قمع المعارضين سمة تواظب عليها الحكومة في درعا

درعا – نورث برس

مرت خمسة أعوام على سيطرة القوات الحكومية على درعا وريفها، إلا أن هذه السيطرة لم تستطع تطويع سكان المحافظة التي انطلقت منها شرارة الاحتجاجات في عام 2011.

يقول مراقبون إن حكومة دمشق تحاول التخلص من معارضيها في درعا لبسط سيطرتها هناك بشكل فعلي، وتستخدم أساليب مختلفة لتحقيق أهدافها بالاعتقال تارة والاغتيال تارة أخرى.

ويشير المتحدث باسم موقع “18 آذار” أسامة المقداد، لنورث برس، إلى أنه بالرغم من فرض اتفاق التسوية في عام 2018، “لم تشهد محافظة درعا تهجيرًا للثوار والمعارضين لنظام الأسد” إنما حدث العكس بحسب قول المقداد فقد استمرت المجموعات والتشكيلات العسكرية في المنطقة، واستمروا في الوقوف بوجه الأسد.

ويبين أن وجود المعارضين في درعا يبعث الخوف والهلع في نفوس أعضاء “النظام الأسدي”، بعد أن فشلوا في تحقيق السيطرة الكاملة على هذه المنطقة على مر السنوات الخمس الماضية ولغاية الآن.

وتستمر في درعا وريفها مشاهد الوقفات والاحتجاجات المستمرة على مدار السنوات الخمس الماضية، و”هي دليل واضح على استمرار الفكر الثوري المعارض بدرعا”، بحسب ما ذكره “المقداد”.

ملاحقة المعارضين

وفي هذا الصدد بين المتحدث باسم موقع “18 آذار” أن هناك عدة عوامل تلعب دوراً حاسماً في استمرار ملاحقة الحكومة للمعارضين في درعا.

ويأتي في مقدمتها رغبة دمشق في الحفاظ على الاستقرار السياسي، وتعتبر أن ملاحقة المعارضين هي وسيلة حاسمة للحفاظ على الاستقرار السياسي وتفادي عودة الاضطرابات والاحتجاجات التي هزت الحكم في سوريا، بحسب ما قاله المقداد.

ويشدد أن الحكومة السورية تسعى إلى محاولة السيطرة الأمنية داخل درعا، حيث تعتبر أن “ملاحقة المعارضين وقمع حركة المعارضة جزءً لا يتجزأ من استراتيجيتها للحفاظ على السيطرة الأمنية ومنع أي تحديات لسلطتها المستبدة”.

ويعتبر المتحدث باسم موقع “18 آذار” أن للضغوط الدولية دور بارز في استمرار ملاحقة المعارضين، “إذ تشعر الحكومة بأن الإدارة الدولية قد تستخدم المعارضين وتستعين بهم لإسقاطها، ومن هنا تنشأ ضرورة إظهار قدرتها واستعدادها لمواجهة أي تحديات تنطلق من الداخل أو الخارج”.

فشل سياسة القمع

وينوه المقداد في حديثه إلى فشل سياسة القمع التي اتبعتها الحكومة منذ عام 2011، “فعلى الرغم من القتل الجماعي والاعتقالات التعسفية لآلاف الأبرياء، فإنها فشلت في استعادة السيطرة وإعادة الخوف إلى قلوب السكان”.

درعا وخوف الحكومة
يقول الصحفي والباحث حسام البرم المقيم في فرنسا، لنورث برس، إن الأبعاد السياسية في ملاحقة معارضي درعا “بسبب الأهمية الجيوسياسية للمنطقة”.

ويضيف أن درعا تعتبر بوابة على الجانب العربي “ما يمنحها أهمية تنعكس عليها بشكل كبير من خلال تركيز الحكومة عليها في محاولة التخلص من معارضيها في درعا”.

وأوضح أن البنية المحلية في درعا خلال فترة سيطرة الحكومة، “أصبحت مستعدة ومهيئة ومنظمة بسبب الضائقة الاقتصادية وضعف الخدمات أو حرمانها من الخدمات”.

إعداد: إحسان محمد – تحرير: محمد القاضي