إيمان الناصر – دير الزور
فجأة، تحولت حياة أحمد، وباتت تظهر عليه أعراض غريبة، كالشعور بالتعب والإرهاق والتعرق وفقدان الوزن، لم يعلم الرجل أنها أعراض مرض “خبيث” لحين إجراءه تحاليل.
راجع أحمد الحسين (40عاماً)، وهو نازح في مخيم محيميدة العشوائي، مشفى الكسرة، فأعطوه أدوية، لكن حالته لم تتحسن، فاضطر الأطباء لتحويله إلى الحسكة، اكتشف حينها أنه مصاب بسرطان الدم.
بعد ذلك، بدأ الرجل برحلة العلاج، والتي أثقلت كاهله، حيث يعاني من ارتفاع أسعار التحاليل الطبية، في ظل سوء أوضاعه المعيشية والاقتصادية.
ويعاني مرضى السرطان بدير الزور، بسبب تدهور الواقع الصحي، نتيجة قلة الكوادر الطبية، والمعدات.
وتزيد من معاناة “الحسين”، ارتفاع تكاليف السفر بين المناطق، لاضطراره للتنقل بين المدن.
ويقول لنورث برس، إن سبب إصابته بالمرض عمله السابق في “الحراقات النفطية”، إذ تكثر إصابات السرطان بدير الزور، نتيجة انتشار الآبار النفطية، والتلوث البيئي الذي تسببه تلك الآبار.
كذلك يعاني خالد المصطفى (35عاماً)، من سكان قرية الزغير غربي دير الزور، من المرض، لكن ما يثقل كاهل الرجل محدودية دخلة وعدم قدرته على تأمين تكاليف العلاج.
وتتضمن: “تكاليف السفر الوصفات الطبية”، إذ أن أجرة السيارات بين دير الزور والرقة والحسكة، لا تقل عن 100 ألف ليرة، عدا عن تكاليف الإقامة ليوم أو يومين، في حال اضطر لذلك.
في حين اشترى آخر وصفة طبية بمبلغ 250 ألف ليرة، بينما راتبه لا يتعدى الـ 600 ألف ليرة.
ويزيد افتقار مشافي دير الزور للكوادر الطبية، وعدم وجود العلاج، وغياب جمعيات ترعى مرضى السرطان، من معاناتهم.
والأسبوع الماضي، قالت خديجة الشيخ، الرئاسة المشاركة للجنة الصحة، إن مليون و400 نسمة من سكان دير الزور يعانون من تلوث التربة والهواء بسبب الأسلحة المُستخدمة طوال سنوات الحرب.
ناهيك عن الأساليب البدائية في استخراج وحرق المشتقات النفطية والمنتشرة بكثرة دون رقابة، وفقاً لتصريحها.
وارتفعت أعداد الإصابات بالأمراض السرطانية كـ“سرطان الدم والعظام والمعدة والكبد والرئة”، لتصل إلى نحو ألف مصاب، بحسب “الشيخ”.
وأشارت إلى أن أغلب تلك الحالات، مرضاها غير قادرين على تحمل تكاليف العلاج والجرعات الكيماوية.
وتوجهت المسؤولة بالنداء للمنظمات الإنسانية العاملة في دير الزور من أجل دعم المصابين والتكفل بعلاجهم في ظل ارتفاع أجور النقل وأسعار الأدوية والجرعات الكيماوية.
تحرير: أحمد عثمان