بعد عشرة أيام.. “قسد” تعيد الاستقرار لبلدات في دير الزور

غرفة الأخبار ـ نورث برس

تواصل قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي، حملتها الأمنية في دير الزور شرقي سوريا، إذ أعادت الاستقرار لبلدة الشحيل بريف دير الزور ثم بلدة ذيبان.

واليوم، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، سيطرتها على قرية الحوايج التابعة لبلدة ذيبان شرقي دير الزور، وألقت القبض على 4 من عناصر الدفاع الوطني إثر الاشتباكات.

وتقترب “قسد” من إنهاء عملية التمشيط للبلدة، لفرض الأمن والاستقرار بعد حالات الفوضى التي شهدتها.

والأسبوع الماضي، أطلقت “قسد” حملة أمنية لملاحقة خلايا تنظيم “داعش”، بدير الزور، بدعم ومساندة قوات التحالف الدولي، حملت اسم عملية “تعزيز الأمن”.

بدء الحملة

بعد اقل من يوم على إطلاقها، قال فرهاد شامي مسؤول المركز الإعلامي لـ “قسد” في تصريح لفضائية “روناهي”، إن الحملة أسفرت عن اعتقال 13 شخصاً، ومقتل آخرين رفضوا تسليم أنفسهم.

وأضاف أن القوات المشاركة في الحملة اعتقلت 5 عناصر في تنظيم “داعش”، بالإضافة لاعتقال 8 آخرين يحملون مواداً مخدرة، ومقتل 3 مسلحين رفضوا تسليم أنفسهم.

وتطورت الحملة الأمنية لـ”قسد”، لتشمل قيادات من مجلس دير الزور العسكري وتجار مخدرات وتصبح عملية أمنية داخلية وخارجية.

وفي الأول من هذا الشهر، أعلنت “قسد”، حظراً للتجوال بريف دير الزور الشرقي، لمدة 48 ساعة، نتيجة للأوضاع الأمنية الأخيرة بعد إعلانها عملية “تعزيز الأمن”.

وقالت “قسد” في بيانٍ لها نشرته عبر موقعها الرسمي، إن الحظر جاء “نظراً للأوضاع الأمنية التي تمر بها قرى في شرق الدير الزور واستغلال مجموعات مسلحة تابعة لبعض الأجهزة الأمنية التابعة للنظام وكذلك خلايا داعش لإحداث فتنة في المنطقة ومحاولة استجرار المدنيين إلى مخططاتهم القذرة”.

وقالت الإدارة المدنية لدير الزور، في الثاني من أيلول/ سبتمبر الجاري، إن مجموعات دخيلة على المنطقة تعتدي على الممتلكات العامة بالحرق والتخريب والنهب، كما حدث في محطة مياه ذيبان.

وبعدها، دعت قوة المهام المشتركة – عملية العزم الصلب، في بيان، إلى عدم الانجرار وراء “الجهات الخبيثة” بدير الزور التي تجلب المعاناة للسكان.

وجاء في بيانها: “بينما نحافظ على موقفنا الداعم لقوات سوريا الديمقراطية، فإننا نحث بشدة جميع القوى على وقف القتال فوراً والتوصل إلى حل سلمي يسمح لنا بالتركيز على هدفنا المشترك، وهو الهزيمة الدائمة لداعش”.

جهات دخيلة

وحصلت نورث برس على أنباء من مصادر أمنية مختلفة تفيد بوقوف الأمن العسكري ونواف البشير قائد ميليشيا “أسود العشائر” الموالي للقوات الحكومية والمقرب من القيادات الإيرانية، خلف الاشتباكات والتوترات بدير الزور.

والجمعة الماضي، أعلنت “قسد” استهدافها لمسلحين حاولوا التسلل من غرب الفرات إلى مناطق الاشتباكات، وأوضحت أن قواتها أنهت تمشيط قرية الدحلة وأجزاء من بلدة البصيرة، وأسفر التمشيط عن “مقتل ثلاثة من  مرتزقة نواف البشير الذين تسللوا إلى المنطقة”.

وفقدت سيدتان وطفل لحياتهم، وأصيب آخرون بقذائف هاون مصدرها القوات الحكومية في غربي الفرات، استهدفت ببلدة هجين شرقي الفرات بريف دير الزور الشرقي.

وحينها، قال مصدر عسكري من القوات الحكومية لنورث برس إن القذائف مصدرها نقاط مجموعات “الدفاع الوطني” وفصيل “أسود الشرقية” التابع لإيران، ببلدة المجاودة غربي الفرات.

وقُتل عنصران من فصيل “أسود الشرقية” التابع للقوات الحكومية، برصاص مسلحين مجهولين أثناء محاولة عبورهم من مناطق غربي الفرات الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية، إلى مناطق شرقي الفرات.

والأحد الماضي، أعلنت قوى الأمن الداخلي “الأسايش”، فقدان أحد عناصرها حياته، خلال عملية “تعزيز الأمن” بدير الزور.

مخاطر التدخل الخارجي

وعلى خلفية تطور الأحداث في دير الزور، اجتمع كل من نائب مساعد وزير الخارجية الأميركية، إيثان غولدريتش وقائد عملية العزم الصلب اللواء جويل فويل، مع قوات سوريا الديمقراطية ومجلس سوريا الديمقراطية وزعماء القبائل من دير الزور، في شمال شرقي سوريا.

وقالت السفارة الأميركية في دمشق عبر حسابها على فيس بوك، إن الأطراف اتفقت على أهمية معالجة شكاوي سكان دير الزور، ومخاطر التدخل الخارجي في دير الزور.

وبحثت الأطراف ضرورة تجنب سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، وضرورة وقف تصعيد العنف في أسرع وقت ممكن، بحسب السفارة الأميركية.

وتشدد قوات سوريا الديمقراطية على مواصلة حملتها الأمنية وعملية تمشيط البلدات في دير الزور لملاحقة المجموعات الخارجة عن القانون والتي تستدرج الهجمات إلى المناطق الآهلة بالسكان واستخدام منازلهم في الاختباء لعرقلة الحملة الأمنية وتأخير الحسم.

إعداد وتحرير: تيسير محمد