محاسبة أم مسرحية؟ .. غموض يلف مصير الرجل الأمني الأول في إدلب

غرفة الأخبار- نورث برس

أثار وضع الرجل الأمني الأول في هيئة تحرير الشام ( جبهة النصرة سابقاً)، تحت الإقامة الجبرية بأوامر من  زعيمها الكثير من التساؤلات، وسط غموض حول مصيره وما ستؤول إليه الأمور في مناطق سيطرة الهيئة.

ومنذ 18 حزيران / يونيو بدأت “تحرير الشام” اعتقالات وملاحقات مستهدفة عناصر وقيادات لها بتهمة “العمالة للتحالف الدولي”، ووصلت لتنفيذ حكم الإعدام  بحق بعضهم لكن رجل واحد اثار اعتقاله الكثير من الجدل والتساؤلات وهو أبو ماريا القحطاني المعروف بكونه الرجل الأمني الأول في إدلب وثاني رجل ضمن هيئة تحرير الشام.

وفي تصريح سابق لنورث برس، قال الخبير العسكري العميد أحمد الرحال إن اعتقالات الهيئة “تهدف لإزاحة قيادات خشية حدوث حركة انقلابية ضدها، وتتحجج  بمسألة العمالة لجهات خارجية”.

ومنتصف الشهر الجاري، اعتقلت الهيئة  أبو الوليد العراقي معاون “أبو ماريا القحطاني” بتهمة نقل ملفات ومعلومات حساسة للاستخبارات الدولية.

“تجاوز صلاحياته”

يرى الناطق الرسمي باسم جيش العزة المنضوي في غرفة عمليات “الفتح المبين” التي تتزعمها “تحرير الشام”، العقيد مصطفى بكور، أنه بناءً على البيان الذي أصدرته هيئة تحرير الشام بخصوص القحطاني فإن ما حصل هو تجاوز صلاحياته في التواصل الخارجي.

ويضيف بكور فيما لنورث برس “هذا يعتبر مخالفاً لنظام توزيع الصلاحيات والمسؤوليات ضمن الهيئة، مما استوجب تجميد عمله في قيادة الهيئة”.

وقال الناطق العسكري إن “السرية العالية التي تتعامل بها هيئة تحرير الشام في الملفات الداخلية يجعل من الصعب على اي متابع الوصول الى معلومات مؤكدة”.

“ربما يؤثر هذا الحدث مؤقتاً على الهيئة” ولكن يعتقد بكور أن ” الهيئة تمتلك القدرة على المناورة و ترميم أي شرخ قد يحدث في صفوفها خلال فترة زمنية قصيرة”.

” ليست المرة الأولى “

بينما يقول علي الأمين السويد وهو كاتب ومعارض سوري إنه “لطالما عمل أبو ماريا القحطاني البراغماتي كحلقة وصل بين تنظيم القاعدة الأم، وبين فرعها الذي يقوده أبو محمد الجولاني”.

“وليست المرة الأولى التي يشاع فيها بأن الجولاني وضع القحطاني تحت الإقامة الجبرية بتهمة تشجيع الأخير على التخفيف من التشدد الديني ضمن الهيئة، واليوم يحدث العكس”، بحسب السويد.

ويرى الكاتب السوري إن “القحطاني بطاقة بيد الجولاني يحركها كيفما يتفق مع مصالحه”.

ولا يستبعد علي السويد أن يكون كل ما حدث أمر متفق بين الجولاني والقحطاني.

ويضيف المعارض المنحدر من إدلب أن “هذه المسرحيات المتفق عليها أصلاً، يتم تقديمها على المسرح الدولي كمحاولة لتسويق هيئة تحرير الشام كتنظيم مدني وليس إرهابياً، ولتقديم الجولاني كحاكم مدني لهذه البقعة من الأرض”.

ويرى السويد أن القحطاني لن يمسه أي سوء “فهو في حماية الجولاني”، و قريباً ستخرج نتائج التحقيق، بما يخدم مصلحة الأخير. “وعلى الاغلب سيشاع بأن القحطاني نجح في اثبات براءته”.

إعداد وتحرير: مالين محمد