أعطال بقناة ري في دير الزور تدفع مزارعين لترك الزراعات الصيفية

إيمان الناصر – دير الزور

يشتكي خالد من عدم وصول مياه الري إلى أرضه، ما سبب له خسائر كبيرة بسبب عدم قدرته على زراعتها بالموسم الصيفي.

منذ سنوات يعاني خالد الخلف (55 عاماً) من سكان منطقة الصور شمالي دير الزور، وأقرانه من قله مياه الري لأراضيهم بحوض الخابور، نتيجة خروج محطة المياه عن الخدمة.

ويشتكي سكان بريف دير الزور الشمالي، شرقي سوريا، من قلة مياه الري لأراضيهم الزراعية، بسبب خروج قسم من قناة ري الخابور عن الخدمة، ما سبب بمشاكل عدة ومعاناة لدى المزارعين.

يعاني “الخلف” وأقرانه مما تسببت لهم المحطة وخروجها عن الخدمة، من عدم القدرة على زراعة أراضيهم التي تعد مصدر رزقهم الوحيد، حيث تحتاج المحطة لإعادة تأهيل، ورغم مطالب المزارعين بضرورة تأهيلها إلا أنها لا زالت خارج الخدمة.

وكما سابقه، يعاني أحمد رياض (65 عاماً)، من سكان قرية أبو صبحة بريف دير الزور الشمالي، من عدم وصول مياه الري إلى أرضه، رغم أنها تصل إلى بعض من الأراضي.

لكن خروج المحطة بقسم كبير منها، منع مياه الري من الوصول إلى مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية.

ويطالب مزارعون بحوض الخابور لا سيما ممن كانوا يستفيدون من قناة الري، بإيجاد حلول بديلة وسريعة لتوفير مياه الري، أو إعادة تأهيل المحطة لزيادة طاقتها لاستجرار مياه الري.

ودفعت قلة المياه، بـ سالم العبد الله (60 عاماً) من سكان منطقة حريزة شمالي دير الزور، بالعزوف عن الزراعة، إذ ترافقت مع ارتفاع تكاليف الزراعة الباهظة من أسمدة وبذور ومبيدات وأجرة حراثة.

لكن، السبب الرئيسي الذي دفعه لذلك قلة مياه الري، وارتفاع أسعار المحروقات وحفر آبار، حيث يصل سعر الليتر الواحد إلى 2500 ليرة، وتحتاج الأرض خلال الرية الواحدة لكميات هائلة، عدا عن أعطال المحرك، وفقاً لقوله لنورث برس.

وقال عبد الحميد الجلاد وهو مسؤول مكتب الري في لجنة الزراعة والري في دير الزور، لنورث برس إن مشروع القطاع السادس مشروعٌ استراتيجي يغذي مساحات واسعة، تبلغ حوالي 120 ألف دونم، وبعد خروج قسم من قناة الري عن الخدمة قامت لجنة الزراعة والري بإعادة تأهيلها.

وأضاف، أن الورش تعمل على إعادة تأهيل جميع الخطوط المتضررة، وفتح الانسدادات وإصلاح جميع الكسور؛ للحد من هدر المياه وجلب جميع المواد اللازمة لهذا المشروع.

وتقوم لجنة الزراعة والري بصيانة محطات ضخ المياه، ضمن المشروع ذاته، والتي تعتبر المرحلة الأهم منه، إضافةً لصيانة بعض آبار الصرف للحفاظ على الأراضي الزراعية من التملح.

ويعزو “الجلاد”، أسباب قلّة مياه الري لعدم اتباع المزارعين للخطة الزراعية المصادق عليها من قبل اللجنة، واتباعهم للدورة الزراعية التكثيفية، مما يزيد الحاجة لاستهلاك المياه.

ويشكل عدم تفعيل آبار الصرف الموجودة في القطاع السادس، كاملةً، والتي يبلغ عددها 84 بئراً، أحد أسباب عزوف أصحاب مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية عن حرثها، بحسب مسؤول مكتب الري.

وشدد على أن عمليات الصيانة الواسعة التي تشهدها قناة الري تسببت بمنع زراعة الموسم الصيفي، مما “ينعكس سلباً على اقتصاد المنطقة”.

كما وجه “الجلاد” نداءً للمنظمات الإنسانية، بالتدخل السريع في مشروع صيانة قنوات ري الخابور، كونه يغذي مساحات زراعية واسعة، نظراً لعدم توفر الإمكانيات المادية الكافية.

تحرير: أحمد عثمان