فادي الحسين – منبج
عانى عبد الله من عدم توفر مياه الشرب في الحي الذي يسكنه في الأطراف الغربية لمدينة منبج، إذ إن المياه لم تصل لحيّه منذ قرابة العشر سنوات.
بدأ عبد الله العبد الله (47 عاماً) من سكان مدينة منبج، بحفر البئر أمام منزله لتأمين مياه الشرب إذ إن شرائها من الصهاريج أتعب الرجل.
ويشتكي سكان في منبج، شمالي سوريا، من الانقطاع المستمر لمياه الشرب، في ظل الارتفاع الكبير بدرجات الحرارة، وسط استمرار حبس تركيا لمياه الفرات عن الاراضي السورية.

يضيف “العبد الله”، لنورث برس، بأن حفر البئر مكلف حيث يتجاوز الـ 400 دولار أمريكي، بالإضافة لتكلفة شراء الغطاس والمعدات الأخرى، ويتوقع أن تصل تكلفته لما يقارب ألف دولار أمريكي.
وما دفع الرجل لحفر بئر، ارتفاع سعر شراء المياه من الصهاريج الجوالة، إذ يصل سعر الخزان سعة 1000 ليتر، لأكثر من 25 ألف ليرة، كما أن أصحاب الصهاريج يتحكمون بالأسعار فقد يرتفع السعر لما هو عليه الآن.
ورغم أن المياه لا تصل لمنزله، أو حتى لحيّه إلا أن “العبدالله” يدفع الفواتير للشركة، على حد قوله.
ويشتكي سكان في منبج من ندرة المياه، التي تترافق مع قلّة في ساعات وصل الكهرباء، كما يشتكي آخرون من عدم توافق ساعات وصل الكهرباء، مع وصل المياه، إذ إن ضعف المياه يتطلب محركان لرفعها، لا سيما في الأبنية الطابقية.
ويشتكي خلف العيسى (60 عاماً) من سكان مدينة منبج، هو الآخر من انقطاع مياه الشركة، إذ لم تصلهم منذ قرابة الشهر.
ما أجبر الرجل على دفع مبلغ 350 دولار، وهي تكلفة حفر البئر، بالإضافة لتعبئة خزان مياه وصل سعره لـ 35 ألف ليرة، فيما كان يُباع بـ 8 آلاف.
ويحتاج “العيسى” لخزان مياه كل يومين، الأمر الذي يُثقل كاهله، حيث أنه عاطل عن العمل، وسط ظروف معيشية واقتصادية صعبة يعيشها وسكان منبج.
وكما سابقيه، يعاني محمود الدرويش (23 عاماً)، وهو من سكان مدينة منبج، من انقطاع المياه وغلاء أسعار بيع صهاريج المياه، التي باتت تثقل كاهل السكان، لا سيما محدودي الدخل.
ويصف الشاب حفر البئر بـ”المجازفة”، حيث أن احتمال عدم نجاحه متوقع إلى حد بعيد، بعد تعب وعناء ودفع تكاليف باهظة، تبلغ في حدها الأدنى 350 دولار أمريكي.
ويشير “الدرويش” إلى أن غالبية سكان منبج غير قادرين على دفع تكاليف حفر الآبار، وسيضطرون للاستمرار بشراء المياه، والبقاء تحت رحمة أصحاب الصهاريج الذي يتحكمون بسعر البرميل الواحد، وربطهم سعر المياه بالدولار.
وتستمر تركيا بقطع مياه نهر الفرات منذ شباط/فبراير عام 2020 دون الاكتراث بمصير ملايين من السكان في مناطق شمال شرقي سوريا.
وبحسب الاتفاقية الموقعة بيت تركيا وسوريا في العام 1987 تكون حصة سوريا من نهر الفرات 500 متر مكعب من المياه في الثانية اما الان لاتصل الى الاراضي السورية سوى 200 متر مكعب من المياه في الثانية أي ما يعادل نصف الكمية.
ونتيجة قلة مياه الشرب التي تأثرت بانخفاض منسوب الفرات، يقول محمد الإبراهيم (52 عاماً)، وهو صاحب حفّارة آبار، إن هناك ضغط كبير عليهم في العمل، بسبب إقبال سكان منبج على حفر الآبار، بسبب أزمة المياه الخانقة التي تواجههم.
ويضيف لنورث برس: “منسوب المياه الجوفية كان في السابق مرتفع، حيث تخرج المياه عند عمق 90 متراً، بينما أصبحت في الوقت الحالي حتى الـ 150 متراً”. وتبلغ تكلفة حفر بئر بعمق 100 متر، 200 دولار أمريكي.