلى “الوقف الفوري” للاشتباكات، وقالت إن تلك “الجهات الفاعلة الخبيثة تعد بالكثير من المكافآت ولكنها لن تجلب سوى المعاناة لشعوب المنطقة”، دون أن يصدر أي رد فعل أو دعم عملي لـ”قسد”.

وجاء في بيانها: “بينما نحافظ على موقفنا الداعم لقوات سوريا الديمقراطية، فإننا نحث بشدة جميع القوى على وقف القتال فوراً والتوصل إلى حل سلمي يسمح لنا بالتركيز على هدفنا المشترك، وهو الهزيمة الدائمة لداعش”.

وفي اليوم ذاته، اجتمع كل من نائب مساعد وزير الخارجية الأميركية، إيثان غولدريتش وقائد عملية العزم الصلب اللواء جويل فويل، مع قوات سوريا الديمقراطية ومجلس سوريا الديمقراطية وزعماء القبائل من دير الزور، في شمال شرقي سوريا.

وقالت السفارة الأميركية في دمشق عبر حسابها على فيس بوك، إن الأطراف اتفقت على أهمية معالجة شكاوي سكان دير الزور، ومخاطر التدخل الخارجي في دير الزور.

وحينها اكتفى غولدريتش وفويل، بالتأكيد على “أهمية الشراكة الأميركية القوية مع قوات سوريا الديمقراطية في جهود دحر داعش”.

وأمس الثلاثاء، قالت وزارة الدفاع الأميركية إنها تواصل دعم قسد لمواصلة هزيمة “داعش”، وضمان الأمن والاستقرار.

واكتفى المتحدث الأميركي، بالتحذير من أن تشتيت الأحداث في دير الزور، انتباه الحرب ضد “داعش”، وأشار إلى أن ذلك سيؤدي إلى عدم الاستقرار ويزيد من خطر عودة ظهور التنظيم.

جاء ذلك على لسان السكرتير الصحفي للبنتاغون الجنرال بات رايدر في مؤتمر صحفي عقده أمس الثلاثاء، عندما رد على أسئلة تتعلق بالأوضاع في شرقي سوريا.

مراقبة فقط

وقال رايدر إن الوزارة تراقب الأحداث في شمال شرقي سوريا عن كثب، مشيراً إلى أن “قوة المهام المشتركة – عملية العزم الصلب” لا تزال تركز على العمل مع قوات سوريا الديمقراطية لضمان هزيمة “داعش” ودعم المنطقة والأمن والاستقرار.

واليوم، ودون أي تحرك على الأرض، عاودت وزارة الخارجية الأميركية، تحذيرها ممّا اعتبرته جهات خارجية تقف وراء الأحداث في دير الزور شرقي سوريا، مشددة على الشراكة مع قوات سوريا الديمقراطية.

وقال المتحدث باسم الوزارة، فيدانت باتيل، خلال مؤتمر صحفي، إن الولايات المتحدة حذرت من “مخاطر التدخل الخارجي” وهي جهات لا تلتزم بجهود دحر “داعش”.

تحرير: تيسير محمد