الطاقة البديلة مشروع صعب المنال لمعظم مزارعي الجزيرة السورية

دلسوز يوسف ـ القامشلي

ضمن حقله القريب من الطريق الدولي M4 بريف القامشلي، يتذمر المزارع فهد عثمان من ارتفاع تكاليف مولدة الديزل لاستجرار المياه وري محصوله الصيفي والشتوي، في مساحة تقدر بـ120 دونماً.

فارتفاع تكاليف تشغيل مولدة الديزل وما تحتاجه من وقود وزيت وصيانة، لا تبقي لـ”عثمان” سوى مردودٍ قليل من الإنتاج.

ويتحسر المزارع على عدم توفر الإمكانيات المادية لديه، يقول لنورث برس: “لو كان لدي الإمكانيات لقمت بتركيب ألواح الطاقة الشمسية فالفرق بينها وبين المولدة كثير، الطاقة البديلة نسقي بلا مصروف وهذا منفعة للمزارع لعدم وجود أعطال، ومناخنا مهيئ لتركيب ألواح الطاقة باعتبار حرارة الشمس قوية”.

ويضيف: “مع تركيب منظومة طاقة شمسية، فإنه مهما بلغت تكاليف زراعة وجني المحصول، فستعود بفائدة أكبر على المزارع، باعتبار أن صرفها أقل مقارنة مع المولدة”.

لكن رزوق عيسى، من بين قلة قليلة من المزارعين الآخرين، قام بتركيب ألواح الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء بالقرب من حقله المزروع بأصناف عدة من الخضروات، بريف القامشلي، لتكون بديلاً عن المحرك الذي يعمل على الديزل.

وبالقرب من حقله في قرية تل خنزير غربي القامشلي، يقول عيسى (65 عاماً) لنورث برس: “جلبت ألواح الطاقة قبل 8 أشهر كبديل عن مولدة الديزل، كون الأخيرة تسببت لنا بمعاناة في ظل صعوبة الحصول على المحروقات وارتفاع أسعارها إلى جانب كثرة أعطالها”.

وبسبب غياب الكهرباء الرئيسية وارتفاع تكاليف تشغيل مولدات الديزل، اضطر مزارعون لتركيب ألواح الطاقة الشمسية بين حقولهم ولا سيما أن الزراعة هي مصدر الدخل الرئيسي لغالبية سكان الجزيرة السورية.

ووضع ‘‘عيسى’’ 15 لوحاً بتكلفة 5 آلاف دولار أمريكي، تمكنه من تشغيل مضخة الري من بئره، لسقاية 50 دونماً من المحاصيل الشتوية والصيفية.

وخففت الطاقة الشمسية على المزارعين الذين قاموا بتركيبها تكاليف كثيرة منها الديزل والأعطال المستمرة في المولدات.

ويقول: “ألواح الطاقة مكلفة جداً، لكنها أفضل من المولدة، فهي طاقة نظيفة ومريحة بالنسبة لنا كمزارعين”.

وتكبد المزارعون في الجزيرة السورية، خلال العاميين الفائتين خسائر في محاصيلهم بسبب الجفاف وشح الأمطار، ما أضعف من قدرتهم الشرائية.

ويشير نبيل حمي، صاحب محل لبيع ألواح الطاقة الشمسية في القامشلي، أن مبيعاتهم للمزارعين قليلة وتتركز أغلبها للمنازل.

ويقول من داخل محله لنورث برس: “للمزارعين رغبة كبيرة في شراء الطاقة الشمسية، لكنهم يواجهون صعوبات من الناحية المادية، مثلاً من يملك 50 دونماً، يحتاج لأكثر من 6 آلاف دولار لتركيب منظومة طاقة شمسية”.

ويوضح أن المزارعين الذين لديهم إمكانيات مادية، يقومون بوضع الألواح لمشاريعهم المتوسطة، “أما المشاريع الكبيرة فتكلف منظومة ألواح الطاقة نحو 9 آلاف دولار وأكثر”.

ويشكو المزارعون من قلة المستحقات التي يحصلون عليها من المازوت لسقاية محاصيلهم، وهو ما دفع بالكثير منهم لشرائها بأسعار مرتفعة من السوق السوداء.

وبحسب مزارعين، فإن هذه المصاريف تقلل بشكل كبير، من نسبة أرباح الإنتاج لمحاصيلهم التي ينتظرونها طيلة العام.

تحرير: تيسير محمد