غياب الدعم للزراعة بدير الزور يؤرق مزارعين

إيمان الناصر – دير الزور

يشتكي سالم، الذي يزرع 30 دونماً مروياً، من غياب دور الجمعيات الزراعية بدير الزور، إذ يعاني وأقرانه من قلة الدعم وانعدامه.

ولكن سالم الخلف (56عاماً)، من سكان قرية الحويجة غربي دير الزور، شرقي سوريا، لم يحصل على أي دعم على تلك المساحة، وفق قوله.

ويشهد قطاع الزراعة بدير الزور “تدهوراً” يزيد منه قلة الدعم، وعدم تفعيل الجمعيات الزراعية، في الوقت الذي ترتفع أسعار المحروقات، الأمر الذي أدى لمعاناة بالنسبة للمزارعين.

يقول “الخلف”، إن ارتفاع أسعار مادة المازوت، زاد من معاناته، حيث تحتاج أرضه لـ 6 ريات، بينما لم يستطع تحمّل تكاليف أكثر من 4 ريات.

ويرى المزارع أن الدعم “قليل جداً”، مطالباً الجمعيات بمساعدة المزارعين لإنقاذ مواسمهم، خاصة في ظل عدم توفر مياه ري.

وبسبب قلة الدعم، اضطر جدعان العبود (60عاماً)، وهو من سكان قرية الحاوي غربي دير الزور، لزراعة جزء من أرضه فيما ترك مساحة واسعة بوراً.

رغم أن الزراعة مصدر رزقه الوحيد، إلا أن ارتفاع التكاليف وغياب الدعم دفعه لذلك، حيث أصبحت تكاليف زراعة الأرض باهظة، في ظل ارتفاع مستلزمات الزراعة وارتباطها بالدولار الأمريكي.

وكما حال “العبود”، عزف مزارعون عن زراعة أراضيهم بشكل كامل في ظل ارتفاع التكاليف، وقلة المردود مقارنة بما يدفعونه.

فرغم امتلاكه أرضاً على شط الفرات، إلا أن صبيحي المحمود (50عاماً) من سكان قرية حوايج ذياب غربي دير الزور، قرر عدم زراعتها بسبب حاجته للمحروقات، كونه سيرويها بواسطة محرك ديزل.

ويحتاج منه المحرك كميات كبيرة من المازوت، الذي ارتفعت أسعاره في السوق السوداء خلال الفترة الماضية، ويصف زراعته للأرض بـ “الخسارة”.

ورغم مطالبهم بضرورة دعمهم بالمازوت والبذور والأسمدة، إلا أن مطالبهم بقيت دون أي رد، ما صعّب الأمر عليهم، خاصة أن سعر مادة المازوت في دير الزور وصل إلى ألفي ليرة.

وقال محمد الحسين، وهو مسؤول في الاتحاد العام بدير الزور، إن الدعم المخصص للمزارعين، خُفض بنسبة 10 بالمئة بدلاً من 25 بالمئة.

وأضاف أنهم عقدوا اجتماعاً مع لجنة المحروقات والزراعة والمجلس التنفيذي بدير الزور، لتوضيح سبب عدم تسليم المزارعين لمخصصاتهم، بعد شكاوى قدموها، وتبين بحسب ما كشفت المحروقات أن “المادة غير متوفرة”.

وأشار إلى أنهم كاتحاد، يرفضون القرار بتخفيض الدعم، لأن ذلك يضر بالمزارعين، وينعكس سلباً، على اقتصاد المنطقة.

وكان المجلس العام في الإدارة الذاتية، الأربعاء الماضي، قد قرر خلال اجتماع عقده لمناقشة الأوضاع الاقتصادية لسكان شمال شرقي سوريا، زيادة الدعم للأراضي المروية بنسبة 25 بالمئة من مادة المازوت.

تحرير: أحمد عثمان