ما أسباب تأجيل الانتخابات الرئاسية للائتلاف المعارض وهل ستمدد ولاية المسلط؟
غرفة الأخبار- نورث برس
رغم أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها تأجيل انتخابات الرئاسة للائتلاف السوري المعارض ومقره إسطنبول التركية، إلا أن البعض عزا التأجيل هذه المرة، لانشغال المسؤولين الأتراك في ترتيب بيتهم الداخلي بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة في تركيا، فيما آخرون قالوا إن سبب التأجيل هو وجود مشاكل تنظيمية داخلية تعاني منها غالبية الكتل ضمن الائتلاف.
تم التأجيل إلى شهر آب/ أغسطس الحالي، ولكن ليست هناك أية بوادر لإجراء هذه الانتخابات، ولكن هل ستمدد رئاسة الرئيس الحالي؟
وينص النظام الداخلي للائتلاف على انتخاب الرئيس لسنة واحدة، لكن تم تعديله لعامين وكان من المفترض أن تجري الانتخابات خلال شهر تموز/ يوليو الماضي، حيث انتهت السنة الثانية للرئيس الحالي سالم المسلط.
وفي وقت سابق، قال بشار علي الحاج علي ممثل الائتلاف السوري المعارض لدى الاتحاد الأوروبي، إن سبب التأجيل هو “عدم الاتفاق على موعد جديد وعدم الوصول لاتفاق على خطة شاملة لإصلاح إداري وبرامجي”.
ولم يستعبد ممثل الائتلاف الذي يتخذ من إسطنبول مقراً له، أن يكون التأجيل تلبية للرغبة التركية وقال: “لا يمكن تأكيد ذلك من قبلي ولا نفيه، ومن الممكن أن تقوم القيادة التركية بنصيحة الائتلاف وبحث قضية انتخاب قيادة جديدة للائتلاف في موعدها أو تأجيلها لأسباب مقنعة، وقد يكون العكس طرح ذلك من الائتلاف، ولم تعلق الجهات التركية على ذلك”.
سبب التأجيل
يشير نجيب رحمون وهو عضو في الهيئة العامة للائتلاف السوري، أن سبب التأجيل “يعود إلى أن انتخابات رئاسة الائتلاف موعدها المستحق وفق الدورة الانتخابية كان في الخامس من شهر آب/ أغسطس الحالي، وتم تأجيله حتى لا يتم عقد دورة استثنائية للهيئة العامة التي تنتخب الرئيس السياسية بحكم أنه سيعقد الاجتماع الاعتيادي في أيلول/ سبتمبر المقبل”.
وأضاف “رحمون” لنورث برس: “وفق الاجتماعات الاعتيادية، الهيئة العامة تجتمع بالأشهر الفردية من كل عام، وعقد الاجتماع الأخير في الشهر السابع من العام الجاري، وسيكون الاجتماع القادم في الشهر التاسع”.
ويتكون الائتلاف من عدة مكونات، “المكون العسكري، وممثلي المجالس المحلية، والمجلس الوطني الكردي، والمكون التركماني، والآشوري، ومستقلين وكتل أخرى”، عددهم يقارب ٨٠ عضواً، حيث تجتمع الهيئة العامة مرة واحدة كل شهرين بشكل اعتيادي.
الهيئة العامة تنتخب الهيئة السياسية التي تتكون من رئيس، ونواب ثلاثة، وأمين عام و ١٩ عضواً، ليصبح عددهم ٢٤ ، وذلك كل عامين وفق النظام الداخلي الجديد الذي اعتمد في الخامس من تموز/ يوليو الماضي.
هل ستمدد ولايته؟
يقول “رحمون”، بالنسبة لتمديد ولاية سالم المسلط “ليس هناك أي قرار، ولكن يحق له ضمن القانون وفقاً للنظام الداخلي المعمول به مؤخراً، الترشح”. لكنه يضيف: “باعتقادي لن يتم تمديد ولايته”.
كما يحق لجميع أعضاء الهيئة العامة الترشح لمنصب الرئيس أو نوابه أو الأمين العام أو أن يكونوا أعضاء بالهيئة السياسية.
“الائتلاف يحتاج لتغيرات”
فيما يعتقد السياسي السوري ذكريا ملا حفجي، أن سبب تأجيل انتخابات الرئاسة للائتلاف، يأتي ضمن سياق “الجمود للحل في سوريا، مع التعثر في عموم قوى الثورة والمعارضة، وكذلك التغير الذي طرأ في المواقف الإقليمية والدولية حيال الملف السوري”.
ويضيف ملا حفجي لنورث برس، أن “الائتلاف أحوج ما يكون اليوم إلى تغييرات كبيرة وحقيقية ليؤدي الدور الكبير المنوط به في ظل انسداد أفق الحل السياسي والمشاكل الإدارية والاقتصادية التي تعيشها المناطق خارج سيطرة النظام”.
وشدد السياسي السوري على “ضرورة وجود قيادة المعارضة على الأراضي السورية لتعيش همَّ الإنسان السوري وتصلح شؤونه وتحسن واقعه”، مشيراً إلى أن “المؤسسات السورية ينبغي أن تعيش الحدث اليومي لتأخذ دور قيادي حقيقي جاد”.
واستبعد ملا حفجي أن “يتم تمديد رئاسة المسلط لدورة جديدة”.