ظاهره إدانة وباطنه تأجيج.. موقف المعارضة المرتبطة بتركيا من أحداث دير الزور

غرفة الأخبار- نورث برس

برز في مشهد الأحداث التي تشهدها مناطق بريف دير الزور الشرقي شرقي البلاد منذ نهاية الشهر الماضي، موقف المعارضة السورية المرتبطة بتركيا، التي استماتت في إبداء حرصها الشديد على عشائر المنطقة، موجهة جام حقدها على قوات سوريا الديمقراطية ومتناسية انتهاكات فصائلها المسلحة بحق سكان عفرين شمال حلب، وفقاً لعشرات التقارير الحقوقية والصحفية.

بدأت الأحداث في ريف دير الزور منذ السابع والعشرين من آب/ أغسطس الفائت، بعد إعلان ” قسد” عن حملة أمنية لملاحقة خلايا لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، ومتورطين بجرائم وانتهاكات بحق السكان.

وكانت قد أوضحت في بيان أن العملية “محددة الأهداف” وجاءت تلبية لمطالب شيوخ عشائر في المنطقة بضرورة “ملاحقة الخلايا الإرهابية، وتجفيف مصادرها”.

وبعد اعتقال المتورطين بالانتهاكات حاول هؤلاء تجييش سكان دير الزور، وأبناء العشائر، ضد “قسد”، وفقاً لبيانات صدرت عن شيوخ ووجهاء عشائر مشيرة إلى جود فتنة تنفذها أجهزة “النظام” السوري بالتنسيق مع “الميليشيات” الإيرانية وفصائل موالية لتركيا.

من يؤجج الفتنة ويدعو لها؟!

مع دخول الأحداث في ريف دير الزور يومها الثامن، ما انكفأ ممثلو الائتلاف السوري المعارض عن إصدار بياناتٍ في ظاهرها إدانة واستهجان، وباطنها تأجيج للفتنة لضرب الاستقرار في تلك المناطق.  

كما تعمل فصائل المعارضة من الجيش الوطني الموالي لتركيا، في المناطق التي تسيطر عليها بريف حلب بعمليات تحشيد وتجميع المسلحين بهدف زجهم في معركة دير الزور.

وذهب الأمين العام للائتلاف هيثم رحمة،  إلى اتهام قوات  ” قسد”  بأنها “تتخذ من المشكلات بينها وبين شركائها ذريعة لاستباحة مناطق دير الزور والقضاء على الحراك الثوري فيها، لا سيما بعد مشاركة أبناء المنطقة في مظاهرات داعمة لحراك السويداء ودرعا ضد نظام الأسد”.

ولكن الحراك انتهى بما شهدته المنطقة من أعمال تخريب نفذها مسلحون “يخدمون أجندات خارجية”، طالت المؤسسات الرسمية والخدمية للإدارة الذاتية، بالإضافة لسرقة محتويات المراكز الأمنية والمرافق العامة وتخريبها، وفقاً لتقارير إعلامية.

وتستهدف الأعمال التخريبية تلك، سكان المنطقة ، دون أن يمت ما تشهده دير الزور إلى العشائرية بصلة، إذ إن من يديرون دير الزور هم أبنائها، وهو ما تُغفله جهات بعيدة عن أرض الواقع.

وتناسى المسؤول في المعارضة أن المتظاهرين لطالما نددوا بالمعارضة السورية المرتبطة بتركيا، داعين إلى إسقاطها والحكومة السورية معاً.

وبلغة طغت عليها إثارة الفتنة وجه “رحمة” خلال بيانه نداءـ  إلى  أبناء العشائر الذين يشكلون القسم الأكبر من قوام قوات سوريا الديمقراطية “للانشقاق عنها بشكل مباشر واللجوء إلى أهلهم من أبناء العشائر المنتفضة” على حد وصفه. في إشارة إلى العشائر المرتبطة بإيران وروسيا هناك.

تجييش إعلامي

في الجانب الإعلامي للمعارضة السورية المرتبطة بأنقرة طغى على مضامين أخبارها وتقاريرها الإعلامية في تغطية الأحداث في دير الزور، الجانب التحريضي والتهويل بناءً على تزييف الوقائع التي تحدث على أرض الواقع.

وتناقلت حسابات وصفحات سورية معارضة، وأخرى موالية للحكومة السورية، خلال الأيام الماضية، تسجيلات مصورة، وصوراً، وأخباراً، قالت إنها جرت في سياق المواجهات التي جرت بأرياف دير الزور، بين قوات سوريا الديمقراطية، وعناصر من العشائر.

ولكن منصة “True “، عملت على تفنيد هذه الفيديوهات من خلال التحري عبر محرك البحث غوغل، والعودة إلى بعض الحسابات الرسمية، وتبيّن أن العديد من الحسابات نشرت أخباراً وصوراً وفيديوهات مضللة، منها ما نشرته صفحة، “تل براك الجزيرة السورية”، التي يتابعها (‏٥٦ ألف‏ ‏شخص‏).

وتهدف هذه الحسابات والقنوات والمواقع الإخبارية، من خلال نشرها لهذه المقاطع المزعومة، لزيادة التوتر والفتنة وتأجيج الوضع في دير الزور بشكل خاص وشمال شرقي سوريا بشكل عام.

أنقرة تعلق على الأحداث

والجمعة الفائت، علقت  وزارة الخارجية التركية في بيان، على أحداث دير الزور بأنها “تتابع عن كثب وقلق الاشتباكات التي تدور في ريف دير الزور شرقي سوريا”.

واعتبرت الخارجية التركية “المعركة الحالية بين قسد والعشائر العربية”، في حين اعتبرت قسد أن تلك “دعاية إعلامية كاذبة لا صحة لها”.

وقالت القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية في بيان سابق إن موقفها “ثابت بحماية المنطقة بمواجهة أي محاولة للفتنة متهمة قوى خارجية باستغلال عملية تعزيز الأمن في دير الزور عبر نشر دعايات كاذبة”.

إعداد وتحرير: مالين محمد