بأيدٍ إيرانية.. مرحلة جديدة من مراحل استهداف المعارضين في درعا
مؤيد الأشقر ـ درعا
استخدمت القوات الحكومية في الآونة الأخيرة أسلوباً جديداً في عمليات استهداف المعارضين لها في محافظة درعا جنوبي سوريا، حيث يتم استخدام الطائرات المسيرة.
واستهدفت القوات الحكومية عدداً من منازل أشخاص عملوا في التشكيلات العسكرية المعارضة في ريف درعا الغربي بطائرات مسيرة ذات الإصابة الدقيقة دون أن تخلف قتلى حتى اللحظة، إلا أن عملية الاستهداف تتسبب بدمار كبير في المنازل.
وقال سمير أبو نقطة، (35 عاماً) اسم مستعار لأحد المعارضين الذين تم استهداف منازلهم، لنورث برس، إن عملية استهداف منزله في مدينة طفس بريف درعا الغربي، عبر طائرة مسيرة قبل شهر تقريباً في ساعات متأخرة من الليل، أسفرت عن دمار هائل في المنزل دون أن تخلف أي إصابات بالرغم من وجود أكثر من 12 شخصاً داخل المنزل معظمهم أطفال.
وأشار “أبو نقطة” إلى أن قوة الانفجار تعني بأن المواد المتفجرة المستخدمة هي من المواد شديدة الانفجار حيث خلفت دماراً هائلاً بالرغم من أن الكمية المستخدمة عبر الطائرة تكون قليلة جداً.
وما يثير مخاوف المعارض، هو أن يكون هناك عمليات استهداف أخرى للمنزل مماثلة للأولى حيث عمل على صيانته، واضطر للخروج إلى منزل آخر برفقة زوجته وأطفاله، بينما رفضت والدته الخروج من منزلها المستهدف.
وأشار “أبو نقطة” إلى أن، “الطائرات المسيرة تحلق في سماء طفس بشكل شبه يومي تقريباً، وكان يسمع صوتها فوق منزلي قبل استهدافه بأيام لكن لم يخطر في بالي أن يكون هناك عملية استهداف للمنزل، بالرغم من استهداف ثلاثة منازل في المدينة قبل منزلي”.
واعتبر أن هذه “مرحلة جديدة من مراحل عمليات استهداف المعارضين بدلاً من عمليات الاغتيال التي بات يعرفها الجميع وهي الاستهداف عبر مجهولين بالرصاص”.
ومن جانبه تحدث مصدر خاص لنورث برس، بأن الملعب البلدي في مدينة درعا هو مركز عمليات وتدريب عناصر القوات الحكومية منذ عام 2011، على يد إيرانيين على الطائرات المسيرة.
وأوضح أحد العاملين في مجال الكهرباء، لنورث برس، أنه دخل قبل شهرين إلى الملعب برفقة أحد الورش لصيانة كبل كهربائي، ليلاحظ “وجود ثلاث شخصيات إيرانية عسكرية ويرافقها مترجم، ويعملون على تدريب عناصر القوات الحكومية على استخدام الطائرات المسيرة”.
وقال المصدر انه لم يتوقع بأن تكون هذه الطائرات “تحمل مواد متفجر وتستخدم لاستهداف المنازل، حيث اعتقدنا أنها طائرات تستخدم للتصوير”.
وأشار المصدر إلى أنه، وبعد أن بدت تنتشر أخبار استهداف منازل معارضين عبر طائرات مسيرة، “تأكدت وقتها أنها هي ذاتها التي كان يتدرب عليها عناصر القوات الحكومية”.
وقال عبد القادر الزوباني، (42 عاماً) اسم مستعار لأحد عناصر المعارضة سابقاً في بلدة اليادودة غربي درعا لنورث برس، إن عمليات الاستهداف في الطائرات المسيرة “باتت تشكل تخوفاً لدى الكثير من الأشخاص الذين كانوا في صفوف المعارضة سابقاً”.
وأضاف “الزوباني” أن الطائرات المسيرة تحلق بشكل شبه يومي في سماء بلدة اليادودة، وتم في الأول من شهر آب /أغسطس الجاري استهداف منزل في البلدة يسكنه المدعو أمجد الزعل وهو عنصر في مجموعة محلية وينحدر من منطقة حوض اليرموك غربي درعا.
وأشار “الزوباني” إلى أن الاستهداف لم يتسبب في إصابة أحد إلا أنه أدى إلى زيادة المخاوف بين سكان البلدة خوفاً من تكرار العملية على منازل المعارضين فيها، حيث تحلق الطائرات بشكل يومي.
وأوضح “الزوباني” أن فكرة استخدام الطائرات المسيرة “وراءها أشخاص يعملون للتخلص من شخصيات معارضة في ريف درعا الغربي، بشكل دقيق من حيث استهداف منازلهم بعد الرصد لعدة أيام”.
وأشار “الزوباني” إلى أن الكثير من الأشخاص في بلدة اليادودة غربي درعا، “عملوا على تغيير أماكن سكنهم تفادياً للاستهداف، ومنهم من غادر البلدة إلى بلدات أخرى”.