بالتزامن مع تحركات لـ “داعش”.. “قسد” تطلق حملة جديدة لتعزيز الأمن

الرقة – نورث برس

منذ مطلع العام الجاري، أطلقت قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، عدة حملات استهدفت الحد من نشاط تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، في ظل تصاعد وتيرة نشاطه بين الحين والآخر، ومهاجمته للقوات الأمنية والعسكرية.

كان آخر الحملات، العملة الأمنية التي أطلقتها “قسد” أمس الأحد، لملاحقة خلايا تنظيم “داعش”، بدير الزور، بدعم ومساندة قوات التحالف الدولي، حملت اسم عملية “تعزيز الأمن”.

في حصيلة أولية للحملة، بعد اقل من يوم على إطلاقها، قال فرهاد شامي مسؤول المركز الإعلامي لـ “قسد” في تصريح لفضائية “روناهي”، إن الحملة أسفرت عن اعتقال 13 شخصاً، ومقتل آخرين رفضوا تسليم أنفسهم.

وأضاف أن القوات المشاركة في الحملة اعتقلت 5 عناصر في تنظيم “داعش”، بالإضافة لاعتقال 8 آخرين يحملون مواداً مخدرة، ومقتل 3 مسلحين رفضوا تسليم أنفسهم.

وقالت “قسد” في بيان إعلانها للحملة إنها كانت نظراً لما مرت به منطقة دير الزور من عمليات وصفتها بـ “الإرهابية” استهدفت السكان ووجهاء المنطقة والقوات الأمنية من قبل خلايا تنظيم “داعش”.

وأشارت إلى أن “هذه العملية محددة الأهداف وتأتي امتداداً للعمليات السابقة في الجزيرة ومنطقة الرقة، وتهدف إلى القضاء على بقايا خلايا تنظيم داعش ومنع عملياتهم المحتملة، وكذلك تعقب المجرمين الذين ارتكبوا المظالم بحق السكان وإنفاذ القانون”.

خلال الفترة الماضية، تصاعدت تحركات خلايا تنظيم “داعش” في مناطق الإدارة الذاتية ومناطق سيطرة القوات الحكومية، نفذ عدد من الهجمات كانت “دامية” ضد القوات الحكومية وأسفرت عن مقتل عشرات الجنود في الجيش السوري والفصائل الموالية له.

رغم الحملات الأمنية للقوات الحكومية و”قسد”، إلا أن التنظيم لم ينته بعد ولا زال يشكل تهديداً على حياة السكان لا سيما في شرقي سوريا، حيث النشاط الأكثر لخلاياه.

تستمر “قسد” بإطلاق الحملات الأمنية التي تستهدف خلايا التنظيم والحد من نشاطه، بعضها حملات واسعة على مستوى المناطق، بالإضافة للعمليات المحدودة التي تستهدف أشخاصاً بعد عمليات استخباراتية.

غالباً ما يشارك التحالف الدولي، بالحملات الأمنية والعمليات محددة الأهداف، بإسناد جوي وتقديم معلومات استخباراتية.

قبل ذلك، أطلقت “قسد” حملة صاعقة الجزيرة في الحسكة وبالقرب من الحدود العراقية، أسفرت، عن إلقاء القبض على أكثر من مائة عنصر من التنظيم، و154 مشتبهاً بانتمائهم له، وضبط العديد من الأسلحة.

وبعدها بأقل من شهر، أطلقت “قسد” حملة “الانتقام لشهداء الرقة”، في الـ 25 من كانون الثاني/ يناير الماضي، في مناطق الرقة والطبقة وصرين وأريافها، بالاشتراك مع الأمن الداخلي “الأسايش” وبإسناد ودعم من التحالف الدولي.

إذ أسفرت الحملة عن اعتقال 127 عنصراً ينتمون لـ ‘‘داعش’’ في مقدمتهم  “والي الرقة”، بالإضافة لتفكيك خلية متورطة بالهجوم على مركز الأمن الداخلي في الرقة نهاية العام الفائت.

ساهمت الحملات الأمنية إلى حد ما، بالحد من خطورة التنظيم وتراجع هجماته في مناطق الإدارة الذاتية، لكن لم تنه وجوده كاملاً.

بحسب إحصائية لقسم الرصد والتوثيق في نورث برس، بلغ عدد الهجمات التي نفذها تنظيم “داعش” في سوريا، منذ بداية العام 161 هجمة، منها 70 استهدفت “قسد”، و42 استهدفت قوات حكومة دمشق، بالإضافة لـ 7 ضد الفصائل الموالية لإيران، وكذلك 42 ضد مدنيين.

وبلغ عدد ضحايا نشاط التنظيم في سوريا عموماً 556 شخصاً، قضى منهم 355 شخصاً، وأصيب 201 آخرون.

حيث بلغ ضحايا قوات سوريا الديمقراطية 135، قضى منهم 49 شخصاً وأصيب 86 آخرون، فيما بلغ عدد ضحايا قوات حكومة دمشق 168 شخصاً، قضى 124 شخصاً، وأصيب 44 آخرون.

أما عدد ضحايا الفصائل الموالية لإيران فقد 25 شخصاً، قضى منهم 20 شخصاً، وأصيب 5 أخرين، في حين بلغ عدد الضحايا المدنيين 224 شخصاً، قضى منهم 162، وأصيب 62 آخرون، كما أُصيب 4 اشخاص من التحالف الدولي.

وخلال العام الجاري، بلغت حصيلة العمليات الأمنية ضد التنظيم 114 عملية، 77 نفذتها “قسد”، 20 منها بالتعاون مع التحالف الدولي بينها 7 عمليات إنزال جوي، و 18 من قبل التحالف بينها 13 إنزال جوي،

ونفذت حكومة دمشق 8 عمليات أمنية ضد تنظيم داعش، وعملية واحدة نفذتها تركيا، و5 عمليات أخرى من قبل مجموعات محلية، و5 من قبل جهات مجهولة.

أسفرت جميع العمليات على الجغرافية السورية، عن اعتقال 586 شخصاً من عناصر التنظيم ومشتبه بانتمائهم له، كما قُتل خلال العمليات الأمنية 64 شخصاً، وأصيب 3 آخرون، وفق ما وثّقت نورث برس.

إعداد وتحرير: أحمد عثمان