تأخر استلام فواتير القمح يرهق مزارعي كوباني
فتاح عيسى- كوباني
رغم مرور 45 يوماً على توريد حج بكري، لما جناه من محصول القمح لمركز استلام صوامع الجلبية، بريف كوباني، إلا أن مستحقاته “فاتورة القمح” لم تُصرف بعد.
ويشكل تأخر صرف فواتير استيراد القمح عبئًا على مزارعي كوباني، إذ يستدينون البذار والسماد لأراضيهم، أثناء موسم الحرث، إضافةً لتكلفة الحرث وردم البذار، ثمّ يسددون ما ترتب عليهم من ديون بعد استلام مستحقاتهم من الجهة المستوردة للمحصول، سواءً مراكز استلام الإدارة الذاتية أو التجار.
إلَّا أنَّ تأخر صرف مكتب النقد والمدفوعات لفواتير القمح يؤرّق مزارعي كوباني، بعد مطالبة مزودي البذار والأسمدة بدفع المستحقات.
يقول حج بكري شيخ علي (60 عاماً) وهو مزارع من ريف كوباني الجنوبي، إن المزارعين مطالبون بدفع ما يترتب عليهم من ديون؛ لسداد تكاليف زراعة القمح “البذار والأسمدة، وأجور الحر، إضافةً لأجور الحصاد” كما جرت العادة بموعد محدد في الأول من آب/ أغسطس.
وبلغت الكمية التي سلمها “شيخ علي” لمركز استلام صوامع الجلبية 28 طناً ونصف الطن من القمح، في 26 حزيران/ يونيو، ولم تُصرف فاتورته بعد، كما قام بتوريد شحنة قمح أخرى لاحقاً، ولا يعلم متى سيستلم فواتيره.
ديونٌ مترتبة على المزارعين
يطالب “شيخ علي” الجهات المسؤولة باستعجال دفع فواتير القمح كي لا يقع المزارعون في مأزق هم بغنىً عنه على حد تعبيره؛ بسبب استمرار مطالبات أصحاب الديون بسداد ما على المزارعين من أموال.
ويضطر معظم المزارعين الذين لم يستلموا صرفيات فواتيرهم لاقتراض المال، لدفع أجور العمال والعتالين، وسداد ثمن البذار والسماد وأجور الحصاد.
وسلّم محمود شيخ إبراهيم (57 عاماً) وهو مزارع من ريف كوباني الجنوبي، تسعة أطنان ونصف الطن من القمح لمركز صوامع الجلبية، في 23 حزيران/ يونيو الفائت، ولم تُصرف فاتورتها بعد، رغم مضيّ عشرة أيام على بداية شهر آب/ أغسطس.
يقول “شيخ إبراهيم” لنورث برس إن أصحاب الديون يضغطون عليهم لدفع ما يترتب عليهم من مبالغ مالية، لافتاً إلى أن أغلب المزارعين استدانوا السماد والبذار ومواد أخرى بداية موسم حرث القمح، وأنهم مطالبون بدفعها الآن.
ولا يعلم المزارع سبب تأخر صرف فواتير القمح، “هذا التأخير ألحق ضرراً بالمزارعين وأفقدهم مصداقيتهم لدى مزوّدي الأسمدة والبذور”.
إذ يستهجن “شيخ إبراهيم” تأخر صرف مكتب النقد والمدفوعات لفواتير شراء القمح، حيث كانت تُصرف في شهر تموز/يوليو في الأعوام الماضية، كما يطالب المكتب بالاستعجال، كي يتمكن المزارعون من سداد التزاماتهم المالية والبدء بتجهيز الزراعة الشتوية.
واستلم بعض المزارعين فواتير القمح، في الثامن من آب/ أغسطس الجاري، حيث سلموا محاصيلهم لمركز استلام صوامع بلدة صرين، بتاريخ 23 حزيران/ يونيو.
واحد آب
ويقول درويش بصراوي (53 عاماً) مزارع من ريف كوباني، إن صرف مستحقات المزارعين إن لم يكن بداية آب فهو متأخر؛ كونه الموعد المتفق عليه لسداد أية ديون تترتب على المزارعين.
أمّا أنس جاسم خميس (30عاماً) مزارع من بلدة صرين بريف كوباني، فقد سلّم محصوله من القمح لمركز صوامع صرين، بتاريخ 24 حزيران/ يونيو، واستلم فاتورة القمح بتاريخ الثامن من آب/ أغسطس، أي أن الفاتورة صُرفت بعد مضيّ 45 يوماً من توريد القمح.
ويطالب “خميس” الجهات المعنية بمساعدة المزارعين عبر الإسراع بصرف فواتير القمح لهم، خاصةَ وأن الكثير من المزارعين ورّدوا القمح لمراكز الاستلام، في تواريخ متأخرة، مشيراً إلى أنهم -أي المزارعين- قد لا تُصرف فواتيرهم حتى تشرين الأول/أكتوبر.
وبالمقارنة بين صرف فواتير القمح، العام الماضي وهذا العام، يذكر “خميس” أنّ صرف فواتير القمح للمزارعين العام الفائت أفضل؛ لأنهم استلموا الفواتير في الموعد المطلوب، إذ لم يضطر المزارعون لاقتراض المال أو المماطلة مع مزودي الأسمدة والبذور في سداد ديونهم.
ومن الأعراف السائدة لدى مزارعي القمح شمالي سوريا، أن يحرثوا أراضيهم ويمدوها بحاجتها من السماد والبذار بشكل لاحق الدفع، على أن يسددوا تلك التكاليف في الأول من آب.