بالصور – شوارع حلب شبه خالية في ظل أزمة البنزين

حلب – سام الأحمد – NPA
“بهاي الشوارع مد ونام” بهذه الكلمات عبر أبو أحمد (55 عاماً) عن أسباب خلو الشوارع وندرة حركة السيارات في طرقات مدينة حلب، وهو يعبر حي “الجميلية” باتجاه حي “الفيض” غرب المدينة.
المدينة الكبيرة مقارنة مع المدن السورية الأخرى، والتي كانت تعد العاصمة الاقتصادية لسوريا، تبدو شوارعها اليوم خالية تقريباً، باستثناء بعض المارة والسيارات.
وتعاني طرقات حلب شللاً شبه تام وغياباً للازدحام الذي اعتاده أهاليها، وذلك بسبب فقدان الوقود وأزمة البنزين التي وصلت لمدينة حلب بعدما انتشرت في الجغرافية السورية التي تسيطر عليها قوات الحكومة السورية. 
فأزمة البنزين هذه ألقت بظلالها الثقيلة على حركة السير وتنقلات المواطنين والموظفين الحكوميين، فوسائل النقل العامة مجملها تعمل على الديزل، ولاسيما بأن آليات النقل الداخلي والباصات الخاصة لم تعد تفي بالحاجة في ظل الازدحام الكبير عليهم وخاصة في ساعات الذروة بفترة الظهيرة.
بينما الطلبة لا يستطيعون تحمل التكاليف المرتفعة لوسائل النقل، فيفضلون السير على الأقدام وقطع مسافات طويلة للوصول إلى جامعاتهم.
أمّا من ليس لديه عمل ملزم به أو أمور تضطره للتنقل فقرر المكوث في المنزل.
وتأتي هذه الأزمات الاقتصادية بعد معاناة أهالي حلب لمدة خمس سنوات من المعارك الدائرة بين طرفيها الغربي والشرقي وتدمير أجزاء كبيرة من مدينتها القديمة المصنفة على لائحة  اليونسكو للتراث العالمي.
ضعف في الأسواق بشكل ملحوظ وبنسب تصل لأقل من النصف مما كانت عليه قبل شهر، وشوارع شبه خالية، وضعفاً في الإنتاج المحلي، كل هذا بسبب أزمة البنزين التي باتت الشاغل الوحيد لأهالي حلب كما عموم السوريين في مناطق سيطرة الحكومة السورية بعد انتهاء أزمة الغاز قبل شهرين.
 تتفاقم أزمة المشتقات النفطية في سوريا بشكل لم يسبق له مثيل حتى خلال سنوات الحرب، حيث تعاني مناطق سيطرة الحكومة السورية من نقص حاد في بنزين السيارات ما دفعت بالحكومة إلى تخفيض الكميات المخصصة للسيارات الحكومية والخاصة.
وتتقاسم الحكومة السورية وقوات سورية الديمقراطية السيطرة على حقول النفط، ولكن غالبية حقول النفط تسيطر عليها قوات سورية الديمقراطية في محافظتي الحسكة ودير الزور، وتنحسر سيطرة الحكومة السورية على الحقول في مناطق غرب الفرات، في دير الزور وسلسلة الجبال التي تعرضت للتخريب خلال المعارك مع تنظيم “الدولة الإسلامية”.