القوات الحكومية بين محرض ومدافع على جبهات مختلفة بسوريا

غرفة الأخبار – نورث برس

تشكل خارطة التوزع العسكري على امتداد الجغرافية السورية تحالفات لبعض القوى في مناطق معينة على الرغم من الاقتتال بين نفس تلك القوى في مناطق أخرى.

وهذا ما تتسم به القوات الحكومية حيث تحارب هذه القوات جنباً إلى جنب مع قوات سوريا الديمقراطية “قسد” المسلحين الموالين لتركيا في أرياف الحسكة والرقة وحلب شمالي سوريا.

وأمس الأحد، قصف الجيش السوري بالمدفعية الثقيلة تجمعات لفصائل معارضة موالية لتركيا بريف تل تمر الغربي بعد تسلل عناصر من الأخيرة.

وأول أمس السبت، قال مصدر عسكري حكومي إن القوات الحكومية دفعت بتعزيزات عسكرية جديدة إلى خطوط المواجهة في منبج مع “العدو على خطوط التماس المباشر لردع أي عدوان” في إشارة إلى فصائل المعارضة المولية لتركيا.

وفي الوقت نفسه تحرض القوات الحكومية المسلحين الموالين لأحمد الخبيل قائد مجلس دير الزور العسكري المعزول وتدعمهم في محاربة “قسد” في أرياف دير الزور، بحسب وسائل إعلام عالمية ومحلية.

وأول أمس السبت، أفادت ثلاثة مصادر أمنية خاصة بعبور ليث نواف البشير، نجل نواف البشير شيخ عشيرة البكارة الموالي للقوات الحكومية وبتسهيل منها، من مناطق غربي الفرات إلى شرقها.

والخميس الماضي، قالت مصادر أمنية وميدانية من مناطق متفرقة في ريف دير الزور الشرقي، إن عناصر من الأمن العسكري التابع لحكومة دمشق يستهدفون حواجز لـ”قسد” في المنطقة وينسحبون.

أطراف متداخلة

قال الكاتب والمحلل السياسي حسين عمر، إن الوضع معقد على الساحة السورية بشكل عام وهذا الوضع ينطبق على شمال شرقي سوريا إن كان في منبج أو في دير الزور.

وأضاف، لنورث برس، أن كل الأطراف المتدخلة في الأزمة السورية وكل الأطراف السورية المشاركة في الصراع السوري جميعهم يبنون علاقات غير متكافئة مع هذه الجهة أو تلك، فهناك أرضية أو هناك ظروف تفرض هكذا اتفاقيات بين الأطراف بشكل عام.

وبين أنه مثلاً “عناصر المعارضة الموالية لتركيا من بينهم معارضون لبعضهم البعض، ولكن لهم اتصالات بين بعضهم ويقتلون بعضهم ويتحاربون ويتفقون على بعض مسائل، وخاصة إذا كان الموضوع يتعلق بالإدارة الذاتية وشمال شرقي سوريا”.

وكذلك الحكومة السورية بهذا الشكل فلها مواقف واضحة من “قسد” والإدارة الذاتية بالرغم من أن “الأخيرة قد حمت الأراضي السورية وأمنت وساعدت شعوب ومكونات المنطقة في الحفاظ على ذاتها وإدارة نفسها بنفسها.

تواجد أميركي

لكن المحلل السياسي يقول إنه ومما سبق فإن “النظام السوري يرى أن هناك خطورة تنبع من الشراكة الموجودة بين قسد والأميركيين، ففي دير الزور هناك الأميركيون أما في منبج فهم غير موجودين ومن الطبيعي وجود قوات للنظام في تلك المنطقة على الحدود”.

وبين أن “الخلافات التي ظهرت على السطح بين تركيا وروسيا بعد الانتخابات وتأييد أردوغان العلني لأوكرانيا وعدم اعترافه بالقرم ومحاولاته التقرب من الغرب أكثر من قبل هو ما دفع روسيا لأخذ مواقف متشنجة من تركيا وخاصة في سوريا، وهذا الأمر ظاهر تماماً حيث تصعيد الطيران الروسي”.

وأشار عمر إلى أن “جود القوات الحكومية في منبج وتل تمر يدفعها بالضرورة أن تدافع عن نفسها بالدرجة الأولى”.

وذكر أنه “كذلك بالنسبة لقسد فوجودها يدفعها للدفاع عن نفسها ضد قوى تهاجم مراكز تمركز الطرفين”.

وبين أنه “لهذا تضطر القوات الحكومية للدفاع عن نفسها أو حتى تقاتل جنباً إلى جنب مع قسد ضد تلك المجاميع الإرهابية الموالية لتركيا وهذا ما ظهر في اليومين الأخرين”.

وضع مختلف

لكن المحلل السياسي يرى أن الوضع في دير الزور مختلف ومعقد أكثر، فهناك قواعد أميركية والحكومة ترى أن أميركا تنهب خيرات البلد، وأن هناك قرار إيراني بزعزعة استقرار هذه القوات ومحاولة طردها.

وقال إن “القوات الأميركية عملت على إنشاء جيش من العشائر كما فعلت في العراق فهي تحاول جمع عشائر من الشمر في أقصى الشرق إلى عشائر مناطق التنف”.

وذكر أن “هناك تخوف إيراني من هذا الموضوع لذلك إيران والنظام السوري استفادوا من الفرصة التي وقعت في أيدهم بعد كشف أوراق أبو خولة واعتقاله”.

وتمردت بعض القوات التابعة له واستفادت بعض الشخصيات البارزة في العشائر وليس زعماء العشائر كما استفادت الجهات المرتبطة بالحكومة السورية، من هذا الموضوع ووقفت إلى جانب تلك العناصر المتردة على قرارات قسد، بحسب المحلل.

وأضاف: “بدأوا بتحركهم بدعم من الحكومة السورية كما جاء في بيان قسد، وخاصة عناصر الدفاع الوطني على الطرف الآخر من نهر الفرات من جماعة نواف البشير وغيرهم”.

هذا الأمر سبب بعض المنغصات في التعاطي بين الحكومة وقسد، ولكن في الوقت نفسه هذا الأمر “لن يستمر طويلاً لأن النظام لم يخسر شيئاً في دير الزور لأنه لم يتدخل بشكل علني، بل الذين خسروا هم الذين حاولوا أن يمثلوا النظام في تلك المنطقة وبعض الشخصيات من بعض العشائر ومنها داعش أيضاً خسرت في هذه العملية”، بحسب عمر.

وأشار إلى أن “المعارك التي تجري في منبج وتل تمر لصد هجمات المجاميع الإرهابية التابعة لتركيا، فقوات النظام مشاركة فيها فعلياً وهذا يدفع بأن يبقى هذا التنسيق الحدودي بين قسد والقوات الحكومة ويستمر وكذلك التنسيق بين روسيا وقسد سيستمر”.

وبين عمر أن هذا المتناقضات ستستمر ضمن حدود سوريا، متناقضات العلاقة بين الأطراف بشكل عام بين القوى النافذة والقوى الموجودة على الأرض داخل الحدود السورية إلى أن يكون هناك حل سلمي للمقتلة السورية بشكل عام.

إعداد وتحرير: محمد القاضي