السويداء.. ما خفايا المشهد العسكري الذي تشهده المحافظة؟
رزان زين الدين ـ السويداء
سيناريوها كثيرة يخلفها المشهد العسكري الذي تشهده محافظة السويداء، جنوبي سوريا، مؤخراً، بدءاً من دخول أرتال لفصائل عسكرية إلى عمق بادية السويداء، وصولاً للإعلان عن تشكيل مجالس عسكرية، ويضاف إلى ذلك عودة التهديد بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، ليعود الجدل داخل شارع المحافظة عن خلفيات هذه التحركات وسط ترقب لما ستؤول إليه الأوضاع.
وتحولت بادية السويداء، لمنطقة صراع، بعد أن استغلت خلال الأعوام الفائتة كمنطقة حرة لتهريب المخدرات، فبين من يريد حماية حدوده باتجاه البادية، وآخر يستقدم عناصر مسلحة لتبقى بادية السويداء تحت سيطرته، يرتسم مشهد لصراع محتمل.

الشيخ سليمان عبد الباقي قائد تجمع أحرار جبل العرب، يقول لنورث برس، إن التحركات العسكرية الموجودة في البادية شرقي السويداء “هي للميلشيات الإيرانية والأفغانية بالإضافة لتواجد ميليشات تتبع لحزب الله مع تواجد لعناصر قوات الحكومة ومليشيات تتبع للأمن العسكري”.
وفي الوقت الحالي، تعمل تلك الفصائل على التمركز شرق السويداء في البادية، التي تمتد للحدود الأردنية.
ويرى “عبدالباقي”، أن حشد هذه القوات هي “محاولة منهم لإبقاء سيطرتهم على البادية، باعتبارها خط لتمرر المخدرات والأسلحة باتجاه الأردن”.
وتتعمد الفصائل الموجودة في بادية السويداء، “وضع مراكز واستقدام قوات جديدة، ومنذ أيام تم إدخال أرتال جديدة لنقاط التمركز شرقي السويداء، بحسب ما ذكر “عبدالباقي”.
وأواخر تموز /يوليو الفائت تم استقدام الآلاف من عناصر الفصائل التابعة لإيران، بحسب تصريح سابق لقائد تجمع أحرار جبل العرب لنورث برس.
ومطلع آب /أغسطس الجاري، انتشر مقطع فيديو يظهر مجموعة عسكرية من أبناء السويداء تدَّعي انتماءها للمجلس العسكري، الذي يضم عناصر منشقين عن قوات الحكومة بقيادة العميد المنشق مناف طلاس.
ومن جهته، شدد الكاتب والسياسي حافظ قرقوط، في حديث لنورث برس، على أن “المجلس حاول التواصل مع عناصر منشقين من السويداء للتمدد على أراضي السويداء وتأمين شعبية له في جميع المناطق”.
في حين لا يعتقد قرقوط، أن يكون للمجلس العسكري حضور في السويداء، وتبقى حركة المجلس محدودة ومرتبطة بتحركات دولية.
ويقول الكاتب والسياسي، إن “هنالك احتمالية لتفعيل دور المجلس العسكري إذا كان يوجد تمهيد دولي، فمهما كان له أعداد في السويداء لكن من بدون دعم دولي سيبقى محصوراً”.
ورقة “داعش”
يرتبط تواجد فصائل عسكرية في بادية السويداء، بهواجس لدى السكان وتخوف من استخدام “داعش” للهجوم على السويداء.
وفي هذا الصدد، يتحدث سليمان عبد الباقي، عن أن المنطقة التي تتواجد فيها هذه الفصائل في البادية، “كانت نقاط تحصُّن لداعش سابقاً”.
في حين يستبعد “عبدالباقي” تواجد عناصر “داعش”، لكنه يتوقع “وجود فلول لداعش تحت مسمى ميليشيات إيرانية”، بحسب ما قال.
ونوه أن بقايا “داعش” اليوم، “تستخدم من قبل النظام والميليشات التابعة له، في حال الهجوم على السويداء أو لتهديد سكان السويداء. فخطر التنظيم مازال مستمراً في البادية الشرقية لمحافظة السويداء”.
ويشدد “عبد الباقي” على أن “النظام سيلجأ لاستخدام العصابات رغم محاربة سكان السويداء لها باستمرار، ويعمل اليوم على تعزيز الميليشيات العسكرية وبقايا أفراد العصابات، في محاولة منه لتثبت وجوده في السويداء”.