فادي الحسين – منبج
تتذمر إلهام من الوضع الاقتصادي السائد في منبج، من غلاء أسعار، وانهيار لقيمة العملة السورية، وسط غياب دور المنظمات الإنسانية العاملة في المدينة.
تشتكي إلهام سردار (41 عاماً)، وهي نازحة من دمشق تقطن وعائلتها بمنبج، من تقاعس المنظمات الإنسانية بتأدية عملها، وتقول لنورث برس إن “الحصص الغذائية الإغاثية لا توزع بشكل صحيح على الفقراء والمحتاجين”.
ويعاني سكان أحياء مدينة منبج، شمالي سوريا، من “إجحاف” آلية تحديد مستحقي المساعدات وتوزيعها، وإهمال عائلات محتاجة.
تقول “سردار”، إن “المساعدات تصل للأشخاص الذين ليسوا بحاجتها”، وتشير إلى “تلاعب بالتوزيع”، إذ تصل المساعدات إلى ميسوري الحال قبل الفقراء، وبحسب قولها إن تقييم من هم بحاجة من قبل المنظمات في منبج “محض حبرٍ على ورق”.
وتطالب “إلهام” القائمين على عمل المنظمات الإنسانية والعاملين فيها، بـ”تحكيم ضميرهم وتقديم أكبر كمٍّ من المساعدات”، نظراً لحاجة السكان للمساعدات في هذه الظروف.
ويشكو شيخو محمد (60 عاماً)، من سكان منبج، هو الآخر ضيق المعيشة، وتدهور اقتصاد المنطقة عامةً ومدينة منبج خاصةً، نتيجة انهيار قيمة العملة السورية وارتفاع الأسعار.
وخلال الأسبوع الماضي، تجاوز سعر صرف الدولار الأمريكي حاجز الـ 16 ألف ليرة سورية لكل دولار واحد، ما أدى لارتفاع كبير في الأسعار وصعوبة تأمين ذوي الدخل المحدود من السكان لمستلزمات عائلاتهم.
يصف “محمد” لنورث برس، عمل المنظمات الإنسانية في مدينة منبج بـ”سيء وغير كافٍ”، إذ لا يصل إلى الفقراء والنازحين والمحتاجين في المدينة.
وتضم مدينة منبج قرابة 30 حياً، بينما تستهدف المنظمات العاملة، بعض تلك الأحياء دون أخرى، سواء من توزيع مساعدات إغاثية، أو إقامة ورشات تدريبية والعناية بالمرضى.
يرى “محمد”، أن هناك “تقصيراً كبيراً” في عمل المنظمات الإنسانية في المدينة، و”تلاعباً بتوزيع المساعدات”، إذ يحصل ميسوري الحال على حصص دون الفقراء، من النازحين ومحدودي الدخل، والمفترض أن يكونوا أصحاب الأولوية باستلام المساعدات.
وبعد طرد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، من منبج، توجهت العديد من المنظمات الإنسانية إليها، للعمل وتقديم المساعدات لسكان المدينة والمتضررين من الحرب.
لا يزال بعض تلك المنظمات تعمل في المدينة، لكن الكثير منها انسحب خلال العامين الماضيين، لا سيما بعد الحرب الروسية الأوكرانية.
وتعمل في مدينة منبج ثماني منظمات لتوزيع مساعدات إغاثية أو “كروت مول” مسبقة الدفع تصل قيمتها إلى 100 دولار أميركي، وتصرف مقابل منتجات غذائية وغيرها في محال تحددها المنظمة.
وتقدم منظمات “كونسيرن، البركة، الناس بحاجة، دي سي أي، آكتد، نور المستقبل، سوسن والعافية” مساعدات غذائية وكروت مول وتدريب مهني في منبج، وتهتم بالمعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة، إلى جانب التثقيف الصحي وتقديم خدمات صحية لمرضى السرطان، إلا أن عمل هذه المنظمات لا يصل إلى المستوى المطلوب، بحسب سكان في منبج.
وتعيش آسيا محمد (57 عاماً)، وهي من سكان مدينة منبج، معاناة حقيقة وصعوبات معيشية، نتيجة انهيار قيمة الليرة السورية بأكثر من 300 ضعف قيمتها منذ ما يفوق الـ 12 عاماً، حالها كـحال غالبية السوريين.
زاد انهيار قيمة الليرة السورية أمام العملات الأجنبية، من تردي أوضاع السكان الاقتصادية، بسبب تدني القدرة الشرائية لهم والتضخم الكبير الذي ضرب الأسواق.
ترى “محمد” أن المنظمات الإنسانية التي دخلت مدينة منبج يجب أن تصل إلى كافة فئات المجتمع، وتساعد الطبقة الفقيرة من أرامل وفقراء وذوي مفقودين في الحروب.