سامر ياسين – نورث برس
“الوضع مأساوي”، بهذه العبارة يصف علي الحسن، وهو دلّال لبيع وشراء المواشي في سوق تل تمر، بريف الحسكة، حركة البيع والشراء في السوق.
ويرجع “الحسن”، في حديث لنورث برس، “الضعف الكبير” في حركة بيع وشراء المواشي، لـ”الارتفاع الكبير في سعر صرف الدولار، والوضع المادي المتدهور لدى معظم سكان المنطقة”.
ويقول: “الذي لديه نقود، في ظل هذا الارتفاع، يذهب ويشتري الدولار ولا يشتري الماشية بهذه الأسعار”.
ويضيف: “استمرار ارتفاع سعر الأعلاف أيضاً، هو سبب لعدم رغبة السكان بشراء المواشي وتربيتها، فالكيلو غرام الواحد من الشعير وصل إلى 4 آلاف ليرة سورية، لذلك ضعفت في الآونة الأخيرة حركة البيع بشكل كبير”.
ومؤخراً، شهد سوق المواشي في بلدة تل تمر شمالي الحسكة، ضعفاً كبيراً في حركة البيع والشراء، وذلك بسبب الارتفاع الباهظ بأسعار المواشي، بالتزامن مع ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي أمام الليرة السورية.
وارتفع سعر صرف الدولار الأمريكي في الأيام الأخيرة إلى 13 ألف ليرة سورية، ما أدى لارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية واللحوم والمواد الأساسية التي يعتمد عليها السكان.

وقدم عبد الله العلي وهو من سكان ريف تل تمر، إلى السوق “لشراء ماشية لي أربيها في المنزل، ولكن الأسعار باهظة جداً، وأسعار الأعلاف كالقمح والشعير والتبن غالية”. وتساءل: “كيف لي أن اشتري ماشية وكيف لي أن أربيها؟
ويشير “العلي” في حديث لنورث برس، إلى أنه في السابق “كنا نشتري الفطيمة ب40 ألف ليرة سورية فقط، الآن أصغر واحدة يصل سعرها إلى 600 ألف ليرة، والنعجة كانت في الأعوام السابقة الأخيرة يصل سعرها إلى 150 ألف ليرة فقط، الآن وصل سعرها إلى مليون و800 ألف ليرة”.
كما يقارن بين أسعار المواد العلفية، فـ”التبن كان سعره 2.5 ليرة سورية، الآن الكيلو الواحد وصل إلى 600 ليرة”، هذا غير السعر “الباهظ” للماشية الواحد.
ويتساءل: “كيف لي أن أقوام بشراء رأس من الماشية ولا أستطيع إطعامها أو تربيتها بسبب ارتفاع المواد الأخرى اللازمة لها كالأعلاف؟.
يرى سليمان الكنو، وهو تاجر يورِّد اللحوم والأغنام للجزارين، في تل تمر، أنه في ظل الوضع الاقتصادي المتردي، وارتفاع أسعار المواشي واللحوم، “بات من الصعب جداً شراء كيلو غرام من اللحم من قبل السكان في المنطقة”.
ويقول “الكنو” لنورث برس: “نقوم بشراء نعجة واحدة بمليون ونصف المليون ليرة، ويكون بذلك سعر كيلو اللحم للقصاب ب70 ألف ليرة سورية، فكيف يستطيع القصاب بيعها وما السعر الذي سيحدده للسكان؟
ويضيف “الكنو”: “المواطن العادي نسي شيء اسمه لحم، لأنه لا يستطيع شراء حتى كيلو غرام واحد بسبب هذا الارتفاع الكبير في سعره، إلى جانب ذلك أيضاً النعجة ذات الوزن الجيد يصل سعرها إلى مليوني ليرة سورية، ولا يستطيع شراءها إلا الطبقة المقتدرة، والمواطن العادي لا يستطيع شراء دجاجة”.
ويرجع التاجر، السبب الرئيسي لهذا الغلاء في أسعار المواشي “لوجود المرعى للأغنام في هذه الأيام، فالمربي أو صاحب المواشي لا يخسر من جيبه شيئاً كسعر الأعلاف وما شابه، لذلك لا يقوم ببيع مواشيه في هذه الفترة”.