إحسان محمد ـ درعا
عملت القوات الحكومية خلال الخمس سنوات الماضية التي تخللت سيطرتها على محافظة درعا بدعم من روسيا وإيران على تجنيد قادة في فصائل المعارضة ضمن الأفرع الأمنية ومنحهم صلاحيات مكنتهم من زيادة سطوتهم على المدنيين وارتكاب انتهاكات بحقهم وهذا ما تريده القوات الحكومية، بحسب السكان.
أنور الزعبي، اسم مستعار لقادة أحد المجموعات المحلية قال لنورث برس إن “النظام السوري عمل بعد فرض سيطرته على الجنوب إلى تجنيد قادة الصف الأول في المعارضة السورية، رغم أنهم خاضوا معارك ضده”.
وأشار إلى أن اختيار هؤلاء القادة “هو معرفتهم الجيدة والواسعة بالمعارضين لهذا النظام”.
وعملت قوات الحكومة على إعطاء هؤلاء القادة “العديد من الميزات والصلاحيات لضمان كسب ولائهم لصفه وأطلق يدهم ضد المدنيين”، بحسب “الزعبي”.
وبعض قادة المعارضة عادوا من دول اللجوء، كعماد أبو زريق الذي عاد من الأردن ومحمد اللحام المعرف بـ”أبو علي اللحام” الذي عاد من تركيا، وتسلم هؤلاء قيادة مجموعات تابعة لفرع الأمن العسكري فور وصولهم.
وأوضح قائد المجموعة المحلية في درعا، أن الأفرع الأمنية “استفادت من هؤلاء القادة بحيث أنهم يتحركون في مدن وبلدات المحافظة بشكل سلس”.
وأردف أنه “بحكم اللهجة والمعرفة بالمدن والبلدات يستطيع هؤلاء القادة تنفيذ أعمال يصعب على ضباط النظام السوري تنفيذها”.
الملاحقات بحق المعارضين لن تتوقف
العميد منير الحريري، المُنشقّ عن القوات الحكومية، والمُقيم في الأردن، قال لنورث برس، إن “الانتهاكات والملاحقات بحق المعارضين للنظام السوري في درعا لم ولن تتوقف”.
وأضاف أن “نظام الأسد فاقد سيطرته على المحافظة، لذلك يعتمد دائماً على عنصري الفتنة والنزاعات وتقويه الخلافات العشائرية، ويعمل على تجنيد خلايا لاغتيال المعارضين ويتخلص من هذه الخلايا بعد انتهاء دورها”.
ورجح الحريري أن يكون الاحتمال الأكبر أن “النظام هو الذي زرعها وفجرها بمصطفى المسالمة ومن معه”، ولا يوجد أي معلومات مؤكدة عن الجهة التي نفذت التفجير.
والأربعاء الفائت، قالت مصادر محلية لنورث برس، إن “خمسة أشخاص قتلوا بينهم صحفي وعناصر للقوات الحكومية بعد استهدافهم بعبوة ناسفة جنوب مدينة درعا جنوبي سوريا”.
وأضافت المصادر أن مراسل قناة سما الفضائية فراس غسان العقايلة، وقائد إحدى مجموعات الأمن العسكري مصطفى قاسم المسالمة الملقب بـ “الكسم”، والمساعد محمد الخلف والمساعد وسام إبراهيم حمود (39)عاماً ومحمد رضوان المسالمة قُتلوا نتيجة استهدافهم بعبوة ناسفة زرعها مجهولين في منطقة الشياح جنوبي مدينة درعا.
ويتوقع الحريري، أن “دور المسالمة قد انتهى بالنسبة للنظام السوري، وأصبح عبئاً على مشغليه، فقاموا بقتله”.
ويتوقع “الحريري”، أن “النظام السوري بقتل مصطفى المسالمة، ربما يبدأ مشروعاً جديداً وهو التقرب من الناس وكسب حاضنة شعبية، وأنه يحارب من يرتكب انتهاكات بحقهم”، مستبعداً في الوقت ذاته أن يكون هناك “أبعاد سياسية لمقتل المسالمة”.
وفي حديث لنورث برس، مع محمد الشرع عضو مكتب توثيق الشهداء في درعا، قال إنه “تم توثيق مقتل 88 قيادياً في المعارضة السورية بمحافظة درعا بعد تسوية العام 2018”.
وأضاف أن بينهم “38 قيادياً قتلوا بعد أن انضموا لصفوف القوات الحكومية، كما أن سبعة قياديين سابقين في المعارضة قتلوا بعد التحاقهم بصفوف اللواء الثامن الذي كان مدعوماً من روسيا قبل ضمه لشعبة المخابرات العسكرية في القوات الحكومية”.
ونوه “الشرع” أن “10 قيادين سابقين في المعارضة قتلوا في صفوف اللجان المركزية وهي أحد المجموعات التي بقيت بدون تبعية لأي جهة، كما أن 34 قيادياً سابقاً في المعارضة السورية قتلوا ولم ينضموا لأي جهة عسكرية أو أمنية بعد التسوية الأولى صيف العام 2018”.
الانتهاكات أدت لرد فعل معاكس
قال أحد الناشطين في محافظة درعا، لنورث برس، إن “الانتهاكات التي ارتكبها قادة في النظام السوري أدت لردة فعل تمثلت بالاستهداف المستمر لهم”.
وأضاف أن “وسيم الزرقان، وهو قيادي سابق في المعارضة السورية، انضم لفرع الأمن العسكري بعد تسوية العام 2018، قتل في أيار/ مايو الماضي، بعد اتهامه باغتيال أحد قادة المعارضة وثلاثة أشخاص آخرين”.
وأشار الناشط، أن هؤلاء القادة أصبحوا “هدفاً مشروعاً للمسلحين المحليين، لأنهم أصبحوا اليد التي تضرب بها الأفرع الأمنية التابعة للنظام السوري”.
وأوضح أن عشرات من هؤلاء القادة “قتلوا على يد مسلحين”، فيما تم استهداف آخرين عدة مرات ونجوا من محاولات الاغتيال.
وأردف أن “بعض هؤلاء القادة قام نظام الأسد بالتخلص منهم بسبب تجاوزهم للصلاحيات الكبيرة الممنوحة لهم”.