“الكشك” طعام الحصار.. سكان مخيم الركبان يعودون للأكلات القديمة

محمد الحمصي ـ مخيم الركبان

أجبر محمد على العودة إلى صناعة أكلات شعبية قديمة لا يحتاج حفظها إلى الكهرباء، خاصة أنه يقيم في مخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية العراقية، وهي منطقة صحراوية تغيب عنها الكهرباء ومعظم الخدمات.

ويُعدُّ محمد ماهر (44 عاماً) وهو اسم مستعار لنازح من مدينة تدمر، الذي يقيم في مخيم الركبان منذ عام 2017، أكلة “الكشك”.

ويُصنع “الكشك”، من اللبن والبرغل أو الطحين، وهذه مواد متوفرة في أغلب الأحيان ومُتمماتها الغذائية جيدة كونها تملك البروتين والكالسيوم”.

ويشير “ماهر”، في حديث لنورث برس، إلى أنهم اقتاتوا على هذا الطعام بمفرده في أكثر من مرة، وفي كل مرة قد تتجاوز الفترة الخمسة أيام وأكثر أحياناً، “وذلك حين يطبق علينا الحصار”.

وباعتبار أن منطقة الركبان، صحراوية وبدون كهرباء، عادت العائلات التي تقيم فيها إلى الطعام المجفف الذي يمكن أن يبقى وبدون تبريد لسنة أو أكثر.

ويعاني سكان مخيم الركبان البالغ عددهم 8000 شخص من تردي الوضع المعيشي نتيجة حصار تفرضه الحكومة على المخيم منذ العام 2018، وتمنع المؤسسات الدولية من الوصول إلى المخيم لعدم توفر الأمن هناك.

ومعظم ساكني المخيم ينحدرون من ريف حمص الشرقي بنسبة تتجاوز ٧٥%، وبالتحديد من تدمر، القريتين، مهين  وعشائر بني خالد والعمور، وما تبقى فهم مزيج من أغلب مناطق سوريا.

وتستذكر السيدة أم أحمد، (53 عاماً) كما عرفت عن نفسها، وهي من قرية مهين، “الأيام الخوالي”، كما تصفها، وتقول لنورث برس: “قبل النزوح كنا نحضر لسنة عدة أنواع من الطعام المجفف، لفصل الشتاء”.

وبعدها ومع وصول البرادات إلى تلك القرى، وبدء المعامل بتصنيع أغلب هذه المواد “لم نعد نحضرها في البيوت”.

إلا أنه وبعد النزوح اختلف حال “أم أحمد”، كغيرها من النازحين المقيمين في مخيم الركبان، تقول: “هنا في مخيم الركبان لابد من العودة إلى الأيام الخوالي، وخصوصاً صناعة الكشك والخضار المجففة والبرغل، إن توفر القمح بشكل جيد”.

وتحضر “أكلة الكشك”، في هذا الوقت من السنة، أي بعد انتهاء أربعينية الصيف تماماً، تقول السيدة: “نقوم بوضع اللبن على البرغل أو على الطحين لعدة أيام ونضعه في كيس، ثم نقوم بإخراج الخليط وفرده تحت أشعة الشمس على قطعة قماش قطنية حتى يجف ومن ثم نطحنه بالوسائل المتاحة حتى يصبح ناعماً كدقيق القمح وبعدها يحفظ ومن الممكن أن يبقى هكذا لأكثر من سنة”. وتشير “أم أحمد”، إلى أن معظم المواد الغذائية يقومون بتجفيفها، “تحسباً لأيام الشتاء والحصار الذي قد يفرض من قوات الحكومة علينا”.

تحرير: تيسير محمد