تركيا ترحِّل السوريين.. خداعٌ وإكراه وتغيير ديمغرافي

إحسان محمد ـ ريف الرقة

لا تزال تركيا تمارس انتهاكات بحق السوريين من خلال تهجير قسري للاجئين السوريين على أراضيها بدون أي وجه قانوني لهذا الترحيل، وما يزيد هذه الانتهاكات بشاعة هو التغيير الديمغرافي الذي تفرضه على السوريين الذين لا حول ولا قوة لهم.

علي الحلقي، اسم مستعار لأحد المرحلين من تركيا، هاجر منذ سنوات من محافظته درعا إلى تركيا، وكان يمنّي نفسه بالعودة الطوعية إلى بلده الأصلي والعيش بأمان بعد زوال أسباب التهجير، “لكن السلطات التركية كان لها كلام آخر”.

يقول لنورث برس: “تم إلقاء القبض عليَّ في إسطنبول بسبب عدم حملي لأوراق ثبوتية. وقد تم نقلي إلى مخيم كاراكلي قبل أن يتم نقلنا إلى ولاية أضنة”.

وبعد ثلاثة أيام في أضنة تم نقله رفقة من كانوا معه، عبر معبر باب السلامة إلى الشمال السوري، إذ شهدت إجراءات الترحيل العديد من الإجراءات “التعسفية”، أقلّها “التبصيم الإجباري”، بحسب “الحلقي”.

وفيما بعد علم الشاب أن الأوراق التي أجبروه على أن يبصم عليها، هي للترحيل الطوعي. لينتهي به الحال كمهجر للمرة الثانية في الشمال السوري، إذ لم يعد لمحافظته وبيته، وأُسكن في بيت آخر.

“إلى بيتي فقط”

أحمد عايد وهو اسم مستعار لأحد أبناء مدينة سراقب، قال لنورث برس: “تم ترحيلنا بشكل قسري من تركيا، ولم يوجد سبب معروف لذلك”.

وأضاف: “وضعوا ورقة أمامي وطلبوا مني التوقيع عليها كجزء من إجراءات الترحيل القسري، إلى الشمال السوري”.

 وشدد “عايد”، على أن مؤسسات المعارضة السورية المتواجدة في تركيا “لم تقدم لي أي دعم أو مساعدة لمنع الترحيل”، وأضاف: “لأجد نفسي مهجراً مرة أخرى لعدم عودتي إلى مدينتي”.

وما حصل معه “ينفي ادعاءات السلطات التركية في أن العودة طوعية وأن المنطقة آمنة”، بحسب “عايد”.

وقال: “أريد العودة إلى منزلي وأرضي ولا أريد أن آخذ حق غيري وأنفذ مشروع تركيا في التغيير الديمغرافي الذي تعمل عليه مع النظام السوري كما فعل في الغوطة الغربية”.

مصدر إداري عامل في معبر تل أبيض، قال لنورث برس، إن عمليات الترحيل مستمرة من الأراضي التركية إلى الشمال السوري ولا سيما تل أبيض، حيث يبلغ العدد الكلي للمرحلين من معبر تل أبيض منذ مطلع هذا الشهر 2300 شخص من بينهم نساء وأطفال. ويتراوح عدد المرحلين يوميا ما بين 75 و200 شخص جميعهم ليس لديهم أي أقارب في هذه المنطقة حيث أن السلطات التركية تجبر الجميع على العودة من معبر تل أبيض فقط.

ويستذكر أحمد الشلبي، وهو أحد المرحلين قسراً من تركيا إلى سوريا، تفاصيل حجزه والمعاملة السيئة التي تعرض لها قبل ترحيله إلى الشمال السوري.

ويقول لنورث برس: “في تمام الساعة 5:30 صباحا، تم اقتحام منزلي واقتيادي إلى مركز أوزريك بولاية أنقرة، وفي المساء من ذات اليوم تم ترحيلي  إلى الأراضي السورية”.

ولم تقدم الشرطة التركية أي أسباب للترحيل، “فقط اكتفوا بمعاملتنا بشكل غير إنساني. فحقوق السوريين لا تحترم”، يقول “الشلبي”.

ويحمل “الشلبي” الحكومات والمجتمع الدولي مسؤولية حماية حقوق اللاجئين وتوفير الحماية لهم وعدم إجبارهم على العودة غير الطوعية للبلاد.